آخر المشاركات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1
    الدعم الفني

    المهندس غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    المشاركات
    1,806

    أخطاء شائعة في الترجمة العربية

    إن الترجمة حين يتولى أمرها من ليس أهلا لها، فإنها تجر في أذيالها آثارا سلبية لا تخطئها العين المبصرة. ونحن هنا بصدد ذكر أمثلة على ما تحدثه الترجمة المتعجلة السيئة من آثار سلبية على أساليب الكتابة العربية، وشيوع ألفاظ في اللغة ليست من طبيعتها، وذلك مما يرد كثيرا في الصحافة العربية والإذاعتين المسموعة والمرئية. من ذلك مثلا:
    أولا: إضافة أكثر من مضاف إلى مضاف إليه واحد. كالقول: " احتدام واشتداد القتال ". والصواب في ذلك: " احتدام القتال واشتداده "، وهذا يعني إضافة مضاف واحد إلى المضاف إليه، وإضافة المضاف الآخر إلى ضمير يعود على المضاف إليه الأول.

    ثانيا: تأخير الفاعل وتقديم ضميره عليه. كالقول: " في تصريح له عن الأحوال الأمنية في الخليج، قال وزير الدفاع الأمريكي ... ". والصواب في مثل هذه الحالة أن يقال: " قال وزير الدفاع الأمريكي في تصريح له عن الأحوال الأمنية في الخليج إن ... ".

    ثالثا: جمع عدد من الأسماء المعطوفة في جملة واحدة، وذلك دون أن يتبع كلا منها بحرف العطف " و "، كالقول: " ذهب أحمد إلى المكتبة واشترى كتبا، أقلاما، صورا، دفاتر "! وهذا أسلوب لا يصح الأخذ به في العربية لما في من فجاجة وعجمة، حتى ولو أخذت به لغة أخرى كالإنجليزية. إذن فالصواب في المثال السابق أن نقول: " ذهب أحمد إلى المكتبة واشترى كتبا وأقلاما وصورا ودفاتر ".

    رابعا: التخفف من استعمال المفعول المطلق في الترجمة، ليحل محل كلمات أو عبارات أخرى مترجمة، مثل: " بصورة – بشكل – لدرجة – على نحو "، كالقول: " مشيت بصورة جيدة "، و " سار بشكل حسن "، و " إن قامته طويلة لدرجة أنها تسد الباب "، و " ظهر على نحو واضح ". وهذه كلها استعمالات بعيدة عن العربية، والأصح منها أن يقال: " مشيت مشيا جيدا "، و " سار سيرا حسنا "، و " إن قامته طويلة طولا يسد الباب "، و " ظهر ظهورا واضحا ". أي استعمال المفعول المطلق للدلالة على الحالات التي ذُكرت.

    خامسا: تصبح الترجمة في مقدمة الأسباب التي تعمل على إشاعة أخطاء إذا قام بها من يترجم ترجمة حرفية:
    ( أ ) فمثلا يستعمل البعض كلمة " ضد " وهي ترجمة حرفية لكلمة against في اللغة الإنجليزية. فيقال: " حارب ضد الاستعمار "، و " ينبغي أن يسعى الآباء لتلقيح أبنائهم ضد الجدري "، و " صدر حكم ضد فلان "، وغير ذلك. وينصب الاعتراض على أن الأسلوب الذي يلجأ إلى استعمال هذه الكلمة، هو أسلوب يخالف طرق التعبير العربية. فالقول أن " فلان يحارب ضد الاستعمار " يُفهم منه أن هذا المحارب مخالف للاستعمار، أي أنه يحارب في جبهة أخرى غير الجبهة المعادية للاستعمار. والصواب في ذلك القول: " شن حربا على الاستعمار ". وبالنسبة لبقية الأمثلة: " يجب تلقيح الأطفال من الجدري "، و " صدر حكم بحق فلان أو عليه ".
    ( ب ) ومن الكلمات التي تتداولها أجهزة الإعلام الأجنبية، كلمة cover الإنجليزية. فيضع لها المترجم الكلمة التي يحددها القاموس، وهي " يغطي ". ولكن في العربية لا يفيد هذا الفعل معنى نقل الخبر. ففي القول: " قام مراسل جريدة الأهرام بتغطية أنباء القتال الدائر في منطقة الخليج ". ليس هناك علاقة بين الغطاء أو التغطية وبين الأخبار. وتضع معاجم اللغة أفعالا غير هذا الفعل لدلالة نقل الخبر، فتقول: " نقل الخبر أو أبلغه أو سرده ".
    ( جـ ) ومن الكلمات التي يساء استخدام ترجمتها، كلمة reach بمعنى يصل. فعند وصف حدث وصول إحدى الشخصيات الرسمية، يقال: " وصل مصر مساء أمس وزير الاقتصاد في دولة الكويت ". وهذا الاستعمال خاطئ، لأن الفعل " وصل " بالإنجليزية متعدٍ، أي يحتاج إلى مفعول به. ولكنه في العربية لازم، لا يتعدى. فهو بذلك ليس بحاجة إلى مفعول، بل إلى حرف الجر " إلى ". فنقول: " وصل إلى مصر مساء أمس ... ".
    ( د ) ومن تلك الكلمات، كلمة via بمعنى عَبْرَ، فيقال: " عبر أجهزة الاتصال ". والأكثر صوابا من ذلك أن تقول: " بأجهزة الاتصال " أو " بواسطة الاتصال ".
    ( هـ ) ومنها أيضا كلمة " طبقا " المترجمة عن كلمة according، فهي ترد في أمثلة كثيرة. ومن ذلك مثلا القول: " سيتم نقل الأسرى يوم الأحد طبقا لوكالات الأنباء ". أما اللغة العربية فلا ترضى باستعمال " طبقا " في مثل هذا الموضع، وإنما تتطلب استعمال الكلمة الصحيحة لهذا الوضع، وهي " وفقا " أو " وفاقا " أو " على وفق ". فنقول: " سيتم نقل الأسرى يوم الأحد القادم وفقا لما ذكرته وكالات الأنباء "، هذا إذا أردنا التمسك بحرفية الترجمة. ولكننا نستطيع ذكر عدة جمل تؤدي المعنى بصورة سهلة واضحة، فنقول مثلا: " ذكرت وكالات الأنباء أن الأسرى سيُنقلون يوم الأحد القادم ".

