[
SIZE=3]لقد زرت مدن الشمال وهجرها ، وطفت حضرها وبرها ،

وخالطت أهلها ، وجالست حيها ، وحضرت ناديها ، وسحبت الذيل

بواديها ، فما رأيت مثل رفحاء في تنظيمها ، وفي ترابط مجتمعها ، وتكاتف أهلها .[/SIZE]

تمر بها الشهور والأيام ، وتقطعها السنون والأعوام ، فتتقدم

في العمران ، وتتطور وتزدان ، ويبقى أهلها طيبتهم ، ويستمرون على

سجيتهم ، للضيف يكرمون ، وبحقه يقومون ، ولو طلب ماء عيونهم يعطون ، ويكفيهم منه أن يرضى ولا شيء منه يأخذون .


هم من عدة قبائل ، أكثرها شمّر ثم بني وائل ، فيها الحروب

والمطران ، وبها رهط من القصمان ، وهؤلاء هم أغلب السكان ، إلا أنهم

صاروا بنعمة الله إخواناً ، إذا أصيب منهم أحد ساعدوه زرافات ووحدانا .

ربما اتهمت بالمبالغة ، ورميت بالمغلطة ، لكني عن مثل هذه

العبارات معرض ، وأعلم أنها لاتصدر إلا من مغرض ،


لا أدعي لأهلها العصمة ، ولا أنهم لاتلحقهم بحال تهمة ، كلا

ولاكني أتحدث عن الغالب ، وأعرض عن الشاذ وأطرحه إلى جانب .

هل زرت رفحاء وقت الربيع ؟؟ والعشب أخضر والروض مريع ،

حيث الطيور تغرد بألحانها ، والأرض تزهو بأفنانها ؟؟ هل سلكت فجاجها ؟؟ وهبطت وهادها ؟؟ .


إذاً لأخذ منك الإعجاب كل مأخذ !! وسكنت منك سواد

عينك , وسويداء قلبك .


فهي بحق عروس الشمال

وعذراً لاتلمني أيها القاريء فإني أحب رفحاء وأهلها حباً جماً جماً .

والبقية تأتي