.
,
.
,
أحيانا أبسط الأمور وأسهلها ننظر إليها أنها شيء معقد جدا
لجهلنا بها... والجاهل عدو نفسه

أحدثكم أنا الآن وعلى راسي جبل شامخ
على راسي خيوطا تجمعت وتلملمت فسموها عقالا


هو قرار يراودني عن نفسي منذ زمن
لكني أستعصم فظل يراودني ويغريني
حتى قلت له هيت لك ووافقت على اتخاذ عقالا.


لنبدأ القصة من أولها:
انطلقت للسوق قبل العيد ابحث عن عقال لي
مررت على محلات كثيرة كلها للأسف
لم تسمني ولم تغنيني من جوع
كل ماقلت لصاحب المحل أعطني عقالا
مد لي أكبر من رأسي الصغير
فالمقاسات ( ولادي ، شبابي ، رجالي)
وأنا مقاسي مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء بين الشبابي والرجالي
لاأخفيكم أني هممت أن أترك القرار
وأمتطي صهوة سيارتي إلى المنزل
لولا همتي العالية وطموحي السامي .


بعد جولة استمرت يومين من البحث الدؤوب اشترك فيه ثلة من القوم وجدت عقالا
صحيح أنه لم يعجبني إلا أنه مالا يدرك كله لايترك جله
واشتريت العقال بثمن بخس..



اليوم الموعود


أشعر أن هناك وجه شبه بين يوم العيد هذا وأول يوم في المدرسة..
قبل الصلاة لبست لبسي لأخرج على قومي بكامل زينتي
إلا أن ذاك الذي يدعى عقالا فشلت في ترويضه
أنقله من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين أقدمه تارة وتارة أرجعه
لكن لاجدوى كلما وضعته في وضع لم يعجبني
ووجدت فيه عيبا فمرة كبير ومرة الطاقية طالعة وأخرى الغترة ليست كما ينبغي ..!


فتشت في مكتبتي لعلي أجد كتابا بعنوان " كيف تلبس العقال ..؟"
أو " لبس العقال خطوة .. خطوة.."
لم أجد شيئا مع أن الناس ألفوا في كل شيء حتى في الشخير


داهمني الوقت وضايقني فالصلاة على وشك أن تقام
فاستجمعت أمري وقررت أن أذهب للمصلى من دون الكائن الذي يدعى عقال
فأستفيد أنه لن يسقط عقالي في الصلاة فتتدهور الأوضاع
وأيضا في المصلى أنظر إلى سير أعلام المعتقلين (لابسين عقل) وأتعلم منهم ...


فتحت باب منزلنا فأول ما رأيت طفلا في ثاني ابتدائي على ماأعتقد
لابس عقالا على أحسن حال وأروع وضع
وينظر إلي بثقة أحسست أنه يقول في نفسه (يع مو لابس عقال)
احترقت غيضا .. طفل وأموره عال العال وأنا أعاني من لوعة العقال ...!
فسرت ذلك -لبس الطفل للعقال طبعا- فسرته أن أبيه هو من ألبسه ليس هو
طبعا هذا التفسير كان رغم أنفي لئلا يكون الطفل أفضل مني
وأقتنعت بتفسيري ومضيت..

يتبع .. بإذن الله..