



-
عضو فعّـال
يــا أمــيــر الــمــؤمنــيــن طــاب امــضــرب !
يــا أمــيــر الــمــؤمنــيــن طــاب امــضــرب !
--------------------------------------------------------------------------------
يــا أمــيــر الــمــؤمنــيــن طــاب امــضــرب !
--------------------------------------------------------------------------------
قالها أبو هريرة رضي الله عنه لأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه لما حصروه .
و معنى الكلام : يا أمير المؤمنين طاب القتال .
و (( امضرب )) هي (( الضرب )) و لكنها لغة لبعض قبائل اليمن يبدلون اللام ميما ، و لا تزال مستعملة إلى اليوم في جنوب المملكة العربية السعودية .
و جاءه الحسن بن علي رضي الله عنهما ، و قال له : أخترط سيفي .
قال له : لا ، أبرأ إلى الله إذا من دمك ، و لكن ثم سيفك ، و ارجع إلى أبيك .
و قال له عبد الله بن الزبير رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ، إنا معك في الدار عصابة مستبصرة ، ينصر الله بأقل منهم فأذن لنا .
فقال عثمان رضي الله عنه : أنشد الله رجلا أهراق في دمه .
و حث كعب بن مالك رضي الله عنه الأنصار على نصرة عثمان رضي الله عنه ، و قال لهم : يا معشر الأنصار كونوا أنصار الله مرتين ، فجاءت الأنصار عثمان و وقفوا ببابه .
و دخل عليه زيد بن ثابت رضي الله عنه ، و قال له : هؤلاء الأنصار بالباب ، إن شئت كنا أنصار الله مرتين .
فرفض القتال و قال : لا حاجة لي في ذلك ، كفوا .
و مع رفضه القتال رضي الله عنه حصلت مناوشات بين بعض من كان معه في الدار و بين المحاصرين .
فقد أخرج من الدار يوم قتل عثمان أربعة شبان من قريش ملطخين بالدم محمولين ، كانوا يدرؤون عن عثمان رضي الله عنه ، و هم :
الحسن بن علي ، و عبد الله بن الزبير ، و محمد بن حاطب ، و مروان بن الحكم .
و ذهب إليه كثير من الصحابة رضي الله عنهم إما لأنه طلبهم و إما لأنهم أرادوا الدفاع عنه .
فهذا عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي يحذرهم من قتله و قال لهم : (( و الله لا تهرقون محجما من دم إلا ازددتم من الله بعدا )) .
و أقسم لهم بأنهم إن قتلوه فلا يصلون جميعا أبدا .
و حذرهم من انسلال سيف الله عليهم ، و قد كان مغمودا عنهم ، و أخبرهم أيضا بأن لم يقتل نبي قط إلا قتل به سبعون ألفا ، و لا خليفة إلا قتل به خمسة و ثلاثون ألفا قبل أن يجتمع الناس ، و ذكر لهم أنه قتل على دم يحيى بن زكريا سبعون ألفا .
و قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لما بلغه قتل عثمان : (( اليوم نزل الناس حافة الإسلام ، فكم من مرحلة قد ارتحلوا عنه )) .
و نختم ما سبق بما كان ينبغي أن نبدأ به فقد قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم لعثمان رضي الله عنه : (( و إن سألوك أن تنخلع من قميص قمصك الله - عز و جل - فلا تفعل )) .
و بشره بالجنة في الحديث المشهور من رواية أبي موسى الأشعري قال : (( ثم استفتح رجل ، فقال لي : افتح له و بشره بالجنة على بلوى تصيبه ، فإذا عثمان ، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، فحمد الله ، ثم قال : الله المستعان )) .
و في الحديث الآخر عن أبي سهلة عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( ادعوا بعض أصحابي )) .
قلت : أبو بكر ؟
قال : (( لا )) .
قلت : عمر ؟
قال : (( لا ))
قلت : ابن عمك علي ؟
قال : (( لا )) .
قالت : قلت : عثمان ؟
قال : (( نعم )) .
فلما جاء عثمان قال : (( تنحي )) ، فجعل يُساره ، و لون عثمان يتغير .
فلما كان يوم الدار و حصر فيها قلنا - و الكلام لأبي سهلة - : يا أمير المؤمنين ، ألا نقاتل ؟
قال : لا ، إن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلى عهدا ، و إني صابر نفسي عليه )) .
تجد ما سبق من أحاديث و آثار - و زيادة - مع التخريج و الكلام عليها تصحيحا و تضعيفا في كتاب :
(( فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه )) .
تأليف الدكتور : محمد بن عبد الله الغبان .
و يقع في جزأين !
و هذا فهرس لبعض موضوعات الكتاب :
الباب الأول : مسوغا الخروج و بدء الفتنة و مثيروها :
الفصل الأول : مسوغات الخروج :
المبحث الأول : ما صح أن الخارجين سوغوا به الخروج أو عابوه عليه .
المبحث الثاني : ما روي و لم يصح في أن الخارجين سوغوا به .
المبحث الثالث : ما اشتهر من ذلك و ليس له إسناد .
الفصل الثاني : مثيرو الفتنة و بدؤها :
المبحث الأول : مثيرو الفتنة .
المبحث الثاني : قدوم أهل الأمصار .
الباب الثاني : يوم الدار و قتل عثمان - رضي الله عنه - :
الفصل الأول : يوم الدار :
المبحث الأول : وصف الدار .
المبحث الثاني : بدء الحصار .
المبحث الثالث : المفاوضات بين عثمان و محاصريه .
المبحث الرابع : دفاع الصحابة عنه و رفضه لذلك و أسباب رفضه للقتال .
المبحث الخامس : القتال يوم الدار .
المبحث السادس : آخر أيام الحصار و فيه الرؤيا .
الفصل الثاني : قتله و قاتله :
المبحث الأول : صفة قتله .
المبحث الثاني : تاريخ قتله .
المبحث الثالث : سنه عند استشهاده .
المبحث الرابع : قاتل عثمان .
المبحث الخامس : جنازته و الصلاة عليه و دفنه .
الفصل الثالث : متفرقات عن الفتنة :
المبحث الأول : ما أثر عن الصحابة في أثر قتل عثمان .
المبحث الثاني : نقد لمواضع من كتاب العقاد ( ذي النورين عثمان ) .
و في آخر الكتاب ملحقات لتخريج الآثار و بيان الصحيح من الضعيف .
و الكتاب - كأي جهد بشري - لا يخلو من نقص و مآخذ لكنه جهد عظيم نسأل الله أن يجعله في موازين حسنات مؤلفه .
__________________
الـنـاس كإبـل مـائـة لا تـكـاد تـجـد فـيـهـا راحـلـة
منقول
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)