



-
عضو نشيط
الزرقــــــاوي والأزارقــــــــــــــة
الزرقاوي والأزارقة
الإسلام اليوم
د. محمد العبدة 18/10/1426
20/11/2005
هل هناك صلة نسب بين الزرقاوي وفرقة الأزارقة من الخوارج؟ هذه الفرقة التي تُعدّ من غلاة الخوارج، وإذا كان الخوارج في الأصل هم غلاة؛ فالأزارقة كانوا في أقصى الغلو حين ابتدعوا ما سموه بـ (الاستعراض) أي استعراض الناس المخالفين لهم وقتلهم دون تفريق بين كبير وصغير، ولا بين رجل وامرأة، أو بين عالم وجاهل. وهكذا الغلو قد يبدأ صغيراً ثم لا بد أن يكبر، وكلما أبدى العلماء والعقلاء مخالفة لهم ازدادوا غلواً. طبعاً ليس هناك نسب قَبَليّ بين الزرقاوي والأزارقة، ولكن هناك نسب فكريّ وهو قتل الناس .. كل الناس، بحجج واهية ليس لها رصيد في دين أو عقل، وستأتي بنتائج هي عكس ما يظن الزرقاوي ومن يتعاطف معه، فماذا يريد هؤلاء؟
هل يريدون ألاّ تتعاطف الشعوب العربية مع المقاومة المشروعة في العراق؛ بسبب تصرفاتهم الهوجاء والعبثيّة؟
قد لا يعجب البعض أن يُكتب عن الزرقاوي في هذه الظروف، وهو الذي يشارك في المقاومة لأعداء الإسلام في العراق. ولكن الحق أحق أن يُقال ويُكتب، ويتميز الحق من الباطل والصحيح من الزيف. والذي يتسرب من الأخبار هناك أن العقلاء من المقاومة العراقية غير راضين عن تصرفات الزرقاوي وبعض طرائقه وتفكيره، لأن الغلوّ لا يأتي بخير.
والمشكلة ليست في الزرقاوي فحسب بل في الشخصية العاطفية التي يتقمصها العربي المسلم، حين تتغلب عاطفة الإعجاب بالمتشدد والمقاتل على الفكر العاقل المتروي الذي يستطيع التفريق بين ما هو حق وما هو باطل.
حين تتغلب العاطفة والنظرة القاصرة السطحيّة فإن الأمور تسير في انحدار، ولذلك لا بد من توضيح حتى يسير الناس على طريق مشروع. وخطة لا غبش فيها، وقديماً وصف الجاحظ الشخصية العربية بأنها تعتمد على البديهة السريعة والذكاء اللمّاح، ولا تعتمد على التروّي والتأمل العميق. وقد يكون هذا الوصف صحيحاً عندما لا يُفهم الإسلام الفهم الحقيقي، وعندما لا يُوضع السيف في موضع الندى، ولا الندى في موضع السيف
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)