[align=center]







"الهمة"
إن جميع الذين يسيرون في مشوار الحياة في داخلهم همم وهموم, سواءً ارتفعت أو نزلت, ولكن صاحب الهمة الدنيئة يعيش بلا هم (توقيراً واحتراماً ورفعة لقدر الهمة) وأولئك الذين يحملون في قلوبهم همم تعجز عن حملها الجبال تتشرف الهمة أن تعيش في قلوبهم وأن تضاف إلى أسمائهم.
إن الهمة هي التي تُسير الإنسان وهي التي تحمله على السير حتى وإن ضعف أو توانى.
الهمة هي روح الروح فإذا ماتت الهمة ماتت الروح الداخلية وماتت الروح الخارجية وصار الإنسان مجرد إنس ...آن
في الغرب أناس ينتحرون والسبب الهمة عندما تكون الهمة كبيرة ولا يستطيع تحقيقها ينتحر لأنه يظن أن حياته بلا همة كأنه ميت ولا يوجد عندهم الإيمان الذي يمنعهم من الانتحار, لأنهم يعيشون من أجل الحياة الدنيا, فما معنى حياتهم بلا همة؟ ـ هذا بتفكيرهم ـ
وعندنا أناس يحبطون ويتحطمون والسبب الهمة لأنه قد يضع في قلبه همة خيالية لا يستطيع تحقيقها حتى ولو عمر ما عمر نوح فيعيش في إحباط ويترك العمل لينتظر الزائر الأخير.
إن الإنسان الذكي الفاهم هو الذي يضع في قلبه همة وهدف يسير إليه ويكون هدفه يستطيع تحقيقه في واقعه في اتزان ورؤية حقيقية واضحة للنفس والعالم من حوله.
فهو يضع هدف أسمى وهي الجنة ويضع في طريقه للهدف أهداف توصل إلى هذا الهدف, الصلاة ... الصيام ... العلم ... بر الوالدين, كلها أهداف, وأبواب الجنة الثمانية كلها أهداف توصل إلى الهدف الأسمى والأعلى وفي مسيرة إلى هذه الأهداف لا بد أن يسير بخطوات ثابتة واضحة توصله إلى هذه الأهداف.
الذي يريد الصلاة يحتاج إلى خطوات ليصل المسجد ويحتاج إلى خطوات ليدرب نفسه على الخشوع.
الذي يريد أن يكون عالماً مثل ابن باز لا يبدأ بعمر ابن باز في الستين والسبعين ولكن يسير معه من بداية عمره في طلب العلم عشر سنين والعشرين والثلاثين حتى يصل.
الذي يريد أن يكون قائداً كخالد بن الوليد لا يضع نفسه في فراش الموت ويقول: ما بي موضع شبر إلا وطعنة برمح أو ضربة بسيف ولكن يبدأ ببداية خالد بن الوليد.
الذي يريد أن يكون كابن تيمية لا يسابق إلى السجن ويقول: أنا جنتي وبستاني في صدري إن سرت فهي معي, ولكن يبدأ مع بداية ابن تيمية ويسير بخطوات واضحة وبينة.
كل يخطو على قدر استطاعته حتى يصل ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ... ومن سار على الدرب وصل ... وإن الذين قادوا العالم في أي فن لم يتميزوا إلا بالصبر والإصرار والثبات ... فلتكن صاحب همة وإصرار وثبات وهيا لتسجل اسمك في التاريخ ... ولتكن من قواد الحياة ... هيا ...
[/align]