



-
عضو متميز جدا
لونو أيامنا بما هو أرحب
لوّنوا أيامنا بما هو أرحب
* ملاحظة أولى: الرجاء من المُصابين بعمى الألوان عدم قراءة هذه السطور.. وشكراً!
(1)
تشعر أحياناً أن كل هذا العالم ملوّن.. باستثناء بلادنا!
كأنها ما تزال تعيش في زمن الأبيض والأسود.
حتى "الرمادي" - هذا اللون الذي يقف ما بين الأبيض والأسود - لا وجود له.. كأنه لونٌ خياليّ.
وفي الألوان: هنالك ألف درجة لونية حتى تصل من الأبيض إلى الأسود.
ولكننا.. مصابون بعمى الألوان!
(2)
خذ أي قضية رأي عام في هذا البلد.. ستجد رأيين لا ثالث لهما:
أحدهما يراها سوداء قاتمة، والآخر يراها بيضاء ناصعة.
رأيان يقفان على طرفي نقيض، وكل منهما يُسفه رأي الآخر، وكل منهما لديه حقيبة ممتلئة بالاتهامات للطرف الآخر، وكل منهما ليس لديه أي استعداد ليرى أي نقطة سوداء في (بياضه).. أو أي نقطة بيضاء في (سواد) الآخرين!
(3)
تعالوا لنأخذ - كمثال - هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وردود الفعل حول ما "تُنجزه" من أعمال، أو بلغة الضد: ما "ترتكبه" من أعمال!
سيأتي طرف ليقول لك:
إنها جهاز رائع وعظيم، ولولاها لعمّت الفاحشة في البلاد والعباد، وأفرادها أناس لا يرتكبون الأخطاء أبداً، خلقهم الله لحماية الفضيلة والدفاع عنها، وجوههم يشع منها النور، لا ينتقدهم سوى من في قلبه
مرض، وفي عقيدته خلل.... ويكاد يُنهي رأيه صاحب هذا الرأي بأن يُضفي عليها وعليهم شيئاً من القدسية!
وسيأتي الطرف الآخر ليقول: هؤلاء مجموعة من الفاشلين، وهذا العمل هو عمل من لا عمل له.. أو لا يجيد أي عمل، وتعاملهم مع الناس سيئ، ويتسم بالجلافة، ونظرتهم للكل مليئة بالريبة والشك والاستعداء، وأخطاؤهم لها أول وليس لها آخر، و.. و.. و.. الكثير من الاتهامات التي توحي لك بأن غيابهم أفضل من وجودهم.. بل إن وجودهم هو المشكلة بحد ذاته!
(4)
كل من الصوتين له نبرة متطرفة..!
والحقيقة أن رجال الهيئة فيهم من يشع النور من وجهه
وفيهم من يشع "شيء آخر" من وجهه، ويتعامل معك بريبة، وبنظرة استخباراتية!
فيهم من هو متعلم، ويجيد التعامل مع الناس، ويعرف كيف يدعوهم بالتي هي أحسن وفيهم الجاهل الذي لم يجد من المهن إلا هذه المهنة.. لكي يعيش، ويكسب شيئا من الوقار الاجتماعي.
وهي إدارة مثلها مثل أي إدارة أخرى، إن أخطأت يجب أن تُعاقب، وإن أصابت يجب أن تُشكر.
وكم من مرة حمت مجتمعنا من مروّج مخدرات، ونظفته من بيت مهنته الرذيلة..
وكم من مرة (أيضاً) انتهت أعمالها الحسنة بالنهايات السيئة!
وأكاد أجزم أن الأغلبية من أفرادها نواياهم حسنة.. وإن كانت لا تكفي النوايا الجيدة لتقديم العمل الجيّد..
ولا تحمي عند وقوع الخطأ!
وعلينا ألا نتحسس من (نقدها) إن كانت تستحق النقد، دون أن نخاف من شخص ما سيشكك بعقيدتنا وأخلاقنا. وأن نشكرها ونصفق لأعمالها عندما تستحق الشكر، دون أن نخاف من ردة فعل تصفنا بالرجعية، وتتهمنا بالبحث عن الجماهيرية!
(5)
"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وجودها مهم..
نقدها أكثر أهمية.
* ملاحظة أخيرة: إذا كنت لا تزال ترى الأشياء (يا أبيض.. يا أسود) فأنت تملك وجهة نظر مُصابة بضعف النظر.. وعليك بمراجعة أقرب طبيب عيون.. أو قلب!
محمد الرطيان
المصدر http://www.alwatan.com.sa/news/write...d=657&Rname=80
واذا كانت النفوس عظاما
تعبت من مرادها الاجسام
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)