    سادسا: ترجمة كلمة cancel بكلمة " لاغيا "،كالقول: " يعد الاتفاق لاغيا منذ مساء اليوم ". وينصب الاعتراض على كلمة " لاغيا "، فهي اسم فاعل من الفعل " لغا – يلغو "، أي كثر كلامه. ولكن السياق الذي تُذكر فيه كلمة " لاغيا " لا شأن له بكثرة الكلام أو قلته، بل بإبطال اتفاق مسبق. ولذلك فيجب استعمال كلمة " ملغي "، وهي اسم المفعول من الفعل " ألغى – يلغي ". فالصحيح إذن أن يقال: " يعد الاتفاق ملغيا منذ مساء اليوم ".

    سابعا: والبعض يترجم كلمة still بكلمة " لا زال ". فيقول: " لازالت الاجتماعات منعقدة في مجلس الأمن "، ويقول: " لازالت الجهود تبذل لإصلاح الوضع في لبنان ". وهذا استعمال خاطئ لكلمة " لا زال "، فهي تفيد الدعاء لا الاستمرار. يصح أن يقال: " لا زالت الديار قوية عزيزة بأهلها "، فهو دعاء للديار بدوام القوم والعز. أما ما يفيد الاستمرار فهو " ما زال "، كأن نقول: " ما زالت الاجتماعات مستمرة "، و " ما زالت الجهود مبذولة ". وكثيرا ما يختلط الأمر على من يقومون بالكتابة العربية، فيأخذون بالاستعمال الأول للدلالة على الثاني.

    ثامنا: وهناك كلمة by التي يترجمها البعض " مِن قِبَلْ "، ويدخلونها في الجمل دون استئذان، على الرغم من عدم صحتها. فيقال: " دُونت الملاحظات مِن قِبَلْ اللجنة ". وليس في استعمال " مِن قِبَلْ " أي ضرورة في هذا السياق، ذلك أنه يمكن القول: " دونت اللجنة الملاحظات ".

    تاسعا: وهناك كلمة شاع استعمالها شيوعا خاطئا، فلا تكاد تخلو منها جملة، وهي كلمة " بالنسبة "، التي يمكن التخلي عنها دون حدوث أي إخلال في الجملة، فضلا عن أن استعمالها يخالف الاستعمال العربي السليم. فيقال مثلا: " انخفضت أسعار العملات، وبالنسبة للمارك الألماني فقد انخفض مقابل الدولار ". وهذا تركيب غير صحيح للجملة، فأي نظرة للقاموس تدلنا على أن " النسبة " هي القرابة أو ما تعلق بها. ومن هنا فالصواب أن يقال: " انخفضت أسعار العملات، أما المارك الألماني فقد انخفض مقابل الدولار ".

    عاشرا: أما عن الخلط بين حرفي الجر " إلى " و " اللام " - عند ترجمة حرف الجر في الإنجليزية to - فهو كثير، رغم أن لكل منهما معنى واستعمال مختلف. أما عن المعنى، فهو أن " إلى " تعني انتهاء الغاية، في حين تستعمل " اللام " للدلالة على الملكية والتخصيص، ويتحدد استعمال كل منهما تبعا للمعنى الذي تدل عليه. يقال مثلا: " سلمت الملف كاملا إلى رئيس مجلس الإدارة "، وهذا غير صحيح، وصوابه: " سلمت الملف كاملا لرئيس مجلس الإدارة ". والسبب أن الملف سيوضع تحت تصرفه، كأنه ملك من أملاكه، ولم يكن الغرض سفر الملف من مكان معين ابتداء إلى مكان آخر انتهاء. ويقال أيضا: " سافرت صباح الجمعة الماضي للإسكندرية "، وهذا غير صحيح أيضا. والصواب القول: " سافرت صباح الجمعة الماضي إلى الإسكندرية "، لأن حرف الجر " إلى " في هذه الجملة يحدد انتهاء الغاية من السفر.

