[align=center]أروع الفنون .. في .. أمي الحنون[/align][align=justify]الحمد لله علم الإنسان .. ميزه بالعقل عن سائر الحيوان .. احمده بعدد خط الأقلام .. واشكر فضله أن هدانا للإسلام.. هو الله الكريم المنان .. أعظم لفظ نطقته الشفتان .. سبحانه خلق العنكبوت .. فجعلها أعظم حائك للبيوت.. يرى جناحي البعوض .. ويبصر ما فيه من رضوض .. من مخلوقاته الأفاعي .. تكره النمط الاجتماعي .. لا تعرف موقفا دفاعي .. تمنع البريد وتقتل الساعي .. سبحانه اوجد الحروف .. فكانت الصفة تابعة للموصوف .. فكانت أساس الكلام .. رغم اختلاف الأنام .. قد يصل الإنسان إلى مرحلة .. هي في الحقيقة مفسدة .. يغتر فيها بكل شيء .. حتى يظن انه ملك الفيء .. يتباهي بصحته باغترار .. وينسى فضل العزيز الجبار .. يوسوس له الشيطان .. ويتفاخر بما أوتي من سلطان .. يغرق في بحر الشهوات .. ويفرط بارتكاب الملذات .. يستحل ما حرم الدين .. وينافق كأنه القوي الأمين.. نعمه نحن عنها غافلون .. ولها في جل الأوقات متجاهلون .. وبها بَعْدَ الله نحن موجودون .. و عن بُعْدِها نحن معذبون .. ولوجُوِدها معنا نحن مرتاحون .. في حُبِها نحن مأسورون .. وعن حِمَاها نحن ذائدون ..لابتسامتها نحن مسالمون .. ولغضبها نحن مراضون .. لكل ما تُرِيد نحن فاعلون .. وعن كل ما تكره نحن مبتعدون .. في وصفِها نحن عاجزون .. ولحكايتها نحن مُبْدِعون .. عند كلامها نحن صامتون .. وبما تأمر نحن مُنَفذِون .. لسعادتها نحن طامحون .. وللقائها نحن مسارعون .. هي أشْهَر من عَلَمْ .. وأكبر من أن تُفَنْدَ بالقلم .. هي صاحبة اليد الحانية .. نتزود ببرها لِلدَارِ الفانية .. هي مصْنَع الرجال.. وهي ملتقى الآمال .. منحتنا الغالي والنفيس.. وكانت نِعْمَ الأنيس .. أطيب مَنْ في الوجود .. تُعْطِي بلا حدود .. كنا محتاجين لها في الصِغَر .. فاحتاجت لنا في الكِبَر.. لكن جَارَ عليها الزمان .. فكانت عُنوان الأحزان .. صارت في دَارِهَا مُهَانَة .. ومن قِبَل القاضي مدانة .. يُقَدْمُ عليها الحبيب .. فلا يَشْفِي جُرحها ابْرَعُ طبيب .. تُهَانُ في بيتها وهي الغالية .. وتُسْكَتْ في المجلس لأجل غَانِية .. تَبِيت الليالي جوعانه .. تراها دائما تعبانه .. ترى البعض يَتَفَنن في العقوق .. يَهْضِم أمه أعظم الحقوق .. يحرق قلبها الكبير .. لا يخاف العلي القدير .. انظر إلى قسمات وجهها .. ترى مَدى طيب نفسها .. فيا عقلاء القوم .. تجنبوا إلقاء اللوم .. وتحدثوا في كل مناسبة .. عن عواقب العقوق وشدة المحاسبة .. إنها نعمة الوهاب .. شعار الأمن والاستتباب .. فاللهم اطِلْ في عُمْرِهَا .. وَادِمْ الصحة في جِسْمِهَا .. واحمها من كُلِّ الشرور .. واجعل حَيَاتها فَرَحا وسُرُور . [/align]
مواقع النشر (المفضلة)