[glow=#ff0000]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله [/glow]
[glow=#ff0000]أيام في معهد رفحاء العلمي (2)[/glow]
وسافري في دروب الذكريات فقد **** ترين ما يجعل الإيجاز إسهابا
أما ترى موكب الأنوار كيف غدا **** يعيد نحوي من الأشواق ما غابا
وبعد ...... عند أيام في معهد رفحاء العلمي (1) وجدت تفاعلاً كبيراً ، وتلاقياً عبقاً مع زملاء وأخوة درسنا
جميعاً في ردهات المعهد العلمي ، جمعنا المكان وإن اختلف بنا الزمان ، فاتفقنا على الحب لهذه الكيان ،
وتقاسمنا أحاديث الذكريات كما يتقاسم أهل السمر مواكب الذكريات .
......
وهنا سأكمل ما بدأنا به من ذكر لأيام في معهد رفحاء العلمي (2)
أبدأ بالصباح ومع تحية الأستاذ سمير مرور الشهيرة " good morning, Open the window please" لم
يدع الأستاذ سمير هذه الجملة إطلاقاً منذ أن كنت في أول متوسط إلى الثالث ثانوي ! أذكر الدرس الأول في
أول متوسط "1...2....3 ...GO" وكيف كنا متحمسين لنطق هذه الأرقام وتلك الكلمة ، ومن عادته أن يختار على
الأقل أربعة طلاب ليختبرهم ثم يسألهم عن القطعة التي قرأت ، وكم كنا نتخبط في الإجابات !
ذات مرة انتقدنا نقداً مؤلماً وهو محق في ذلك حيث قال : من أتيت إلى التدريس في معهد رفحاء لم يسألني أي
طالب سؤال في المادة يجعلني أبحث وأجدد معلوماتي ، لقد نسيت كل شيء عندكم ! ( سلام الله عليه ورحمته
وبركاته )
.......
أما الأستاذ والشيخ الكريم ضويحي مكمي العنزي أستاذنا في القرآن الكريم وأستاذنا في الفقه ، فلقد كان
أميناً مخلصاً في التدريس ، أدركت كثيراً من
كلماته بعد ما مرت السنوات وخاصة تشجيعه على طلب العلم والحرص عليه ، كان يقول لنا أحياناً في حصة
القرآن : من يريد درجة يقرأ ؟ فيقرأ
طالب ، ثم يقول له درجتك عند الله . هو محق في ذلك ولكن كنا نحن الطلاب لا يعجبنا ذلك . وكان استاذنا في الفقه
في الثالث متوسط وكان حريصاً
على إعطائنا مسائل في الفقه نبحث لها عن جواب ، ولكن حرصه على نفعنا يقابله عدم اهتمام ومبالاة منا
معشر الطلاب . في الحقيقة مادة الفقه
" الشرح الممتع لزاد المستقنع " كانت تحتوي على مسائل معقدة لم نستفد منها إلى اليوم ، كان الأولى أن
نعطى مسائل تفيدينا في حياتنا اليومية
بدلاً من بعض المسائل مثلاً : إن رجع زيد بعد ثلاثين يوماً فأنت طالق ، ويرجع زيد مع غروب اليوم الثلاثين فهل
تطلق أم لا ! حتى كتاب البيوع لم
أستفد منه أي شيء ولا أذكر مسألة واحدة من مسائله !!
........
أما مواد اللغة العربية فكانت بالنسبة لي مفيدة جداً وخاصة النصوص ثم الأدب مع الأستاذ صباح حسين ،
والأستاذ هادي سويف ، والأستاذ مجدي ،
ولكن الأستاذ مجدي كان يخرج عن الموضوع كثيراً ، حيث يتعمد بعض الطلاب إشغاله في موضوع حتى تنتهي
الحصة ، وحصة " التعبير " معه
في قمة المتعة و " الوناسة " لأنه يطلب من كل طالب أن يخرج ويقف أمام زملائه ويقرأ موضوعه ، فتنتهي
الحصة بالضحك ، حتى أن المدير
الفاضل عبدالله الأحمد كان يحضر أحياناً . ذات مره طلب منا أن نكتب قصة من خيالنا ، وفي الحصة القادمة خرج
كل طالب وقرأ موضوعه " فطسنا
ضحك " لأن بعض القصص مكتوبة ببراءة ، مثل موضوع أحد الطلاب " كان هنالك أخوة يلعبون في الحوش ،
فشات أخوهم الصغير الكورة وراحت
للشارع ، وطلع الكبير يلحقها فجاءته سياره مسرعة وصدمته ، فركض أخوانه ركضاً سريعاً إليه والدم يجري
منه فقال لهم لا تقلقوا علي أنا بخير
ومات وصرخ أخوانه وسمعهم أبوهم وأمهم ، وماتوا بالسكته القلبيه ....... الخ "
فقال مجدي " ياحــــول العائلة كلها ماتت " وضحك من " قلب "
.......
