كانت صيتة تعيش بسعادة وهناء مع زوجها وأبنائهم ...
فبيتهم يحفه الحب والهدوء والسكينة والسعادة ...
دارت الأيام فبدأت تتأثر العائلة "سلباً" بما يدور حولها من تغيرات فكرية وإجتماعية إلخ ...
تعرفت "صيتة" على صديقات مثقفات جامعيات على القنوات الفضائية مطلعات ...
أحبتهن وأخذت تسرد عليهن تفاصيل حياتها ...
وذات يوم أخبرتهن بمشكلة حدثت بينها وبين زوجها وأنه قام بضربها لأول مرة بحياتها...
فإنزعجن المثقفات وإستغربن تصرف زوجها الأرعن والرجعي ...
ومع النقاش الطويل نصحنها بتقديم شكوى ضده على هيئة حقوق الإنسان ومخاطبة الصحف ووسائل الإعلام...
وبشّرنها أن وسائل الإعلام بكل تأكيد تدعم مثل هذه القضايا الحسّاسة المسّاسة ...

حزمت "صيتة" أمرها وقدمت شكوى طويلة عريضة وأرسلت نسخاً لكل صحيفة وقناة ...
فإشتهرت "صيتة" وأصبحت حديث أولاد الشوارع والكل يتحدث عنها ...
فهذه صحيفة "الوطن" تنشر أخبارها على الصفحة الأولى ...
وكذلك "الرياض" و "عكاظ" و "الحياة" و "الشرق الأوسط" ...
وهذه قناة "العربية" تُردد أخبارها على مدار الساعة ...
وكذلك قنوات (CNN) و (FOX) و (BBC)...
والمواقع الإنترنتية وفي مقدمتها "العربية نت" ...

فطلقها زوجها ولكن لا يُهمها فهي تملك الشهرة ...

لم يهدأ جوالها "الذي تلقته هدية من إحدى القنوات" من كثرة إتصالات المهتمين بقضيتها ...
وبعد مرور إسبوع من الشهرة العالمية هدأت الأمور ولم يعد أحدٌ يكتب عنها أو يقرأ لها خبراً ...
حتى هيئة حقوق الإنسان تركتها بعد أن تجاهلها الإعلام ...
ودارت الأيام وأصبحت "صيتة" وحيدة وتم فصل الخدمة عن هاتفها الخليوي الهدية ...
كانت تمر الليالي عليها وحيدة ومريرة وهي تتذكر أيام زوجها ولياليه ...
بدأت تتجرع مرارة الألم والفراق والندم ...

لقد خسرت سعادتها ولم تتحمل زوجها بسبب خطأ تعرف أنه سيعتذر لها عنه ...