[align=center]لقد ارتكبت ذنباً فماذا أفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ايها السادة الكرام

في منتدانا الطيب

بعد السلام

وفائق الاحترام

مساء الخير

ثم أما بعد :
ليست الذنوب على مرتبة واحدة كبراً وصغراً ، بل هناك ذنوب كبيرة وأخرى

صغيرة ، والذنوب الكبيرة تشمل ما ترتب عليه حد في الدنيا أو وعيد شديد

في الآخرة وعدها بعض العلماء سبعاً وأخذ ذلك من قول النبي صلى الله

عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأكبر الكبائر سبعا ........ ) وقال بعض العلماء :

هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع وقد ألف فيها بعض العلماء كالذهبي

وغيره .

وتقسيم الذنوب الى صغائر وكبائر جاء في القرآن حيث يقول الله جل وعلا :

( الذين يجتنبون الإثم والفواحش إلا اللمم .... ) وجاء عن النبي صلى الله

عليه وسلم كما في الحديث السابق ، إلا أن العلماء يقولون لا صغيرة مع

إصرار ولا كبيرة مع استغفار .

لست أريد هنا الحديث عن الذنوب وآثارها ولكني قصدت من هذه المقدمة

الدخول إلى ما أريد الحديث عنه ، وهو أنه ليس أحد من الناس مبرأً من

العيوب أو التهوك في الذنوب كائناً من كان خلا من عصمه الله عز وجل

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين

التوابون ) وفي حديث آخر : ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون

فيستغفرون الله فيغفر لهم ) .

والنفس الأمارة بالسوء ، والشيطان الخبير بما يغوي الإنسان ، والهوى

أعداء ألداء يطاردون بني آدم ويغرونه ويسولون له ولا بد أن ينالوا منه

بعض ما يضره :
نفسي وشيطاني ومالي والهوى .......... كيف الخلاص وكلهم أعدائي

لنفترض يا أيها السيد المبارك : أنك سقطت فارتكبت ذنبا على حين غفلة

فلما عادت اليك البصيرة اذا ما كان محذورا قد وقع فماذا أنت فاعل ؟؟

هل ستتوقف الدنيا ؟؟

هل تعود وتترك ما انت عليه من الخير ؟؟

هل تترك باب خير فتحه الله لك فأفدت من خلاله ؟؟

هل تبكي ذنبك ، وتندب حظك وتظلم الدنيا في وجهك وتضيق على الأرض

بما رحبت ؟؟

إن فعلت ذلك فقد وقعت في خطأ آخر وسلكت مسلك الذين لايعلمون ، نعم !!!

يا أيها الأخ المبارك الخطأ جبلة آدمية لا يستطيع الانسان الفكاك منها

فلماذا الصياح والنياح وترك العمل والنكوص على الأعقاب ؟؟؟؟؟؟؟

ليست هذه دعوة مني للاستخفاف بالذنب والتهاون فيه ومعاذ الله أن أسلك

طريق القائل :

فكثّر ماستطعت من الخطايا .......... اذا كان الورود على كريم

بل الذنوب مهلكة ومحرقة واذا اجتمعت على العبد فإنها تهلكه وعلى العبد

أن يحذر منها جهده ، وأن يفر منها طاقته لكن إذا سلك هذا المسلك فأغواه

الشيطان وسولت له النفس الأمارة بالسوء فوقع في معصية فعليه أن يعلم

أن ربه غفار للذنوب ستير للعيوب لا يتعاظمه ذنب مهما كان أن يغفره ، ولا

زلة مهما عظمت أن يزيل أثرها ويبدلها حسنة ، إذا عرف الإنسان هذا

واطمأنت نفسه اليه وأنست روحه به فعليه مع الندم على فعل المعصية

والاجتهاد في عدم العودة اليها أن ينسى مافرط منه من العيوب ويمارس

حياته ويعاود نشاطه ويعظم بالله أمله ويكبر فيه رجاؤه ويستقبل مابقي من

حياته بهذه الروح ويعلم أن ذلك الذنب الذي بدر منه مقدر عليه وأنه ربما

انقلب نعمة بتبديله حسنة ( فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ) .

انه لمن الخطأ ان نقفل الأبواب أمام من وقع في المعاصي أو أن نيّأسه من

رحمة الله فنزيد همه ونضاعف غمه ولكن علينا أن انفتح له باب الأمل .....

ألا ترون اننا نمارس هذا الشيء كثيرا مع من يقعون في بعض السيئات
؟؟؟

ألا ترون أن ملاحظة الذنب وقدره دون النظر الى عظم الرب وسعة مغفرته

في سوء ظن بالله من جانب وذلك عندما نظن أن الله لايغفره ، وكذلك فيه

استهانة بالخالق عندما نرى أن الذنب صغير وحقير دون مراعاة عظمة من

عصيناه ؟؟؟

اذن المسألة تحتاج الى توازن فمن ارتكب الذنب وندم نفتح له باب الأمل

وننبهه الى سعة رحمة الله ، ومن لم يقع في الذنب نحذره من الوقوع فيه

ونبهه الى غضب الله وأليم عقابه .....

أخيرا يا أيها السيد المبارك عندما تهم بذنب فلا تنظر الى صغره وكبره ولكن

انظر الى عظمة من عصيت ، فإن غلبت النفس الأمارة والشيطان على فعل

معصية فتب واعلم أن الله يغفر الذنبو جميعا

وتقبلوا خالص التحية
[/align]