أما الآثار النفسية الأخطر فيلخصها علماء وأطباء النفس في نقاط أهمها:
الشعور بالذنب الذي يسيطر على الطفل،
وإتهامه لنفسه بعدم المقاومة، وهذا الشعور هو أبو الكوارث والمصائب النفسية جميعها التي من الممكن أن تصيبه لاحقًاً ما لم يتخلص منه،
والغريب أن المجتمع يساهم في تأصيل مثل هذا الشعور وتأكيده عن طريق نظرته إلى ما حدث للطفل المعتدى عليه بأنه فضيحة هو مسئول عنها، ناهيك عن توبيخ الأسرة له التي من المفترض أنها مصدر الأمان له، ومطالبته بالسكوت، خاصة إذا كان المعتدي من أفراد العائلة، وهذا كله يجعل الطفل يفقد الثقة في نفسه وفي أسرته وفي المجتمع بشكل عام الذي لم ينصفه وهو المظلوم المعتدى عليه، ومرحلة الطفولة تكون من المراحل المبكرة للنمو النفسي لدى الإنسان، وأي إختلال فيها كهذا الموقف يؤدي إلى زيادة إمكانية تعرض هذا الطفل لشتى أنواع المرض النفسي،
وقد يسلك الطفل نفس سلوك الجاني بالاعتداء على آخرين كنوع من الانتقام،
وتؤكد الأستاذة الدكتورة "هناء المطلق" -المعالجة النفسية بالرياض- :
أن أقل تحرش جنسي بالطفل يخلق له عاهة نفسية مستديمة طوال حياته، إلا أن معظم الناس لا يدرون عما يحدث لأطفالهم، ليس بالضرورة لإهمال منهم، بل لأن الطفل ربما لا يصارح أحداً بما حدث؛ فقد يخاف أو يشعر بالذنب؛ فهو لا يعرف أنه بريء، وأنه ضحية، ولا يدري ما حجم دوره في الموضوع، بل وحتى الكبار يصمتون حين يعرفون،
وتقول أنها كثيرًا ما تسمع عن أمهات سكتن عما حدث لأطفالهن؛ حفاظًا على علاقتهن بالجاني؛ فهو من الأقارب، وهي لا تريد لفت إنتباه أحد، أو تخاف ألا يصدقها الآخرون،وتعلق على ذلك قائلة : كل هذا وهي لا تعرف الآثار النفسية الخطيرة التي يتعرض لها ابنها أو ابنتها المعتدى عليها؛
فالطفل الذكر :
ربما يتوحد مع الجاني ويأخذ طريقه إلى الشذوذ، ناهيك عن حالات الخوف والقلق التي تلازمه طوال حياته،
أما الأنثى :
فإن أكثر ما ينعكس على حياتها من جراء ذلك خوفها من الرجال عمومًا، والرهبة دون أسباب واضحة، والخوف من المستقبل، والخوف من العلاقة العاطفية الخاصة في الزواج، وتخاف من لمس الأماكن الحساسة في جسدها؛ لأن ذلك يحرك مخاوفها القديمة الراكدة، وقد يتولد للمرأة أيضًا شذوذ جنسي ربما بشكل غير مباشر؛ فتكره الرجل، وتميل إلى جنسها حين تشعر بالأمان، وكثير من العلاقات في الزواج تدمَّر بسبب تحرش جنسي على المرأة حين كانت طفلة؛ حتى إن كان مجرد لمس جارح لملابسها؛ فالموقف برمته يحدث شرخًا بداخلها.
لابد أن يفهم الطفل ويقال له جسمك شيء خاص بك وخاصة الأجزاء التي تغطى بالملابس الداخلية سواء كنت ولداً أم بنتاً،
إذا طلب منك أحد أو تحايل عليك ليجعلك ترضى بأن يلمس أو يرى أو يصور هذه الأجزاء من جسدك فإنه يعتدي عليك جنسياً،
وإذا طلب منك أحد أن تلمس أنت أو ترى هذه الأجزاء أو صورها فهذا أيضاً يعني أنه يعتدي عليك جنسياً، ولكن أحياناً يحتاج طبيبك أن يلمس أعضاءك الخاصة لغرض الكشف الطبي، فهذا لا يعتبر اعتداء جنسياً،
وعندما يحتاج الأطفال الصغار للاستحمام والتنظيف وهم لا يستطيعون القيام بذلك بأنفسهم، هذه الأنواع من اللمسات لا تعتبر اعتداء جنسياً فهذه اللمسات لا تجعل الطفل يخاف أو يشعر بعدم الارتياح.
