ذهبوا وبقيت وعودهم
صالح الشيحي
يلومني أهلي في الشمال أنني أتجاهل حاجاتهم ومطالبهم وهمومهم في الوقت الذي أركّز فيه على مناطق غالية أخرى، كعسير والرياض وجدّة ونجران وغيرها!
ـ ولأن المقارنات موجعة دائما فهم يقارنونني بأخي العزيز جدا "علي الموسى"، الذي يُولي مشاكل الجنوب ـ تحديداً ـ بالغ اهتمامه حتى أصبح صوت الجنوب في الإعلام السعودي، فيما صوتهم ـ صاحب هذا العمود ـ يكاد يصاب بـ(بحة) عندما يواجهونه بمطالبهم!
ـ أهلي في (رفحاء) تحديدا أشد العاتبين على ما يظنونه تجاهلا من هذا العمود لهم.. "يلومُ وما أدْري عَلامَ يلومُني..كما لاَمني في الحَيِّ قُرْطُ بنُ مَعْبَدِ".. ذلك على الرغم من كوني تحدّثت حتى بح صوتي.. ولأنه "ظلمُ ذوي القربى"، فقد قررت أن أدفعه عن نفسي، وأتحدّث عن (الشمال) بين حينٍ وآخر.. سأبدأ بالحديث عن مدينتي (رفحاء) على وجه الخصوص. في هذه المدينة المكتظّة السكان، ذات الموقع الاستراتيجي، الحدودي المهم، مستشفى له ما يقرب من 20 عاما وهو متوقّف لم يتحرّك حتى وإن بعكّازات!
كلّما مررت به تذكّرت قصيدة الشاب القتيل/ طرفة بن العبد: لخولة أطلال ببرقـة ثهمدِ.. تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ..وقوفاً بها صحبي عليّ مطيَّهم.. يقولون لا تهلك أسىً وتجلَّدِ "!
ـ وعدهم الحجيلان بتشغيله.. ذهب وبقيت الوعود.. وعدهم شبكشي بتشغيله.. ذهب وبقيت الوعود.. وعدهم الأمير مشعل بن عبد العزيز بأشعة مقطعية للمستشفى..
.. وعدهم حمد المانع بتشغيله.. وسيذهب وتبقى الوعود!
ـ سكّان الشمال.. رفحاء تحديدا ـ سيدخلون سجل جينيس للأرقام القياسية لسببين.. الأول لكثرة ما سمعوا من وعود.. والثاني لكثرة ما ارتادوا المستشفيات الأردنية للعلاج!
ـ حسناً أيها الشمال/ الشهم: سأتحدّث نيابةً عنك.. وسأوجّه حديثي ـ مرة أخرى ـ للحكومة التي تمكنت من رؤية الفوسفات في باطن أرضك لكنها لم تر (الندوب) في وجهك (الكريم).
مواقع النشر (المفضلة)