
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولد الشايب
في وسط المجلس ...دائما يجلس ...عيناه تتوقدان ... لحيته النارية ( المحناة) تعطيك إشارة عن حدته ... لا يتكلم كثيرا ولكنا عينيه الحادتين تفعلان...نادرا ما يبتسم وإذا فعل تتحرك شفتاه ولا تظهر أسنانه ... يوافقك بهزة خفيفة من رأسه ...ويعارضك بنظرة حادة ...تجعل فلبي يختبأ بين الأمعاء الدقيقة وإذا لزم الأمر ... الغليظة...
ذاك هو أبي ...وأما أنا فمكاني في الطرف الأغر من المجلس ... حيث أشرف على عملية السقاية والرفادة لزوار مجلسنا ...أتابع بحرص منسوب القهوة وكأنها يورانيوم مخصب ... وأتابع في نفس الوقت كاسات الشاي عندالزوار كما يتابع أهل الأسهم سهم المكيرش ...
في مجلسنا هناك نواقض الحياة ... سهج ضيف ... أو كسر فنجان ...أو قطع سالفة ...أو غيبة عالم ... أو قهقة كخبل ... أو دخول طفل ...أو شرب دخان ...أو فراغ بريق ... أو قلة نظافة ...أو حديث عن امرأة...
أذكر أن رجل جاء إلى مجلسنا وهو لا يعرف النظام الأساسي للحكم فيه... فأخذ يصف امرأة بشكل مثير ( بعد انتهاء الأزمة بدأت أفكر فيها بعد أن أغلقت على باب غرفتي بالمفتاح واختبأت تحتف فراشي بعد أن أطفأت الضوء)
أعود إلى المتعوس الذي استمر في الوصف .... واستمر البقية في النظر إلى الأرض... أنا تمنيت أني أحد الدلال الموجود على الرف...ثم فضلت أني أكون اسطوانة الغاز لأنها تقبع خارج المجلس .... امسك أبي ( العجرا ) وكان استخدامها في غير المشي إعلان حرب ...وأشار بها إلى وجه فسكت الرجل دهشة ...وضاعت أنفسنا خوفا .... قال له كلمتين ( كرم المجلس ) تمنى الجميع بمن فيهم محدثكم أن يتوقف الزمان والمكان وان نكون بنغلادشيين في محطة السبعين على أن لا نكون هناك في المجلس .... لن أخبركم عن الألوان التي اعتلت وجه المتعوس لأنني لا اعرف إلا عشرين لونا لم يكن بينها ما ظهر على وجهه...
هذه بعض من الأحداث التي تحدث في مجلسنا ...ولولا تغير حصل في حياة أبي لما وجدت الوقت لأكتب... لقد من الله علي بالعتق من بعد أن تزوج أبي امرأة شامية..أصبح يترك المجلس مبكرا ويعود إليه متأخرا ....مما جعل لي الوقت لأدردش معكم هنا ....
مواقع النشر (المفضلة)