آخر المشاركات

النتائج 1 إلى 15 من 52

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    عضو متميز جدا

    ولد الشايب غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    482

    زمان أول ... (2) العيد البعيد

    [align=center][align=justify][align=center]
    ^
    ^
    ^
    الاستعدادات للعيد تبدأ باكرا حيث نصطف في" طابور "أمام الحلاق ليجز شعورنا.كان أكثر ما يغيظني هي الخشبة التي توضع على مسندتي كرسي الحلاقة لأركب عليها .كنت أتمنى ذلك اليوم الذي أذهب فيه للحلاق وأضع شماغي على المشذب ثم أجلس بدون خشبة ثم آمر الحلاق أن يضبط سكسوكتي وبحمد الله تحقق الأول ولم يحصل الثاني ...
    بعدها نتجه لشراء الثياب والفانيلة والسروال " الطويل " أما القصير فلم يضف إلى ملابسي الداخلية إلا فيما بعد ... ثم نتجه إلى منازلنا لتقوم الأمهات بالإشراف على عملية الاستحمام .. والسعيد من تأمره أمه بالاستحمام وتنشغل عنه بأشغال البيت ... والتعيس والمقرود والمنحوس والمتعوس من يأتي والدته وهي متفرغة له تماما .. لن أسهب بالتفاصيل لأن ذلك سيستلزم أن أذكر بعض المقاطع "الساخنة" إلا أنني أؤكد أن الأمر يتعدى الدعك الذي نسمعه في الحمام الإيراني الشهير ( وهو ما ينصح به المتزوجون قبل ليلة العرس لإزالة أوساخ العزوبية)..
    بعد عملية التعذيب الصربية والتي يطلقون عليها في زماننا "التروش" بالكاد يصل الواحد منا إلى فراشة ويضع أمام المخدة حاجيات العيد ثم يخر في سبات عميق يقطعه صوت الوالدة وهي تعلن النفير إلى المسجد وبيدها المدخنة والبيت حاله كحال جميع البيوت في حركة دائمة على غير العادة ....
    ذهابنا إلى المسجد وسماعنا للخطبة وخروجنا من المسجد لا يعني أن العيد عندنا – صبية الحارة - قد بدأ وإن كانت أول إشارات العيد تنطلق عندما يبدأ الوالد حفظه بتوزيع الشرهات علينا.. ثم يبدأ "أبيخ" ما في العيد – كما كنت وأقراني نعتقد في ذلك الزمان – وهو معايدة الشيبان ... طبعا شيبان الأمس هم أموات اليوم رحمهم الله لذا فاسألو لهم الرحمة ... كنا نكره السلام عليهم وذلك لأننا نحتار هل نمد أيدينا بالسلام أم نمد وجوهنا ليقبلوها.. أحيانا نفعل الأولى فتُبعد اليد وتُمسك الرقبة ثم نُقبل وأحيانا نبدأ بالثانية فيُغضب علينا ونسمع محاضرة سريعة بأننا رجال وينبغي علينا أن نسلم كرجال.... أضف إلى أن بعضهم ذو رائحة كريهة وقبلة طويلة وثالث عندما يقبلك تتذكر تايسون وضرباته القاضية وثالث تتجه إليه فلا يراك حتى ينبهه الجميع بأن "هناك بني آدم واقف أمامك ويريد السلام عليك" ... أتدرون ما أصعب ما في السلام.. هو أن يكون المجلس طويل جدا ...جدا .. ثم يكون الضيف في أخر المجلس وأنت في أوله ويقول لك أباك سلم على فلان... لا أدري لماذا أحس أن فرشة المجلس تبدأ تتموج بي وكأنني أمشي على عجين ويضرب وجهي خمسة عشر لون ليس بينها الأبيض ...
    وما أن ينتهي هذا البروتوكول حتى يبدأ العيد عندنا.. والعيد أعني به المفرقعات فتبدأ حرب بيننا وبين الحارات المجاورة وتكون الحرب أحيانا باستخدام مفرقعات أرض أرض وأحيانا يتطور الأمر لاستخدام مفرقعات أرض جو وهذا يعني الذهاب إلى السطوح وإطلاقها على الأعداء ...
    في تلك الحروب كان أبي يمثل محكمة العدل الدولية المتمركززة في لاهاي فهو يصدر أوامر باعتقال من تثبت إدانة بحمل هذه المفرقعات ومن ثم توجيه " طراق حامي " ويسميه البعض صابر وآخرون يسمونه كف إلا أنه في جميع الحالات يسبب آلم لا يطاق لا سيما وإن كان على حين غفلة كما يفعل أبي . أبو دغفق على شدته لم تغضبه المفرقعات كما تفعل مع أبي ... ولله في خلقه شؤون ...
