[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي أعضاء المنتدى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة ....... وبعد :

؟؟ من المساكين هم أم نحن ؟؟

.. أجب بعد أن تقرأ هذه القصة ..[/align]

[align=justify]بيناي أمشي في الطريق على سيارتي المريحة ليست لدي أي هموم أو مشاكل آنية .. قعدت أفكر ترى ماذا سأفعل للمستقبل ؟ فكرت طويلا فعزمت أن أسدد ما عليّ من ديون وآخذ قرضا من البنك وأجعله في الأسهم كي تنمو هذه الأموال وتزيد ، وبعد سنتين أو ثلاث آخذها وما معها من أرباح وأبني بها بيتا لي وسأجعل فيه من الألوان والزخارف والأشكال و..... و...... فجأة !!! استوقفني منظر غريب قطع عليّ حبل أفكاري وأبعدها عني عاليا في الهواء فلا أدري أحلت بواد أم في أرض قفر فضاء .. رأيت بالمرآة فإذا خيال ألحظه من بعيد لا أميّزه وبعد الإمعان فإذا به فتىً صغير وبجانبه أخ له أصغر منه .. علامات البؤس والأسى قد أحاطت بهما وبراءة الأطفال قد فارقت محياهما .. ترى ماذا يريد ؟ إنه يريد مني أن أقف ، قلت في نفسي : هؤلاء الأطفال دائما ما يحبون اللعب و... و.... وأخذت أكيل لهم الاتهامات .. وفجأة !!! إذ بسواد آخر أرمقه واقف خلف شجرة والهواء البارد والصقيع الشديد يلفح عليه فأخذ يتقيه تلك الشجيرة الصغيرة .. دققت النظر في ذلك السواد فإذا هي بنت قصيرة القامة لكن عمرها يبدوا كبيرا لأنها كانت تلبس عباءة قد لفت على رأسها خمارا .. هالني الموقف فتذكرت الأبيات المعروفة لمعروف الرصافي حين قال :[/align]
[align=center]لقيتها ليتني ما كنت ألقاها .. تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها[/align][align=center]أثوابها رثــة والرجل حافية .. والدمع تذرفه في الخد عيناها[/align]
[align=justify]ولم أبصر نفسي إلا وأنا واقف فأدرت مقود السيارة للخلف وأشرّت لهم بالقدوم .. فأخذوا يهرولن كضباء تطاردها قطعان من الأسود .. مساكين !! قد أضناهم الوقوف وأرهقهم التعب وأثّر فيهم الصقيع والبرد .. جاء الأخ الأكبر وقال لي : بالله عليك لو سمحت ممكن توصلنا للمستشفى القديم ( النقاهة ) قلت : على الرحب والسعة اركب فركب هو وأخوه وأخته سألته مباشرة : خيرا ما الأمر ؟؟ فأجاب قد سبقت دموعه حروفه ، أبي مريض في المستشفى منذ فترة طويلة .. حادثته قليلا فاستشفيت من كلامه أنه هو الأخ الأكبر لتلك العائلة التي أرى بعضهم ، وهو يتحدث وعيني ترى حاله الرثّة .. يالله ،، ثوب ممزق وشعر أشعث وحذاء بالي ووجه لعب به الدهر .. ثم وقفت عند المكان الذي يريد نزل من السيارة وتشكروا مني على إيصالي لهم .. يبدوا أنهم مهذبون جدا لكن جور الزمان أذهبهم .. نزلوا من السيارة ولم تنزل عنهم المعاناة ، ودعوني ولم يودعوا الألم ، فارقوني ولم يفارقوا الأسى ، اختفوا عني ناظري ولم يختف عنهم البؤس ، تبسموا لي عند مغادرتهم ولم تبتسم لهم الدنيا مرة واحدة .. فعلا مساكين لم يفرحوا بشيء من ملذات الدنيا .. لا والله بل نحن المساكين لأننا لم نجمع شيئا لآخرتنا ، أقول : كلنا مساكين ..[/align]