[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

مقال العواجي الذي تسبب في سجنه ..


مقال يستحق الوقوف والقراااءة ..






غازي القصيبي أم يحيى البرمكي؟ التأريخ يعيد نفسه





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وبعد

فهي المملكة العربية السعودية، دولة الإسلام ومهبط الوحي وقبلة المسلمين، هكذا بدأت وهكذا ستبقى بحول الله إسلامية الأصل والمنشأ، رغم أنف كل مرتبص وحاقد ومتأمرك، يريد أن يمسخها وينزع عنها جلبابها الحشيم الذي كساها الله به، نعم هي السعودية بمعالمها المحافظة في التعليم والقضاء وهيئات الأمر بالمعروف وهيئات الإغاثة الإسلامية وجمعيات البر وجمعيات تحفيظ القران وحشمة المرأة وعفافها ومنع الخمور وإغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة، هي الدولة التي ما كان لها أن تكون كذلك لولا هذا الإسلام العظيم فلا خيار للقيادة ولا الشعب (إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين) ولن تبقى أو يكون لها مستقبل دون أن يكون الإسلام فيها كل شي، جملة ً وتفصيلاً (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) هكذا كنا وما زلنا، عاهدنا وتعاهدنا، رضينا وارتضينا ولو كره المجرمون.

وبحمد الله فشلت كل محاولات النيل من هويتنا الإسلامية، وانتحر كل متآمر على أسوار قلاعنا الحصينة، بقية شرذمة قليلة من المتلونين فكرياً يصارعون من أجل البقاء، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن، يظهرون بالنصح تارة وبالفضح تارة، يعيشون بين ظهرانينا، أشربت في قلوبهم الانهزامية والخنوع، يقدسون الحضارة الغربية بلا تحفظ، حتى بعد أن تحطمت قيمها على جبال تورابورا وفي معتقلات أبو غريب وأقفاص غوانتانمو، وفي سجون حيفا وعسقلان، لا يعلمون بأن (لله العزة ولرسوله وللمؤمنين) تنكروا لمجتمعهم، تضخمت عندهم قضايا لدرجة الهوس، يحسبون كل صيحة عليهم، إذا طرح شأن المرأة فقدوا عقولهم تعطشا لابتذالها، وإذا ذكر التعليم الديني ثارت ثائرتهم واتهموا المناهج في كل سوء، وذا طرح تفعيل تحكيم الشرع نطق رويبضتهم، يعيبون على غيرهم خوضه فيما لايعنينه بينما لا يتورعون أن يكونوا ناطقين بكل شي عالمين بكل شيء مفتين بكل قضية، لم يستوعبوا الدروس الماضية وهم يراقبون جبل الإسلام الشامخ تتحطم عليه أصنام الماركسية الإلحادية، والقومية الانفصالية، و البعثية القطرية، وآخراً الأمريكية التغريبية الصليبية، بينما دين الله الإسلام ليس صامداً أمام كل التحديات فحسب، بل كلما ازدادوا حرباً عليه كلما ازداد شموخاً وانتشاراً، يدخل الناس فيه أفواجاً بالرغم من فشل قادته، وخذلان علمائه، وغفلة أبنائه.

إبان حقبة الستينات والسبعينات الميلادية انتشرت موضة الانتماء الجارف للأفكار اليسارية على مستوى الوطن العربي من قبل بعض متعلميه، ولم يكن السعوديون حالة استثنائية، بل أصابهم البلل، ووقع فيهم ومنهم الخلل، وتورط بعض الأمراء والوزراء، تيارات سادت ثم بادت وانخدع بها السذج الذين يخجلون اليوم من ماضيهم البائس، يوم أن تباينت درجة انتماءاتهم الفكرية على قدر القرائح والفهوم، فمنهم من اغترف من تلك الأفكارغرفة بيده، ومنهم من شرب منها حتى الثمالة، منهم من انتمى إليها بحماقة وسذاجة ليصبح سخرة للمنتهز ومسخرة للمدكر، بينما توسط البعض وفق منهجه البريجماتي وتلون فكرياً مع اتجاه الريح طلبا للسلامة، فتراه يظهر بالعباءة مفتياً لحدثنا عن صور من حياة الصحابة، وعن نقد التأريخ، لكن لا يطيق صبراً عن شقة الحرية ليجد فيها شخصيته الحقيقية المنسجمة مع أفكاره وهويته بعيداً عن رقابة المجتمع، وكما قال زهير في الجاهلية قبل عصر العولمة والانفتاح (ومهما يكن عند امرء من خليقة** وإن خالها تخفى على الناس تعلم).

