[align=center]اللــحـظـة الأخــــيـــرة ؟؟؟؟؟
أيها السادة الكرام
في منتدانا الطيب
بعد السلام
وفائق الاحترام
مساء الخير
أيها السادة الكرام : في زحمة الأحداث ، ومخالطة الناس ، والسباحة في بحر الحياة اللجي المتلاطم ، يتسرب إلى النفس
شيء من الغفلة فيغلظ الطبع ، ويقسو القلب ، وتجف العين ، فيحتاج الإنسان عندها إلى شيء من المواعظ وجرعات من
التذكير والرقائق .
والقراءة في الكتب المعنية بذلك ككتب ابن القيم والسير شيء مفيد للنفس إلا أني رأيت أن كثيرا ممن يعنى بذلك ينسى أن
القراءة في كتاب الحياة المفتوح أجدى وأنفع ( لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) أو على الأقل أقول : إني
وجدت ذلك في نفسي أحيانا فإن كتاب الحياة مليء بالحوادث والعبر التي عايشناها وقرأنا أسطر أحداثها ورأينا صور
مجرياتها وقديما قيل : ليس راء كمن سمع .
أيها السادة : قرأنا كثيرا عن اللحظة الأخيرة في حياة الإنسان وطالعنا قصصا عن ذلك مما يندرج تحت حسن الخاتمة
وسوئها وأن ذلك مرتبط ارتباطا وثيقا بما كان يعمله الإنسان في حياته فأثرت تلك القصص فينا وكان لها اثر كبير في
نفوسنا مع أنها مرقومة في كتاب ألف منذ زمن بعيد .
دعونا نقرأ مثل هذه القصص في سفر الحياة المفتوح مما رأينا وشاهدنا لحظته الأخيرة وفراقه للحياة وكان ذلك على مرأى
ومسمع من العالم وإني لأتذكر هنا موت ثلاثة من المشاهير عرضت وفاتهم على شاشات الإعلام وكان ذلك في حضور
عدد كبير من الناس :
أولهم : الشيخ محمد الغزالي رحمه الله وغفر له صاحب الكتب البديعة والأسلوب الجميل الخطيب المصقع والمفكر المعروف
قدم غفر الله له من مصر للمشاركة في فعاليات ملتقى الجنادرية وبينما هو يلقي محاضرة له عن الإسلام والغرب تغير صوته
وسقط مغشيا عليه ونقل الى المستشفى ليغادر الحياة وهو في مكان شريف منيف أفنى حياته وهو يعمل فيه ليؤكد هذا
الموقف صدق ما يذكر من ان اللحظة الأخيرة لها علاقة وثيقة بعمل الإنسان في حياته فنعم الحياة ونعم الممات ويا حبذا
هذه اللحظة الأخيرة .
ثانيهم : الفنان طلال مداح عفا الله عنه أفنى حياته في هذا المجال المحرم يحيي الحفلات السهرات ذاع صيته واشتهر بين
المهتمين بهذه السفاسف حتى شاب وكبر ووهن ليدعى إلى أبها وبينا هو يحيي إحدى الليالي بما يغضب الباري يسقط العود
من يده ويسقط هو على العود ليغادر الحياة على خشبة المسرح ليؤكد ما قلناه سابقا فيا بئس تلك اللحظة الأخيرة التي لم
يغبطه عليها احد .
ثالثهم : ذلك اللاعب النشيط الذي نزل ساحة الملعب المكتظ بالجماهير وبينا هو يستعد لخوض المباراة سقط صريعا على
أرض الملعب ليغادر الحياة وتكون لحظته الأخيرة على مرأى من الجماهير .
أيها السادة : هذه قصص عايشنا فصولها ورأينا أحداثها ولا أظن عاقلا مرت به إلا ادكر وتذكر ولا أظن عاقلا إلا ويغبط
الغزالي على هذه اللحظة الأخيرة والميتة الشريفة ويرثي لحال لآخرين ، ينبغي أن نعتبر بما نرى ونسمع وينبغي أن نراقب
قلوبنا ونحاسب نفوسنا بين فترة وأخرى حتى لا تفسد علينا ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من
الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ) .
وتقبلوا خالص تحياتي[/align]
مواقع النشر (المفضلة)