صالح محمد الشيحي

إدارة الكوارث والأزمات

ما حدث في وادي الدواسر والسليل هو اختبار حقيقي لجميع أجهزة الحكومة دون استثناء!
ثلاثة أيام انقطع فيها التيار الكهربائي وضع الجميع أمام المحك الحقيقي.. بطبيعة الحال عرفنا نتيجة الاختبار قبل نهايته.. كانت حالات الرسوب أكثر من أن يتم حصرها، ولست بصدد ذلك قطعاً.. ولست بصدد الأضرار الكبيرة التي تعرض لها الناس هناك على جميع الأصعدة.
* تأملت تفاصيل الصورة من بعيد، وسألت نفسي: ما الذي سيحدث لو كان انقطاع التيار الكهربائي في القريات في أقصى الشمال الغربي للمملكة؟!
ما الذي سيحدث للناس هناك.. كيف ستسير حياتهم، وهم الذين يبعدون عن العاصمة الرياض 1500 كيلومتر وعن الدمام مثلها؟
الكهرباء على وجه التحديد هي سبب نشوء الأزمة: إذن كيف ستستطيع الشركة السعودية للكهرباء حل أزمة كهذه؟ وما الاحتياطات التي ستتخذها؟ وكم من الوقت سيلزمها للوصول إلى الناس هناك، وهي التي عجزت عن حل أزمة وقعت جوارها؟
هذا فيما يتعلق بشركة الكهرباء.. أعني لاحظوا: أنا لم أسأل حتى هذه اللحظة عما فعلته الأجهزة الأخرى!
* على أي حال لست مختصاً في إدارة الأزمات لكن يجب على جميع مؤسسات الحكومة أن تتوقع حدوث مثل الأزمات.. لابد أن نتوقع حدوث أزمة في أي لحظة في أي موقع من بلادنا.. كما أن الرئاسة العامة للطيران المدني تقوم بتجارب وهمية لحريق طائرة.. يجب على جميع أجهزة الحكومة الأخرى أن تفترض وقوع أزمات أو كوارث مختلفة في مواقع بعيدة.. في نجران.. في رفحاء.. في تيماء.. في ضباء.. في بيشة.. في أي مدينة بعيدة.. لابد على تلك الأجهزة أن تحتفظ بخطط شاملة قابلة للتنفيذ فور حدوث أزمة مهما كان حجمها وأينما كان مكانها.. لابد من تدريب الناس على مواجهة الأزمات.. حتى لا نصحو يوماً ما على أزمة لا نعرف كيف نتصرف حيالها، ويقتصر دورنا حينها على تقدير الأضرار الاقتصادية ودفن الموتى.
* إنني أنادي بأن تشكّل كل وزارة وكل مؤسسة من مؤسسات الحكومة قسما خاصاً يُعنى بإدارة الأزمات واحتوائها بدلا من مواجهتها بردة فعل.

المصدر: جريدة الوطن (18/9/1428 هـ)