ومع الأستاذ مالك الدندشي وغضبه الشديد ثم رضاه السريع وضحكته تدل على حلم هذا الرجل وصبره ، كان في
كل موضوع " مطالعة " يكتب في
نهاية السبورة : أعرب ما تحته خط واضبط شكله! شخصياً لم أكن أدري ما معنى اضبط شكله إلا بعد مدة طويلة ،
الأستاذ مالك متمكن من المادة
تمكناً جيداً ، وكان الجواب حاضراً عنده لكل سؤال ، وكان كثير النصح لنا خاصة بأن " ندفأ " أنفسنا من البرد ،
ونلبس الثقيل من الثياب .
..........
ولنا مع الأستاذ " عافية " رحمه الله إن كان ميتاً أو حياً ذكريات ، فعلى الرغم من أهمية مادة التفسير في
محتواها إلا أن أننا في وادي من التفكير
والأستاذ عافية في وادي من التدريس وشرح المادة ، لم يكن يشدنا إطلاقاً للمادة ، ولكن العجيب والمضحك كان
يطلب منا أن نجيب على أسئلة الكتاب
جميعاً ، فكنا ، نكتب السؤال ونجيب أي جواب من عند أنفسنا أو نكرر الجواب الذي قبله ، ثم يأتينا " الدفتر "
وفيه ممتاز وأحسنت . ولكن الذي يميز
الأستاذ عافية أنه كان حافظاً لكتاب الله عز وجل ، نشيطاً في أداء مهمته على الرغم من كبر سنه ، حليماً علينا
وصبوراً على الرغم من تعاملنا مع
بشكل غير لائق فجزاه الله عنا كل خير .
..........
كان في المعهد العلمي فسحتين ، بعد الحصة الثانية ، وبعد الحصة الرابعة ، نجلس أحياناً في مكتبة المعهد
المزدحمة بالكتب ونتحدث في شؤون الحياة
والدراسة ، وإن جلسنا في الفصول يأتينا الأستاذ بندر الحماد أو الأستاذ سعد حجر ويخرجوننا من الفصول إما
إلى الساحة أو إلى المكتبة .
.........
وكان المعهد يمنح مكافأة شهريه لطلابه (315) ريال للمتوسطة و (375) ريال للثانوي ، وأحياناً تتأخر المكافأة
شهرين وثلاثة ، فيدخل علينا الزهراني
ويقول " اللي يبي المكافأة يجي بكرا محلق " ، فنصف طابور من أجل التوقيع واستلام المكافأة ومن يريد أن
يوقع بالأحمر يأخذه منه الزهراني ويرميه مع الشباك .
حينما يغيب أحد المدرسين لا يوجد مكان نخرج له إلا الساحة لعب كرة طائرة ، أو المكتبة
وأحياناً نبقى في الفصل .
أما في المصلى فكانت منتشرة ظاهرة " اللطمة " بشكل عجيب وكبير ، لا أدري ما هو السبب طبعاً هو تقليد
ولكن كيف كانت بدايته ، الله أعلم !
في إحدى السنوات بعد الصلاة يخرج أحد المدرسين أمامنا ويلقي كلمة قصيرة ، وكانت بعض الكلمات فعلاً
مؤثرة ، وهنالك ظاهرتين وللأسف الشديد
أثناء الصلاة ، بعض الطلاب يصلي بدون وضوء ، والبعض الآخر يتكلم في أثناء الصلاة ، وأذكر أني في إحدى
الصلوات كنا ساجدين فسمعت الذي
بجانبي يتحدث مع زميله ! ما زلت أذكر مكاني الدائم في المصلى ومن يعرفني يذكر ذلك فغالباً أكون جالساً في
الصف الثاني على الطرف الأيمن ويجلس
معي زميلي أبو سالم وأحياناً أبو عبيد " سيذكران ذلك إن هما قراءا هذه الذكرى " .
..........
أما النشاط في المعهد العلمي وأيام التكريم فشي لا ينسى ، وخاصة يوم التكريم في نهاية كل سنة دراسية ، كنا
نحمل جوائز حتى ننوء بحملها
وأغلبها " مواعين " و " كاسات " و " ساعات " ولكن شيء عظيم أن تعود للبيت وأنت تحمل هذا الكنز الثمين ....
يا سقى الله تلك الأيام .
.........
وأذكر أنه حضر في إحدى السنوات الشيخ السدلان والشيخ خالد الجبير وغيرهم مما نسيت ، ولقد كان يوم الشيخ
خالد الجبير يوماً مشهوداً ومؤثراً
تحدث عن خطر المخدرات والتدخين والأمراض
الذكريات لا تنتهي ويبقى للمعهد العلمي أيامه التي لا تنسى
والسلام عليكم ورحمة الله ’
مواقع النشر (المفضلة)