كشف لنا التاريخ عبر العصور أن كل حدث عظيم يسبقه إرهاصات تنبأ أصحاب الضمير الحي بتوخي الحذر وخلق أسباب للنجاة !!
ولكن فيما يبدو في واقعنا أننا نُريد أن نكرر حادثة سكب الماء بدلاً من اللبن في القِدر الكبير
ومن لايعرف قصة اللبن والماء المشهورة لا مانع من إعادة سردها هُنا فالهدف هو رمزية القصة
يُحكى والعهده على الراوي أن بوادر مجاعة حلّت بأحد المدن العربية ولوضع حلول سريعة أمر الوالي جنوده بوضع قِدر كبير في وسط المدينة
وأمر الرعية (رجال ونساء) بأن يأتي كل واحد منهم بكوب من اللبن ويسكبه داخل القِدر بشرط أن يكون لوحدة
فهرع الناس لتلبية الطلب وتسلل كل واحد منهم وسكب الكوب الذي يخصه .
وعندما جاء الصباح فتح الوالي القِدر ... فكانت المفاجأة !!
القِدر لم يمتلأ إلا ماءً !!
والسؤال الذي يتبادر لذهن كل واحد منّا لماذا وضعوا الماء بدلاً من اللبن ؟!!
الجواب ياسادة
هو أن كل واحد/ه من أهل المدينة قال في نفسه كوب ماء لايضر كمية اللبن التي يضعها أهل المدينة !!
فكل واحد للأسف فكر بنفسه وظن أنه الأذكى من بينهم !!
فكُشف أمرهم فنالهم القحط والجوع وهلكوا دون أن يستطيعوا المواجهه ووقعوا في شر أعمالهم.
للأسف الكثير منّا ملأ الكوب بالماء في أشد الأزمات التي نحتاج فيها أن تُملأ باللبن !
والحجة لن ينتبه لي أحد وغيري سيقوم بالعمل !!
أخي/ أختي
عندما تملك سلطة في محاربة الفساد وأهله ولا تستخدمها ... فأنت تملأ الكوب بالماء
وعندما تكون إعلامياً ( مراسل أو كاتب ) وبيدك المساهمة في كشف الفساد ولا تساهم ..فأنت تملأ الكوب بالماء
وعندما تملك منبراً إعلامياً ولا تُسخر أدواتك لمحاربة الفساد والمساهمة في النهضة الصحيحة فأنت تملأ الكوب بالماء
وعندما تعرف فاسداً سواء سارقاً أو مُرتشياً أو متستراً أو مداهناً ولا تكشفه للعامة فأنت تملأ الكوب بالماء
وعندما وعندما وعندما .... إلخ
أخي / أختي الكرام
بيدكم القرار وحدكم
إما كوباً من ( الماء ) فتهلكون عاجلاً أو آجلاً
أو كوباً من ( اللبن ) فتنجون وتحصدون ثواب الدنيا والآخره
أتمنى لكم كل التوفيق
اللهم قد بلغت اللهم أشهد
إلى اللقاء
مواقع النشر (المفضلة)