جاء مسرعا وجلس بجانبي ... لم تكن له عادة إلا أن مجلسنا معروف بالغرائب قلت له ... فنجال ... قال :

...زوجتي معلمه ...زوجتي لقطة غليس ... يظن الجميع أنني في جنة ... ولكنني في نجلة ... عندما اخترتها قلت يا سلام سلم زوجه مع خمسة آلاف شهريا ... إلا أن الأماني لم تتحقق حيث بدأت عوامل التعرية تعمل عملها ... اشترت للسربوت ( تدعوه هي بأخيها العزيز )سيارة ... وما أثار جنوني أنها فكت له ( أي اشترتها من الوكالة ) فقلت الله يخلف... ألف وخمسمائمة من الراتب ذهبت لأسود الوجة منتن الرائحة .. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى انه في كل شهر يريد زيادة ... مرة تضليلة ...مرة اخرى لإزالة التضليلة بسبب المنع ... مرة ثالثة يريد تضليلة لأن المنع زال ...( ألا يوجد قانون في هذا البلد يمنع أسود الوجه من استنزاف ميزانيتنا !!) وأحيانا يريد جوال بكاميرة ثم أذا ذكر أن أسود وجه ( غيره ) اشترى جوالا أحدث ... انتفخ أسودنا وفاحت رائحته لتؤثر على خبلتي فتفزع خالة حاتم الطائي لترمي البطاقة في وجهه... لن أطيل في أفعاله لأن هذا يسبب لي المغص والسكر والضغط ... بقية الراتب أين تذهب ... نصف ما تبقى يذهب إلى أمها والتي تدعم به ميزانيات أخواتها
المتعثرة بتعثر أزواجهن في الأسهم ... وأنا ليس لي إلا التعب .. وهو ما سيتضح بعد قليل ...

قد يقول قائل يا طماع ... يا قليل الخاتمه ...إلى هذه الدرجة وصل الطمع بك وحب المال ..أرد على هذا المستحمق بقولي ... على مين يا بابا ... محنا دفنينه سوا ... المهم يذهب مال المعلمة إلى كل مكان إلا زوجها ... وما يبقى لزوجها هو التعب ... في الصباح تستيقظ وكأنك في كتيبة الحرس الوطني ... قبل أن تطلع الشمس بالدوام الشتوي وقبل الفجر الصادق بالدوام الصيفي ... يظن مديري أني مجتهدا كوني أوقع أول واحد في الدوام حتى أنها فكر أن يعطيني مفاتيح المدرسة بدلا من الحارس الذي يأتي قبل ساعة من الدوام .. تخيلوا!!

و عندما تعود للبيت تكون متعبة ... وأحيانا متنرفزة شوي ... في أحدى المرات عندما اخرجتها من المدرسة تحدثت معها فلم تجب ... ظننتها متعبة كالعادة ... ولكن عندما دخلت إلى البيت عرفت أنني كنت مخطئا... ما أن دخلنا أنا وهي والأبناء إلى الصالة حتى ضربت بحقيبتها بقوة على الأرض فزعت وأنا والصغار واتجهنا إلى الزاوية – كنا ننوي الاتجاه إلى غرفة النوم إلا أنها قطعت علينا الطريق-أخذت تسب وتشتم مديرتها وهو تجول في الصالة كأنها لبوة فقدت أحد صغارها ... لم نعرف مالذي ارتكبته تلك المديرة إلا أنها عندما تنظر إلينا نرفع أن وصغاري أيدينا إلى السماء ندعو على المديرة ..

عادة بعد الغداء ننام بعضنا تعبا والبعض الآخر خوفا ... بعد المغرب تفرش سيدتي دفتر التحضير وتشتغل عليه إلى قريب العشاء ... إلا بمناسبة دفتر التحضير ... سؤال لمن عنده زوجه تشتغل بالتحصير ...أقصد بالتعليم ... بعد بالغ دعائي له بالسلامة ... ما قصة الورود وقلوب الحب في دفتر التخضير وما علاقتها بتحضير الدرس في البداية ظننت أنه تعلق من حرمنا المصون بمديرتها إلى أن علمت أن هذه هو ديدن المعلمات ...
بقي شبئ أخير وهو ما تبقىمن الراتب إين يذهب إ؟؟ يذهب يا جماعة الخير إلى الاسبوع العالمي لعودة العرضات ..وهو ما يسمة كناية بعودة المعلمات ... تشتري كل وحده منهن شلقة ثياب من الرياض أو عقارية الحفر ..وإذا لزت الأمور من محل نوف بسوق الحريم القديم ... وعينك ما توشف إلا النور ...

نظرت لمحدثي فصببت له فنجال ( محكك غير معشور ) وقلت : تقهو سالفتك مطولة ....
طلب مني أن يكمل إلا أني رفضت ...حيث أن البابا بدأ يداعب عجراه وهو ينظر إلي ...إلا بالله اللي يعرف هندي شقردي زيي كذا ... يرسله لمجلسنا ... وفتكم بعافية ...