لقد تغير كل شيء يمكن له أن يتغير ، ودخل العالم قرناً جديداً 2000م وكان الكل يعتقد أنه تغير أرقام فقد في خط الزمن الطويل الذي يسير ببطء دون أن يشعر به أحد ، ولكن هذا القرن الجديد هو شيء آخر !! بين عامي 1999 وعام 2001 سنتين اثنتين فقط ولكن العالم كله بكل مؤسساته ومجتمعاته وأفراده دخل عالماً جديداً آخر وستبقى تلك الضربة القاسية لأبراج نيويورك حدثاً يؤرخ به التاريخ ويفصل بين قرون ماضية وقرون قادمة !!
ولن أذهب بعيداً بل سأبقى في أحضان مدينتي الصغيرة، وجسدي بعيداً عنها بمئات الكيلومترات ! وقد كان فيما مضى يقول من أخذته الغربة لأهله وأحبابه قلبي معكم، أما اليوم فالقلب بينهم وليس معهم، فأنا أشاهد مدينتي الصغيرة وآرائها، وأتحدث مع أهلها، وأعلم أخبارها لحظة بلحظة ومن كان يصدق !! وبالأمس لم أكن أشاهد سوى الجار القريب ، ورواد المسجد ، وزملاء المدرسة ، واليوم أشاهد المئات وإذا أردت أن أعلم خبر فلان فلا أبذل من الجهد سوى ضغطت زر !! أليس عجباً ! ولكنها العولمة ، والقرية الصغيرة ، والقرن الجديد !
كل ذلك كان مقدمة لحديث آخر ولكن لابد له من التمهيد بتلك المقدمة حتى لاتننسى نعمة الله علينا
جميع مواقع رفحاء الالكترونية كلها بذور نبتت في أرض رفحاء وسقيت بأيدي أبنائها ومازالت تنمو وتنمو وتتفاوت في النمو وأهلها ينتظرون ثمارها ، والمؤمل أن يكون الثمر طيباً حلوا ً متى ما كان الزراع بارعين .
فيا أيها الزراع ، جلسة تحت ظل شجرة ، نستريح قليلاً ونسقى بماء النصيحة البارد ثم نقوم من جديد لعمل طويل لاينتهي حتى ولو انتهينا من الدنيا ، فاسمعوني بارك الله في أيديكم .
قبل كل شيء أخلصوا تتخلصوا وعالجوا نياتكم تفلحوا فلن تعالجوا شيئاً أشد عليكم من نياتكم ، واجعلوها كجذع الشجرة لاتتحرك أبداً مهما أشدت بها الرياح العاصفة ولاتجعلوها كالغصون تميل حيث يميل الهواء ، فتميل نياتكم حيث مالت بكم الشهوات والرغبات !
أيها الزراع لقد شحت السماء بالأمطار فأكثروا من الإستغفار وخاصة بالأسحار ، وأجدبت الأرض فأكثروا من الصدقة سراً وعلانية ، بالليل وبالنهار يبارك الله سبحانه وتعالى في أرضكم وتطيب ثمارها لكم . واستنيروا بنور القرآن فقد جعله الله هدى للناس في موضع وجعله هدى للمتقين في موضع آخر وجعله شفاء للقلوب والأبدان والأسقام والأوجاع فلا يفوتكم هذا الخير العظيم فتخسروا في أرضكم ويفوتكم رزقها من ربكم .
ثم أعلموا أن مهمتكم هي إصلاح الأرض بعد فسادها وهي مهمة الأنباء والرسل وكفى بها شرفاً ، فأستعينوا على إصلاحها بصفات الأنبياء والرسل كالصبر الذي جعله الله سلماً لنيل الإمامة في الدين مع اليقين ، وبالصدق مع النفس قبل الصدق مع الآخرين وبإلتزام المنهج الحق وإن كثر المنحرفون ، وبالدعاء الذي هو أحب العبادات لربكم .
أيها الزراع إن الزراع كثير ولن يبقى إلا ماكان لله وإنكم لن تجدوا ثمرة ذلك إلا في قبوركم ويوم لقائكم ربكم ، فاقطعوا الأمل من الناس فمن عاش للناس عاش ذليلاً ومن عاش لله عاش كريما
وقبل أن نقوم من مقامنا أذكركم أن الناس سيأكلون حتماً من مزارعكم فإما ثمر طيب ، يطيب به لكم لقاء ربكم وإما ثمر خبيث تكرهوا لقاء ربكم به
.
مواقع النشر (المفضلة)