المرياع .. والراعي.... والمذياع ....
بعد التحيه :
يعتبر المرياع هو القائد والمناظل والثور الاوحد بالقطيع .... فالكل ينتظر منه الاشارة والكل ينصت لمراسيمة الصادرة عبر ذاك الصوت المجلجل فيأمر ويطاع والكل يراقب المرياع فتلك الروح القيادية ومهارتها الاشرافية مستمدة من سنوات عمره الاولى التي قضاها مجاوراً وموثوقاً وملازماً ... لمعلمه الاول وأستاذ علم الفلسفه والاجتماع لديه ( أبو العفر ) !!!!
فلاحظة بزوغ شمس النبوغة والعمق المعرفي بذاك المرياع منذ نعومة ضلوفه ... فكان يراقب دائماً خط الانابيب ويهز رأسه دائماً وكأنه يسئل عن سبب مرور الخط بمضاربنا .... ولما لانذهب مع الخط نحو مغرب الشمس فالمرعى عند مصبه عجيب !! فهربت من ذاك المرياع وعرفت أنه سيوديني بحديد !!.. وطموحه غريب .... وبقدوم شقيق ... أقصد راعي جديد وبالتحديد من أحد الدول الملتهبه الشقيقة والقريبة طلب مني أن أحضر له مذياعاً ليتابع اخبار بلاده المنصهره في عراك ليس منه خلاص إلا بالتوحيد !! وبالفعل أحضرت له ما أراد إلا أن الراعي صاحب المثل المشهور ( سرد عراق ) يرفع صوت المذياع ويسمعه المرياع وحدث تسمم فكري سياسي للمرياع وأصبح مدمن على سماع نشرات الاخبار ... من أخبار لندن بصوت سرحان ومن اشد المتابعين لبرنامج بين السائل والمجيب !! ومعلمه الاول غير راضي عن تصرفاته وكان ينظر للمستقبل من خلال ثقب أبره !! فأجتمع لدى المرياع القيم العميقة والمعرفة بما يدور حوله من سماعه للأخبار وتحليله المنطقي لها .... ففي أحد المرات كان يتجه الى مغرب الشمس ويقول ... باع ... باع ... باع .... وراقبته كثيراً ومللت الرقابه فذهب وفي أثناء طريقي سمعت خبر عاجل بمذياع السيارة توقيع أتفاقية سلام في أوسلو بأسم خارطة الطريق بين الصهاينه وأبن عرفات .... وعرفت ليه المرياع ينظر مغرب الشمس ويزمجر ويقول باع ... باع ... باع ... فسبحان من انطق المرياع وعرف أن أبن عرفات باع الارض وباع كرامة الامه بأوسلو أه منك يالمرياع شو مهظوم ...!
فسكت ولزمت الصمت خوفاً على المرياع ... وخوفاً على القطيع من الضياع .... فشعور المؤامرة بدأ يتأجج لديه ... فأنا مشغول جداً وعملي بعيد عن أرض المرياع إلا أن أخي أتصل وأخبرني بوصول التيار الكهربائي لمضاربنا وفرحت كثيراً وبزيارتي التاليه نظرت فشاهدة التلفاز والقنوات الفضائية ففرحت .... لعل المرياع ينشغل بمشاهدة أستار أكادمي وجارالقمر وإضاءات ويتبدل التوجه لديه والحس العميق بالقيم والمبادئ والعمق السياسي والفكري الغريب !!
إلا أن العجيب في المرياع تمسكه بالقيم والمبادئ وهذا خلاف توجه معلمه الاول بشكل غريب !! فالراعي القادم عبر الحدود من الشط ويحمل فكراً فيه الشطط الشيء الكثير !!! جراء الاستعمار والملكية والبعثية والعرقية والطائفية والقومية والمذهبية والقبلية .... فيهرب من تلك الى مشاهدة القنوات الفضائية وبالتحديد الفضائحية منها !! فتلك لا تروق للمرياع بأي شكل من الاشكال !! بالرغم من عدم أعتراض معلمه الاول !! فذات يوم وبشعور القهر والغضب والنخوة وبسبب الانحطاط الاخلاقي لبعض من الطليان وما وصلت له الفطائم من مجون بسبب مشاهدة البرامج الخليعة والساقطة .... تكلم المرياع وأذيع خبر المعجزة عبر وسائل الأعلام ..... وأتهمني بالألحاد وعشقي للفساد !! وبدأ يخطب بالقطيع وأتهم البعض منهم بأنهم وضيع ....باع .. باع ... فهربت وركبت بالحصننان لأستمع لغرابة تلك المعجزة !!! وكان المرياع قد رمى بالجرس وعلقة في ناصية معلمه الاول !! وتبرأ منه وقال لو أنحدرت أخلاق الاغنام الاسترالية لما تأثرنا الى هذا الحد فهي مستورده من الخارج وقد تكون أتت ومعها بقايا فضائحها وثقافتها ما زالت محموله على كروموسوماتها !!! لكن شياهنا وطليانا وفطايمنا وماعزنا هي صورة أصيلة عن مواشي بلادنا فهي السمراء والبيضاء صاحبت القيم والمبادئ والتي نظم لها خيرة التيوس والفحول ألا أن يظهر علينا مصاب حب ثقافة الخارج ويظهر ماعز ... وطليان ... وفطائم ... خليعات ماجنات .. يدوسون كل الاعراف والقيم !!! فلماذا هذا التوجهه العجيب والخليع هل هي عدم ثقه بالتيوس المحليه أم أن الراعي لم ينتبه لسلوكها المشين مسبقاً أم هي تربية والدتها التي سرقها الوقت وهي تهتم بأضراعها وصوفها!! ولم يخض في الدوافع المتعلقة بهذا الانحراف خصوصاً وأن هذه المنحرفة هي سليلة عائلة معروفة بنزاهة وأخلاق أفرادها من الماعز والطليان !!!
لابد بأن تدرس وتوضع على طاولت البحث الانحدار الاخلاقي للقطيع وتلبسهم بلباس الغرب الوضيع وإلا سوف أستخدم الشده وتطبيق الشرع بالخارجين عن القانون .... حتى لا تطول تلك التأثيرات حيوانات البادية الاخرى !!!
فصاح الراعي بالمرياع أن لا تشهر بأخلاقيات ماعز وطليان بلادنا بسبب تصرف أحمق كحالة منفردة منفصلة بين ماعزنا وفطائمنا الشريفات، وعدم جواز قذف المحصنات دون دليل موثوق !!! وعلى الفور ردس المرياع الراعي ردسه مميته وذيع الخبر بالمذياع .... وسيق المرياع إلى دوائر قضاء قطاعان البادية وتكالبت عليه القوانين المؤيده من قلة الاغلبية واصحاب النفوذ ..... ومن أحرار القطيع من حاول أنقاذ المرياع ولكن ذهب مع الريح كما ذهبت قيم القطيع إلى التشليح !!! وتم انقاذ الراعي عبر المنظمات التي أسسها المحتل العلماني وأقتنع بفكر الراعي وقدم له الدعم وانشأ الراعي شركة انتاج لتطوير اغاني الشط وترقص عليها بنات النهر ... فأنتج البرتقاله ... والتفاحه ... وتمهزأ بالبيدجانه!!!
وبزيارتي الثالثة : هناك أمور كثيرة لم أستطع كتابتها لأنني ذهبت للغنم وتذكرت المرياع وبكيت ... وصرخت .... منادي يالمرياع الاماكن كلها مشتاقه لك .... والعيون اللي ارسم فيها خيالك والله مشتاقه لك ..،،،... والله واحشني موووت خايف بعدك أموووت وكان صدى صوتي يعود كل ماناديت ،،، ولم أسمع منه رداً يبعد عني أحزاني ،،،
لكنني أشير هنا إلى أن البعض تكهن أن تبدأ الرقابة فوراً بحذف كل النصوص التاريخية التي تحدثت عن انحراف بعض الحيوانات في تاريخنا العربي المجيد. لذلك رجاء لا داعي لذكر أشياء مثل بعيري يعشق ناقتها.. وما شابه من تلك النصوص لأنها ستثير حفيظة بعض من في الفيافي والقفار . وهذه النقطة الحاسمة من تاريخنا يجب أن ينهض بالتصدي لها كل من يملك التقوى والأخلاق الفاضلة ليذود عن تاريخ مراعينا وحزولنا وفياضنا الشريفه لأننا دون أن نشعر سيختفي من مناهج طلياننا وماعزنا نصوصاً مثل : مكر مفر مقبل مدبر كجلمود صخر حطّه السيل من علي ... إلى نص مثل آكلك منين يا بطّة.
هذا ولا أتوقع أن ينشر موضوعي هذا إلى أن ترضى عنه الرقابة ........ لما للرعيان من سلطات على أدوات الإعلام.
ففضلت أن يكون جهلي عند أهلي فهم بالطبع سيتفهمون لجهلي ... والمهم في الأمر أنني عبّرت عن رأيي الخاص ومووووووووووووووو هامنيِ أحد ...... لأنها من خيالي ..... والراعي والمرياع والمذياع ملكي فأنا مزيج بين الظلم والجهل ،،،، وناقم على وسائل الاعلام الساقطة والرديئة ،،،
ومنكم ولكم العذر ... أن أخطأت في شيء ... والله من وراء القصد .... وعلى الخير نلتقي .... قولف استريم،،،