    حادي عشر: الإصرار على ترجمة بعض الكلمات الإنجليزية بكلمة واحدة مقابلة في اللغة العربية، مثل كلمة privatization، والتي وضعت لها ترجمات عدة، مثل: " الخصخصة " أو " التخصيص " أو التخصيصية ". وهذه كلها ترجمات غير دقيقة للكلمة، ذلك أن اللغة الإنجليزية تميل دائما لاستخدام الزوائد affixes – سواء كانت بادئة أم لاحقة – إلى الكلمة الأصلية حتى يتم مواءمة استخدامها في موقعها من الجملة. ولذلك فهي تعتبر أكثر من كلمة واحدة، وإن بدت في ظاهرها كلمة واحدة. ومن هنا فلا داعي للإصرار على ترجمتها بكلمة واحدة مرادفة في اللغة العربية. وبذلك تكون الترجمة الدقيقة للكلمة السابقة هي: " التحول للقطاع الخاص ". وكذلك كلمة Islamization التي يمكن ترجمتها: " تطبيق الشريعة الإسلامية ". وغير ذلك كثير مما يمكن القياس عليه.

    ثاني عشر: استخدام نفس المفاهيم التي يريد الغرب ترويجها وشيوعها عند الترجمة. فمثلا عند كتابة الغرب لما يدور من صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يقولون: Israel and the Palestinians. فهم يريدون أن يستقر في ذهن القارئ أن إسرائيل هي دولة لها كيان قائم، أما الفلسطينيون فهم أفراد بلا دولة. ولذلك فعلينا نحن حين نترجم، أن نقول " الفلسطينيون والإسرائيليون "، أو أن نقول: " فلسطين وإسرائيل "، لا أن نقع فيما يريدونه أن يستقر في أذهاننا، فنقول: " إسرائيل والفلسطينيون ".

    هذه كانت أمثلة من بعض الأخطاء الشائعة في الترجمة إلى العربية، ولكن ليست حصرا لها. وسوف نوالي بحث هذا الموضوع إن قدر الله وأعان.

    محمد حسن يوسف

  2. #2
    مهندس الكلمة

    salah غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    527
    اخي العزيز المهندس
    اهلا بحضورك العذب
    واحيّيك كثيرا على اختيارك لهذه المادة الجميلة
    فهي تلامس واقعنا بشكل يومي

    ولقد ذكر الشيخ محمد العدناني في كتابيه حول الأخطاء الشائعة الكثير مما يجعلنا نتوقف طويلا قبل ان نطلق الكلام
    , فالكلام اذا خرج الى الآخر صار ملكه ,
    ولكن لابد من الأشارة الى التحديثات الكثيرة التي طرأت على بنية اللغة العربية منذ القرن التاسع عشر ودورها في استحداث قاموس آخر مواز , وكذلك الأجتهادات الكثيرة في عمليات التعريب التي حاولت ان تفتح افق العربية على جمهرة واسعة من الفاظ الحضارة كما اطلق عليها محمود تيمور في كتابه الذي يحمل ذات العنوان
    ولا يعني هذا ان يتم التعريب دون ان نُخضع المفردة المترجمة الى اللغة العربية وابنيتها المختلفة
    وهذا ما يعرف بين علماء اللغة بالمعرب الذي جرى غالبا تمييزه عن الأعجمي , اي المفردات التي تدخل متن معجميتنا دون ان تخضع لقوانينها

    ايضا وايضا اشكرك على اختيارك الرفيع الذي يعكس بلا ريب شخصك الكريم ونفسك الطيبة

  3. #3
    الدعم الفني

    المهندس غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    المشاركات
    1,806
    اهلا بالغالي صلاح

    وقوفك وتعليقك على اي موضوع يعني فائدة دسمه، كان ذلك امرا محتموما

    ولتعريجك على التعريب، فاللغة العربية احتوت ولا زالت قابلة لاحتواء كل ما يستجد

    ولكن اود ان استوضع منك بعض الامور في التعريب

    من وجة نظري ارى ان فيها عسف اجباري للكلمات بقصد الترجمة لا غير وانا هنا اعني اسماء بعض البلدان والمدن

    فمثلا

    لماذا نترجم او نسمي طوكيو (العاصمة اليابانيه) بهذا الاسم

    نحن لدينا حرف التاء واسمها عند العالم توكيو فلماذا نبدل حرف التاء بالطاء في حين ان في لغتنا حرف التاء

    لماذا واشنطون وليست واشنتون

    وهكذا

    وليتها قاعدة مستمرة على اسماء البلدان والمدن

    فهذه تنزانيا وتايلدن وووو الخ لماذا لا نسميها طنزانيا و طايلند

    مارأيك؟
    التعديل الأخير تم بواسطة المهندس ; 20 Aug 2004 الساعة 02:04 PM

+ الرد على الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك