بسم الله الرحمن الرحيم

رحلتي كانت في إحدى القرى التي شهدة الحياة الماضية بحلوها ومرها

ذلك الزمن الجميل كما تروي لي هذه القرية وما تحتويه من أماكن خاصة

وقريبة للنفس ومن ذكرى الزمن الماضي . واليكم الحكاية

دخلت على حين غفلة على بقايا القرية التي هجرها أهلها للانتقال الى حياة

الحضارة والرفاهية التي صارت من ضروريات الحياة في هذا الزمن .

اول ماوقعت عليه عيني ذلك المكان الطاهر الشامخ ؟؟

اقتربت منه وبادرته بالسلام ::

سئلته ماذا حل بك بعد كل هذه السنين لقد تغيرت احوالك تبدل الطراز الطيني الى أسمنت

ذهبت (المهفات اليدوية ) وجاء بدلاً منها التكييف والمراوح الجديدة ذات الطراز والشكل

الجميل .

حصير المكان ذو العمل اليدوي الخاص بجلوس الناس عليه !!

تبدل الى فرش حديث زخرف بالاشكال الاسلامية الرائعة .

ذكرة الله كثيراً على هذا التطور وهممت بالخروج من المكان الروحاني .

فاذا بصوت ينادي بالتوقف والاستماع له ولو لمرة واحدة .

لبيت المطلب واذا بصوت خانق بالعبرة يرد على كلامي وأسئلتي

قال:: لقد كنت في زمن مضى تكتظ جدراني المتواضعة

بالحاضرين الذين حضروا لهدف واحد وهو تلبية النداء.

ماذا يفيد زين الجدران وتبدل المروح اليدوية بتكييف مركزي وسجاد

ذو اشكال جميلة واغلب الحاضرين لاتجد قلوبهم على قلوب بعض

بل أنه يمر اليوم واليومين لايتعدى حضور الجوار لي من اهل القرية

الثلاثة او اربعة أشخاص .

تجد غالبية من يحضر لايتكلم مع الاخر بسبب حب الدنيا وزينتها وتباغضهم بسببها!!

تمر المناسبات كالاعياد وشهر رمضان وأنا أعاني من قلة رواد

هذا المكان الطيب الطاهر ؟؟؟

بل وزاد بالقول ليت الزمن الماضي يعود بما يحمله من طيبة قلوب

الناس وحبهم لبعض وحرصهم على الحضور لي بكل الاوقات استجابة

للنداء الذي لم يكن بقوة الاصوات في هذه الايام !!

كنت في وقت مضى لااسمع سواء التهليل والتسبيح وحرص الناس

على فعل الخيرات والمسارعة لها .

اليوم لاأسمع سواء قليلاً من هولاء .. كثر سماع نغمات الجوال

الصاخبة وانشغال الناس بها وبدنياها الفانية ؟؟

انقطع الصوت وخرجت من المكان انه

(مسجد القرية)

باكياً لما سمعة ومتاسفاً لما يحصل طالباً من الله تغيير الحال

الى احسن من هذه الحال .

توجهة لجهة أخرى في القرية انه مكان تجتمع فيه شيوخ القرية

وشبابهم لحل مشاكلهم والنظر فيما يفيد القرية وما يعود على شبابها

بالخير والمنفعة يستمع الشباب لما يتكلم به الشيوخ وكبار السن دون مقاطعة

او أمتعاظ فهو بالتأكيد مفيداً لهم في جوانب الحياة .

فهو يعتبر مدرسة من مدارس الحياة .

زين هذا المكان بمجلس حديث مزود بالمجالس والستائر الفاخرة

وقد جلبت له أحدث اجهزة التلفزيون وملحقاتها من دشوش وكمبيوتر

وخدمة النت وعالمه المجهول .

تعجبت كثيراً وقلت في صوت منخفض لقد تغيرة أيه المجلس

من بناء خشب وبعض القطع الطينية و(زير الماء) المعلق

تحت سقفك المصنوع من (جريد النخل )وكذلك (قربة الماء )الى ماء بارد بواسطة

برادة حديثة الصنع .. تسائلت كيف ياترى تجمع أهل القرية في شهر رمضان الكريم

أكيد أفضل من الماضي على هذا التطور قنوات وبرامج ووو الكثير من الخدمات المواكبة

لهذا التطور السريع في المجتمع ؟؟؟

انحرفت الى الوراء واذا بصوت مرتفع ينادي ياهذا توقف توقف!!!

وقفت لاارى ما سيقول لعله يوافقني الرآي على التطور والتغييرالذي طراء عليه .

قالي لي :: لم أتمنى يوماً من الايام حدوث هذا التطور لي لقد أفقدني

كثيراً من الماضي الذي لايغادر مخيلتي .. قل احترام الصغير للكبير

هناك من يقاطع الشيوخ من كبار السن أثناء كلامهم !!! بل أن هناك

فئة تفند بعض كلام كبار السن بحكم اطلاعهم وعلمهم الدراسي وأطلاعهم

على الاعلام من خلال هذه القنوات التي جلبت لي ..

فقدة جرايد النخل الجميلة ورش االمكان بالماء وقت العصر خاصة وقت الصيف الحار .

رحلت عني وناسة وتجمع اهل القرية بقلب واحد وأحساس مشترك

بينهم بما يحدث لاأحدهم من مشاكل الحياة ومصائبها .

افتقدة لتجمع الناس حولي بعد صلاة المغرب بعد أفطار شهر رمضان

الكريم ... افتقدت (أسطل اللبن والشربة والماء ) ومن حولها

طوس الشرب ؟؟ تبدلت الى أكواب تسر الناظر لها .

افتقدة لذة الشرب بالزيز والقربة من خلال الشرب بالكوب

والبرادة ... لم يحضر لنا التفاز والنت والدش خيراً

فقد أخرس افواه من حضر لي ولو أنهم قلة جداً عن الكلام .

ثم زاد في القول كيف تريدني اوافقك الرآي وهو غير صائب.

طئطئت راسي وانصرفة ...أنه

((مجلس كبار السن ))


ذهبت الى الجهة الاخيرة بهذه القرية لعلي أجد من يشاركني الرآي ي هذه الرحلة

أنه المكان الذي حضرة له في السنوات الست الاولى تلك الغرف التي اكتظت

بشباب وأطفال القرية ... اعطت لهم الكثير من الوقت والجهد والتضحيات من

قبل العاملين عليها وفيها .... نظرة الى ملعب الخشب ووجدته تغير بعوارض

من حديد ملون مطلياً بعدة الوان رياضية جديدة وقد زود بشباك للمرمى .

وضع في كل صف مكيف وصالة للترفيه وفي كل مكتب من مكاتب ادارة المكان

كمبيوتر للترفيه عن العاملين ووضع غرفة لتجمع الموظفين من منسوبي المكان اثناء

فترة الراحة التي أمتدة الى ساعة وكانت في زمن الماضي لاتتعدى (15)دقيقة

دخلت في الفناء وفاجاني هذا التقدم في البناء وكل هذه الخدمات وتأكدة بأني

وجدة من يوافقني ويشاركني رآئيي في التطور المطلوب في نواحي الحياة !!

كان شباب القرية يحسبون لمنسوبي المكان الف حساب سواء داخل المكان

او حتى اثناء الاجازة الاسبوعية .. كل ذلك حرصاً من مسئولي المكان

على هولاء الشباب ...

كان الاب يأتي لهذا المكان سائلاً عن أبنه الذي انتسب لهذا الصرح الشامخ

شاكراً حسن تعامل المسئولين وشددتهم على ابناء القرية ..

كان مسئول هذا المكان يقوم بمعاقبة الشاب المخل بالنظام او بواجباته المناطة على عاتقه

خرجت مسرعاً حت لاأسمع صوت كباقي الاصوات ..

واذا بالباب يقفل من دوني التفت للخلف واذا بمنادي ينادي لاتستطيع الخروج قبل

الاجابة على أسلتك مثل من سبق ؟؟؟؟

قال لي :: كل ماترى من اجهزة وخدمات ترفيه منسوب المكان ماهي الا بريقً زائف

وهروباً من المسئولية التي تواجه هولاء المنتسبين ..

وقت الراحة الذي امتد على حد قولك لساعة ماهو الا ضياع لوقت الشباب ورغبةً للمنسوبين

لهذه الجهة بالهروب من مواجهة بعض الحقائق نظراً لضعف ادائهم الوظيفي ؟؟؟

اليوم أصبح احترام مسئول الجهة ومنسوبيها معدوماً ؟؟؟

الاب يأتي شاكياً رغم ارتكاب أبنه للخطا !!!

اليوم لاخوف من المسئول داخل المكان او خارجه ... بل أصبح يبحث عن ارضاء الشاب المنتسب للجهة؟؟؟

لاتجد ولي أمر شاب يشكر هولاء المنسوبين للجهة الا من رحم الله .

توجهة لفتح الباب للخروج واذا بمنادي ((ياشخبوط ياشخبوط)) لساعك مشاغب في الحياة مثل مشاغبتك بالمكان هذا سابقاً.

قلت نعم ولا أزال ؟؟؟ فرفع يده ليوجه لي صفعة كما كان سابقاً ؟؟؟

مسكت يده وقلت له كل شيء تغير اليوم الصفعة توجه لمن ينتسب لهذا المكان ؟؟

انها ((مدرسة القرية ))

أما المنادي فهو الزمن الماضي الذي اتعبه وقتنا الحاضر

بعاداته وتقاليده التي جانبت الصواب .

لم اوفق بهذه الرحلة وربما وفقة بهذا الموضوع لكم ارجو أن يحوز على

اعجابكم ......... اشكر لكم سعة الصدر لطول الموضوع