[align=center]ما لذي يرضيك حتى أفعله ... يا أيها السيد العزيز ؟؟؟؟؟

أيها السادة الكرام

في منتدانا الطيب

بعد السلام

وفائق الاحترام

مساء الخير

قلت لأحد الزملاء مرة ــ وكان من الذين يهتمون لما يقوله الناس عنه وتؤثر عباراتهم وأحكامهم فيه سلبا أو

إيجابا ــ قلت له : ينبغي أن تعلم أيها السيد العزيز أن هناك شيئين لا يمكن أن تحصل عليهما ولو حاولت جهدك

وبذلت طاقتك فلا تتعب نفسك وهما :

أولا : أن يرضى الناس كلهم عنك فهذا ما لا يمكن أن تظفر به ذلك أن الناس مختلفون في أمزجتهم وأنماط تفكيرهم

ورغباتهم وأهوائهم فإذا ذهبت لترضي تلك الفئة لم ترض عنك الفئة الأخرى وهذا أمر مشاهد ومعلوم ولذلك قالوا في المثل

: ( رضا الناس غاية لا تدرك ) وفي المثل العامي : ( مرضي الناس كايد ) .

ثانيا : والأمر الثاني الذي لا يمكن أن تظفر به هو كلام الناس فيك مدحا أو ذما وهو مرتبط بما سبق فإنك ستجد ممن لم

يرض عنك ذما وستجد ممن رضي عنك ووافق ما فعلته هوام مدحا وثناء وقديما قيل :

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ......... كما إن عين السخط تبدي المساويا

فأنت إذا أردت ألا يتكلم الناس فيك فما ثم إلا حل واحد لا أراك قادرا عليه وهو أن تتخذ نفقا في الأرض أو سلما في

السماء فتعتزل الناس وإلا فـ ( خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين ) .

ذلك أن الإنسان وصفه الله بالظلم والجهل واعتبر ذلك بمعاملة الناس مع الخالق تبارك وتعالى ، أليس يغدق عليهم النعم

وينزل عليهم الخيرات ويدفع عنهم النقم فيقابلونه بالجحود والمعاصي خيره إليهم نازل وشرهم إليه صاعد بل قال بعضهم

فيه سبحانه كما حكاه في كتابه : ( يد الله مغلولة .... ) ( إن الله فقير ونحن أغنياء .... )

واعتبر ذلك بما قابل الناس به أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام ، ألم يتهموه بالجنون والسحر ألم يجذبه الأعرابي بردائه حتى

أثر في صفحة عنقه ويقول له : اعطني من مال الله ليس ملك ولا مال أبيك .

فعبثا أن تطلب شيئا لم يجعله الله لنفسه ولم يختص به المصطفين من رسله .

يا سيدي عليك أن تعلم أن الإنصاف عزيز وأكثر الناس تسوقهم الأهواء وتؤثر فيهم وتتصرف في أحكامهم على الآخرين

وقليل منهم المتجرد من هذه الأدواء والأهواء .

إذن ما هو الحل وما ذا تفعل حتى ترضي الناس :

الحل هو أن تنصرف عن هذا العبث إلى ما هو أولى وهو أن ترضي ضميرك وتفعل ما تراه حقا مع اتهامك لنفسك وأن

تحرص على ما يرضي الله وتنشغل بذلك و تعرض عن الناس فمن مدحك أو ذمك بعد ذلك سواء ما دمت مجتهدا في السير

على هذه الطريق .

لا يعني هذا عدم مراعاة خواطر الناس كلا ولكن لا يكن هذا هو شغلك الشاغل وإلا فإن مراعاة خواطر الناس في بعض

الأمور أمر مشروع وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لعائشة رضي الله عنها : ( لولا أن قومك حديث عهدهم

بكفر لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم ولجعلت لها بابين باب يدخل الناس منه وباب يخرجون منه ) فهو عليه

الصلاة والسلام ترك ذلك مع رغبته فيه لأنه الحق مراعاة لخواطر الناس وما قد يثيره فيهم .

لا ينبغي بعد ذلك أن نهتم بهذا الأمر ونصرف لأجله الكثير من أوقاتنا ونفعل لأجله أشياء لا تليق بنا ربما كانت نتائجها

عكسية وتفسد اكثر مما تصلح .

وتقبلوا خالص تحياتي[/align]