    أتدرون ما لذي يحز في خاطري .. هذه الذكريات مر عليها دهرا من الزمن وتغيرت خارطة العالم أكثر من مرة وجاء حكام وذهب آخرون واستقلت دول واحتلت أخرى ومازال العيد في رفحاء كما هو .. أرجعوا إلى ما كتبت وأمعنوا النظر فيه مرة أخرى وأتحداكم أن تجدوا فرق بين العيد زمان والعيد الذي سيأتي بإذن الله بعد أيام قلائل أعاده الله علينا وعليكم باليمن والمسرات... أحيان أشعر أن رفحاء مدينة خارج الزمن .. وما يغيظني أكثر هو من يسمون أنفسهم أعيان رفحاء ... لماذا اغتاظ منهم ....؟! حسنا سأخبركم لماذا .. لأنهم ببساطة أول من يقابل المسئولين أذا أتوا البلد وأحيانا يذهبون على أنهم الأعيان ولم نرى منهم غير لبس البشوت والجلوس في مقدمة الأماكن ... وبس
    أخواني أكتب لكم وقلبي يقطر هما وكمدا مما أراه م تطور مناطق هي أقل منا وبقاءنا بعيدا عن مواكبة التطور ... ومشكلتنا أننا لسنا أقل من تلك المناطق بقدر ما رزقوا برجال عرفوا أن كلمة " أعيان " ليست مجرد رتبه أو صفة مجردة بل هي عبء على صاحبه وأمانة تطوق عنق من يقدم نفسه لكل مسئول يفد بأنه من الأعيان...
    أحيان أنظر إلى الأعيان وهم يتقدمون الصفوف لمقابلة المسئولين وأتساءل إلا يسأل صاحبنا نفسه عندما يخلع مشلحه ويجلس في بيته هل فعل شيء للمحافظة غير انه في مرة أرسل خطاب إلى وزير رمي مع مئات الخطابات التي تذهب كما ذهب حمار أم عمرو... أن كنتم تريدوني أن أخبركم من الذي يستحق – في نظري - لقب أعيان رفحاء .. فسأخبركم انه الشخص الذي يركب سيارته الخاصة ويتجه إلى العاصمة إلى حيث يصنع القرار ويطالب للمحافظة وينافح حتى يعود باعتماد مشروع أو قرار مصلحة ..كم من مشكلة حصلت ولم يحرك أحد ساكنا ... مستشفى رفحاء الجديد جلس مأوى للكلاب والقطط سنوات ولم يحرك أحد ساكنا اللهم إلا خطاب أو خطابين أو ثلاثة أو مائة ذهبت ولم تعد ... أحد مدراء المستشفى السابقين غيره الوزير بعد أن فاجأه بزيارة واكتشف بأن المستشفى أقرب إلى قصر الأفراح ولم يكتشف أحد بان مستشفانا ليس بمستشفى بل هو مستمرض ... ومدير أخر للمستشفى فشل ولم يكلمه أحد أو يرفع بأنه لا يستطيع إدارة المستشفى حتى هرب هو بنفسه ونقل وظيفته إلى مكان آخر ... أفراد الحرس الوطني على وشك الانهيار النفسي من كثر ما سمعوا نقلناكم ثم أجلنا النقل ثم نقلناكم .. ثم أجلنا نقلكم ... المعلمين يصيحون ليل نهار بسبب عدم وجود إدارة تعليم في المحافظة ولا احد يحرك ساكنا ... وما يزيد الطين بلة .. ان الملك يأتي ويزور المنطقة ولم نسمع من الأعيان الذين حرصوا على السلام عليه كلمة واحدة تنفع الناس والعباد .... صدقوني يا جماعة سيبقى عيدنا سنوات لا يتغير وتبقى محافظتنا سنين لا تتغير ما دامت محافظتنا قد عدمت من يطالب ويفزع لها وحتى لا أكون متشائما فسأخبركم عن اثنين نسمع عنهم كل خير ، وقد سخروا أنفسهم لرفعة المحافظة على قدر طاقاتهم أولهم شيخ صالح في المحكمة والثاني مدير ناجح في البلدية .... وبقية الأعيان أهدي لهم هذا الكلمات كقبلة عيد لعلها توقظ قلب أو تحيي ضمير ...

    وكل عام وانتم بخير
    ولد الشايب
    [/align]
    [/align][/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة ولد الشايب ; 19 Sep 2008 الساعة 11:04 PM
    [align=center]العنف كنز الجهلاء[/align]

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك