لا يوجد شعور بالمسؤولية

صالح الشيحي ‏
‎‎بعد نهاية مباراة منتخبنا السعودي مع تونس والتي فرّط بها منتخبنا في آخر دقيقة سألت إحدى القنوات الرياضية أحد الإداريين في المنتخب: (هل نقول لك هاردلك أم مبروك)؟
ـ بطبيعة الحال كلنا سنتوقع أن يختار الأولى ـ أعني (هاردلك) ـ فنحن في حكم الخاسر للمباراة.. بمعنى خسرنا نقطتين مهمتين في آخر دقيقتين.
ـ لكن هذا الإداري طلب من المذيع أن يقول له: (مبروك)!!
ـ لحظتها راهنت أننا سنخسر أمام أوكرانيا وبنتيجة ثقيلة جدا.. زاد من يقيني بالخسارة صرف مكافأة فوز للاعبين الذين فرّطوا بالنقطتين بدلاً عن محاسبتهم؟
ـ وفعلاً: أكلناها (مفلفلة) أربعة صفر..
ـ كل الظروف تهيّأت للاعبي منتخبنا الوطني.. 45 مليون ريال تم صرفها على المنتخب.. طائرة خاصة.. إمكانيات جبّارة.. وفد له أول وليس له آخر.. حتى الفرق الشعبية والمزمار رافقت المنتخب ـ ورغم ذلك نخسر بهذه النتيجة الثقيلة ـ ونضع أيدينا على قلوبنا خوفاً من كارثة جديدة على أيدي الإسبان شبيهة بتلك التي أكلناها على أيدي الألمان!
ـ أولى خطوات العلاج هي التشخيص الدقيق للمرض: لا توجد روح قتالية لدى اللاعبين الذين مثّلوا المنتخب السعودي..لا توجد غيرة.. لا توجد استماتة.. لا يوجد شعور بالمسؤولية ـ أمام أوكرانيا لم نشاهد أحداً سوى حسين عبد الغني ـ هو الوحيد الذي يستحق الاحترام ـ قاتل قتالا شرسا ودافع دفاعا مستميتاً من أجل منتخب بلاده ـ لذلك ودون الانطلاق من هذه المحاور الأربعة لن نتقدم خطوة واحدة إلا إن كان أقصى طموحنا هو الفوز على قطر والبحرين والكويت فهذا أمر آخر.
ـ سألني أحدهم: أين مستوى "محمد نور وتكر وكريري" الذي كنا نراه في الاتحاد؟
ـ قلت له: ذاك الاتحاد و(ملايين) الاتحاد يا صاحبي وهذا المنتخب الوطني السعودي.
ـ قال لي: ما العلاج؟
ـ أجبته: العلاج يبدأ من الصف الأول الابتدائي.