الدكتور غازي القصيبي مواطن ذو قامة أدبية، وخبرة إدارية، لا نبخسه حقه في هذا، رجل مخضرم، وإن كان يملك امتيازاً وزارياً طويل الأجل جعله يتنقل بين عدة وزارات، وكأن الأمهات السعوديات لا ينجبن وزيراً إلا من خلال طفرة بيلوجية، وقد يضطر مريدوه والمعجبين به إلى استنساخه خشية الانقراض، عمل في الداخل والخارج، وذاق طعم الغضب والرضى، ومهما بدا متمردا أحينا إلا أنه يسمع ويطيع في المنشط والمكره، لم يسجل التأريخ الإصلاحي السعودي له كلمة واحدة تصب في اتجاه تفعيل دور المؤسسات المدنية أو الانتخابات أو حقوق الانسان أو استقلال القضاء أو الفصل بين السلطات، ولم يقل أو يفعل إلا بما يسمح به الرقيب، لا مانع لديه في المناورات الإعلامية فيما لا يهدد مصالحه الشخصية بغية البقاء في الساحة السياسية، أسجل له أنه حاول مرة واحدة أن يدخل التأريخ من بابه الصحيح، فقذفته أمواج تسونامي إلى بيته! ومنها إلى يمّ البحرين سفيراً، ليلقه اليم بعد ذلك على ضفاف بحر المانش-بريطانيا- سفيراً، يأخذه عدو لنا وله، ليعود بعد بضع سنين إلى الشوط التالي من التنقلات الوزارية،حاول الجمع بين الأدب والدبلوماسية، والشباب والكبر، ولكن لربما (من مأمنه يؤتى الحذر) وقد يكون من القلة الذين تختلف معهم وتحترمهم ويحترمونك .

أما اليوم فقد اختلف القصيبي ولم يعد مجرد وزير ولا مشير ولا سفيرولا أمير! بل أصبح خلقاً آخر، وبلغ مكانة لا يرقى إليها حتى بعض كبار الأمراء، ولربما حُسب حسابه قبل حساب فلان أو فلان من الكبراء، و ليس المقام مقام حسد ولا استعداء، لكن من باب وضع حد للعبثية التي تمارس باسم البلاط ضد مصالح الأمة، خاصة توجهاته التغريبية والتحررية، التي يتحي نلها كل فرصة لتمريرها بصعوبه، ومن حقنا إبداء الرأي في شخص أشغل المجتع ثلاثة عقود، خاصة أنه اليوم لربما قد اقترب أجله السياسي و أصبح (كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يجب الزراع) وقريبا (يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً) وليته وظف موقعه الاستثنائي هذا ليكون ناصحا أمينا كرجاء بن حيوة عند سليمان بن عبد الملك، لكن هدانا الله وإياه أصبح كعفريت من الجن أمام سليمان عليه السلام يدعي أهليته للبت في كل أمر قدر عليه أم لم يقدرمستعدا لفعل كل شي شعاره دائما (أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين) وما كان له أن يكون كذلك لو لا غياب أو تغييب من عندهم علم من الكتاب قولاً وعملاً ليقتدي الحاكم المسلم المقرب لأهل العلم والفضل بسليمان عليه السلام الذي قال مطمئناً على ملكه الذي يدار بالأقوياء الأمناء الناصحين الصادقين (هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم).

أهي همسة أم صرخة في إذنك يا أبا يارا!! جرير يريد القدوم إليك بالديوان وليس في وزارة العمل ليبلغك السلام، ويقول لك (أتصحو أم فؤدك غير صاح**عشية هم صحبك بالرواح)!!! لا أناقشك في وزاراتك التي تنقلت فيها عليها، لكن الأمر الذي نحن بصدده أعظم من هذا، ألا وهو نشاطاتك (اللا صفية) في البلاط!! عجبي كيف تهنأ بنوم وأنت تخطيء ولا تسجد للسهو! وتذنب ولا تستغفر! هلا قرأت شواهد التأريخ؟؟ ألم تسمع عن يحيى البرمكي وأبنائه الفضل وجعفر، وذرياتهم وجواريهم وحاشيهم وشعرائهم؟ دكتور غازي أنت اليوم على كل لسان، الصامتون أكثر من الناطقين، لقد هاتفني صديق غيور محب لدينه ووطنه ومليكه قائلاً: ألا ترى ما يفعله برامكة العصر في بلاط الرشيد؟ يسميك شخصياً ورهط معك ليسوا نكرات، يرون فيك الموجه والأستاذ والأب الروحي!!ولا أخالك برئياً يا هذا! و آخر يتسائل مالذي حدث في السياسات العامة للدولة داخلياً وخارجياً؟ هل حدث انقلاب أبيض في المسيرة السعودية؟ هل أصبح القصيبي شجرة در أخرى مع فارق التشبيه؟ تساؤلات قد يشوبها المبالغة أحيانا، ولكن لا دخان بلا نار، وثالث يستشيظ غضباً ويصرخ: يستحيل علينا أن نقاد بأفكار القصيبي ومن معه، ولا نقبل أن يستغلوا المنابر العليا في الدولة لتمرير برامجهم الخاصة ضد رغبات مجتمعنا المحافظ، لقد خلطوا أوراقاً كثيرة داخل البلاط، يهمنا منها في الدرجة الأولى هويتنا الإسلامية والانتماء الديني للدولة.

فمتى يدرك القصيبي ومن معه بأن تحركات البرامكة لم ولن تخفى يوماً على الرشيد ولاغير الرشيد إلى الأبد، ولئن نجحتم يا أبا يارا مؤقتاً بالتذاكي فلا أخالكم قادرين على مواصلة التمويه والخداع إلى الأبد، و(إذا رأيت نيوب الليث بارزة**فلا تظنن أن الليث يبتسم)!!! يؤسفني أن أقول بأنه قد ضجر منكم ملايين الغيارى من أبناء هذا البلد الطاهر، ولا أكفركم ولا أمارس الإقصائية ضدكم ولكن الحقيقة المرة هي أنكم أدخلتم الدولة وقيادتها في إحراجات محلية ودولية نحن في غنى عنها، السعيد من اتعظ بنفسه، والكيّس من دان نفسه، فإن كنت أحسنت الدخول قبل عشرات السنين يوم أن كنت آمناً مطمئناً يأتيك رزقك رغداً من كل مكان ولا تُسئل عما تفعل يوم أن كان المجتمع بدائياً سطحياً يحسن الظن مطلقاً (ولا يظلمون الناس حبة خردل) فإنك اليوم في وضع آخر، فليتك تحسن الخروج، فإن (التوبة) تقبل ما لم تبلغ الروح الحلقوم! و قبل أن يلتف بك الساق بالساق! و قد يحتاج قصيرٌ إلى جدع أنفه ليسلم جسده!!! الأمر كما ترى والناس الصادقين معك ومع الدولة هم شهود الله في أرضه، لقد استفاض لدى المراقبين أنكم تمارسون تضليلاً وتدليساً وطمساً للهوية العامة للدولة مستغلين كرم الكريم وحلم الحليم وانشغال العظماء، أنتم شئتم أم أبيتم برامكة جدد في بلاط الوالي لا تمثلون توجه الأمة فكرياً ولا دينياً ولا سياسياً.

عجبي منك يا أبا يارا: تقود فريقا ملونا، تسرحون وتمرحون بلا خوف ولا وجل، أيخفى عليكم يقظة الرقيب وتبسم الليث وغضبة الحليم؟ ألا تجد في التأريخ عبرة لمن كان له قلب منكم، فاقض ما أنت قاض وترقى حيث شئت عند الوالي، فلن تكون بمنزلة يحيى البرمكي ولا بحضوة ولديه الفضل وجعفر عند الرشيد، فلم تغني عنهم شيئا لما جاء أمر ربك، لا أخالك إلا حصيفاً امتطى الجواد رشيداً، وليس أمامه إلا الترجل رشيداً، غضبة الرشيد كانت واحدة ولكنها كانت القاضية، فلا تلهينك سكرة الحظوة الزائلة عن معالم الطريق الطويل ووحشة السفر، ألا تحسب حساب من حولك ممن يتابعون ويرصدون، منهم الفضولي ومنهم الأصولي ومنهم الوصولي، ومنهم المتلمض عليك والمتربص الذي ينتظر إذن التأريخ، ومثلك لا يجهل نوائب الحدثان، وشواهد التأريخ عبر الزمان ومنها كيف تمنى سليمان بن عبد الملك بقاء الحجاج حياً، ليتمكن منه مما كان يناله منه باسم الوليد بن عبد الملك في حياته.




يتبع <<<<


[/align]