[align=center].
.
.
.[/align][align=center]الأمة العربية تبول على نفسها من جديد !!*
إذا ما غضبنا غضبة عربية
دبغتنا إسرائيل حتى نتفل الدما
دعونا نركب موجة (الهجاء) المستشرية في حناجر وأقلام الكثير .. واقفين على أطلال النخوة العربية المتهاوية
تحت بساطير الجنود الصهاينة والأمريكان في الأراضي الفلسطينية واللبنانية والعراقية.. مستعيرين وزن بشار بن
برد وقافيته بعد تفريغهما من آخر قطرات المروءة العربية .. دعونا نزيد من حدّة الهجاء .. نمارس الجلد لذلك
الإنسان العربي الذي دخل موسوعة جينس للأرقام القياسية بنومه اثنا شهراً متواصلا في السنة محطماً بذلك الرقم
القياسي المسجل باسم أعرق الدببة القطبية !!
لا أخفيكم أنّني لاحظت أن الجميع صار بارعاً في هجاء الظلام .. بينما يندر أن تجد من يحاول إشعال شمعة تكبح
ما تيسر من جحافل الظلام .. هذه آخر صرعة من صرعات الأمة العربية والإسلامية يقودها عصابة من العلمانيين
الشواذ ونخبة من الشعوبيين الحاقدين على كل ما هو عربي أمثال أدونيس ـ الذي يدلك اسمه المنبوش من حضارة
اليونان الوثنية على مبادئه وأهدافه ـ ..
افتح المذياع .. تصفح الانترنت .. شاهد القنوات .. اقرأ الصحف .. المجلات .. القصائد .. توجه إلى أقرب مجلس
تتكئ فيه دلال القهوة البغدادية بجوار نار غضى هادئة.. يحيط بها لفيف من المشيبة المفرغة إلا من الغيبة والوقوف
على أطلال العظام والأمجاد البالية .. أدر البوصلة إلى النساء .. المثقفين المثقفات .. الرؤساء الوزراء ... الجميع يشتم
ويهجو الأمة العربية .. الجميع بريء والأمة العربية تبول على نفسها ـ كالماشية ـ في قفص الاتهام !!
يقول صاحب كتاب التفكير من أجل التغيير : " نعيش في عالم يفكر فيه كل الناس في تغيير العالم، لكن لا أحد
يفكر في تغيير ذاته". وهذا ما اعتقد أنه ينطبق بحذافيره وخلاخيله على الأمة العربية خصوصا والإسلامية عموماً ..
أنت تنجح بقدر ما تعمل.. أما إذا تفرغت للفراغ والهجاء .. وتركت العمل .. فسوف يطول عمر العلاقة بينك وبين الفشل ..
بصراحة أعجبني اختيار الشيخ سلمان العودة لعنوان برنامجه المفيد (الحياة كلمة) للأسبوع القادم وكان (النظر
للمستقبل بتفاؤل) أو شيء قريب من هذا العنوان .. تعجبني اللكنة التفاؤلية في كلام وأعمال هذا الرجل (سلمان العودة)..
إنك لا تملك أمام تفاؤله إلا أن تصاب بالعدوى.. وهي عدوى حميدة يمكنك أيضا نقلها بسهولة إلى آخرين .. إننا
من خلال التفاؤل يمكننا شق طريقنا عبر كل السلبيات.. عبر كل المثبطات .. ولعل الحماس والتفاؤل من أهم عوامل
النجاح .. لأنهما ركنا العمل ..
وإنني استغرب عندما أرى أناسا غير متفائلين أو غير متحمسين، رغم أن التفاؤل والحماس من الأشياء المجانية
المتاحة لكل الناس .. يقول كن كراجن : " إنني اعتبرهما ثروة مهدرة بل إنهما طاقة مختزنة تفوق في أهميتها
الطاقة الكهربائية " وصدق وهو سرسري ُ ُ كذوب !!
هناك نوعان من الناس : إنسان يعمل .. يرتقي إلى مستوى عظمة أحلامه وطموحاته..وإنسان ينحدر إلى مستوى
رغباته ونزواته وتشاؤماته.. والشيخ سلمان يمخر عباب الطريق الأول بعمل تحركه رياح التفاؤل الواقعي..
إذا سمح الإنسان للتشاؤم بأن يسود حياته.. وإذا رفض أن يطاول النجوم.. وأن يمسكها ويحلق معها.. فلن تسنح له
فرص كثيرة للنجاح.. لن يمكنه النجاح دون قرار واع ومبدئي بأن باستطاعته تحديد أهدافه والتفكير في طرق
تحقيقها.. ثم إنجازها خطوة خطوة ..كما يقول صحاب كتاب الاستراتيجيات الفعّالة للحياة العملية..
يحرز النجاح أشخاص يتخذون موقفا إيجابيا واضحاً تجاه مستقبلهم ومستقبل أمتهم.. ويمكنك تمييزهم من
الطريقة التي ينجزون بها أعمالهم.. ومن الأسلوب الذي يمارسون به حياتهم الشخصية.. تجد لديهم رؤية واضحة
صريحة للعالم حولهم بوجه عام.. ولأهدافهم بوجه خاص.. يتميزون عن الجماهير الرعاع من خلفهم لأنهم حددوا
أهدافهم.. وقدموا أنفسهم كموهوبين .. فهم يتحلون بالأمانة دون سذاجة.. وبالتنظيم دون مبالغة.. وبالأخلاق دون
كبر .. وبالاستقلال دون عداء .. يؤزهم التفاؤل الواقعي لا الخيالي !!
بينما يهدر بعض الناس الفرص حين ينظرون إليها نظرة متعالية .. وآخرون يتعجلون الفرص بطريقة جشعة.. وهناك
من يتوقعون سقوط النجاح في أحضانهم، أو فوق رؤوسهم.. ما أسهل العالم إذا سارت الأمور فيه بهذه الطريقة !!
ولكنها لحسن الحظ ليست كذلك بحال من الأحوال .. النجاح والنصر لا يأتيان بسهولة، بل لا بد من صناعتهما ..
لا نريد إفراطا في التفاؤل يقود إلى النوم لاستنزاف رؤى السفياني والمهدي المنتظر.. بل تفاؤلا يقود إلى العمل ..
ابدأ بنفسك حاول تغيير العادات السيئة لديك .. وإذا عجزت فاعلم أنك رقم مهم في تخلف الأمة الإسلامية .. أما إذا
نجحت فانتقل إلى بيتك .. أولادك .. زوجتك .. حارتك .. زملائك في العمل .. فالله لن يسألك يوم القيامة لماذا قصفت
إسرائيل شاحنة الأدوية المتجهة إلى بيروت.. ولكنه سيسألك لماذا قصفت الشياطين بيتك بقنابل القنوات المسيلة للهبوط ..
* بقلم : التجوال الدولي[/align]
مواقع النشر (المفضلة)