[ يلخص علماء النفس والإجتماع أسباب إنتشار التحرش الجنسى فيمايلى :
أ ـ نقص التوعية الجنسية المطلوب توفيرها للأطفال في مختلف الأعمار .
ب ـ التكتم على هذا الجانب من قبل أولياء الأمور .
ج ـ حب الاستطلاع الذي يتميز به الأطفال مما يدفعهم إلى ممارسة تلك السلوكيات .
د ـ العامل الاقتصادي الذي يدفع العائلات أن ينام أفرادها في غرفة واحدة .
وفي الواقع إن التوعية الجنسية :
يجب أن تبدأ من العائلة بما ينسجم مع أعمار الأطفال وتتكامل هذه التوعية في المدارس وذلك بتدريس هذا الموضوع بشكل علمي ، وتوزيع كراسات على الآباء والأمهات لتوعية الأطفال وإفهامهم بأن تلك السلوكيات مرفوضة دينيا واجتماعيا وأخلاقيا ….الخ ،ولابد أن نطمئن القراء أن الحل ليس مستحيلاً وأن العلاج ميسور ،فالكثيرون ممن تعرضوا لإعتداءات مختلفة تخلصوا من تلك الصراعات والمعاناة ، ومارسوا حياتهم بشكل طبيعي ، وتزوج البعض منهم ، وأنجبوا أطفالا ، ولم يكن لديهم مزيد من الانحراف وذلك بالعلاج والعزيمة وعدم خجل الأهل والإحتواء النفسى فى الوقت المناسب .
[ الحماية من التحرش الجنسى سهلة وبسيطة وتحتاج فقط إلى مزيد من الوعى ،ويلخص الأطباء النفسيون طرق هذه الحماية فيمايلى :
1 ـ توعية الأبناء منذ الصغر وبشكل صريح بعيد عن الابتذال.
2 ـ أن تكون التوعية حسب عمر الطفل وتكون مبسطة جداً مع الصغار وبتوضيح أكثر مع الكبار .
3 ـ عدم السماح للأطفال أن يناموا بفراش واحد .
4 ـ ينبغي مراقبتهم عند اللعب خاصة عندما يختلون بأنفسهم فقد يفعلون أشياء تعتمد على التقليد للكبار وببراءة .
5 ـ لا يسمح للأطفال اللعب مع الكبار والمراهقين لئلا يحدث المحظور عن طريق الاستغلال والاعتداء والانحراف وهذه هي الطامة الكبرى .
6 ـ ينبغي على الوالدين الحرص والحذر الشديد أثناء ممارسة العلاقة الجنسية فيما بينهما وأن يسيطرا على كل مجال يتيح التلصص لأبنائهما أو سماع صوتهما لان حب الاستطلاع لدى الأبناء بهذا الخصوص شديد جداً .
7 ـ تجنب التحدث أو التشويق أو الإثارة الجنسية مهما كان نوعها .
8 ـ بعض الأمهات تلاعب طفلها بمداعبته لإعضائه الجنسية وهو صغير كي تثير لديه الضحك وغرضها الدعابة ولا تدري أن هذه المداعبة ستجلب له المشاكل فيما بعد .
9- لتشجيع الطفل على التصريح والكشف عن أى تحرش جنسى يحدث له على الأبوين أن يحيطا الطفل بالحنان والحب ويزرعا الثقة بينهما وبين أطفالهما ،ويجب الإبتعاد عن زرع الخوف في نفوس الأطفال بحيث لا يستطيع الطفل أن يكون صريحاً مع والديه نتيجة لذلك الخوف ،و أن تكون ألام قريبة لبنتها كي تساعدها على حل مشاكلها فليس هناك فتاة بدون مشاكل وقد تكون بين تلك المشاكل مشكلة التحرش الجنسي بكل أنواعه من الكلام إلى الفعل عندها تستطيع الأم أن تقدم النصائح لابنتها ، ويجب أيضاً أن يكون الأب قريباً لإبنه كي يفصح له عما يجول بخاطره .
[ الحل ببساطة هو مزيد من الصراحة قليل من الخوف حتى يتمتع الطفل بحياة جسدية ونفسية وجنسية سليمة ،وحتى لاتسمم هذه الأعشاب الطفيلية الضارة نهر الطفولة الصافى الذى دوماً يروى الخير والبراءة والأمل
منقول طبعا اتمنى ان ينال اعجابكم
مواقع النشر (المفضلة)