حكى قريبٌ لي هذه القصة عن قريب آخر من كبار السن ، يقول : أن فلانا لما أن كان في عز شبابه ؛ اشترى سيّارة جديدة في عامها ( أظنه ذكر العام 1975 م إن لم أكن واهما ) ثمّ رجع إلى مَجْمَع القبيلة في البر ، يقود السيارة مبتسمًا في حبور وزهو ، شامخا بأنفه ، كأنه قد ملك الدنيا ومافيها ، إضافة إلى ( شياكته ) و ( كشخته ) بثوبه الأبيض وأزراره السّود !! المهم ؛ انتهى إلى بصره مرأى حبيبة قلبه ، وقبلة عشقه ، وهي تمشي بين الخِيام ؛ فطار عقله ، وانتفض لُبّه ، واشتعلت نيران العِشق في وجدانه ، فقرّر أن يُهدي للمحبوبة عملا مثيرا بسيارته ، يلقى به إعجابها ، ويرسم البسمة على شفتيها ؛ فثمّ - عنده - سعادة الدنيا ، وإشراق الحياة في قلبه ، فأمال سيّارته بعد أن كان قد أسرع بها ، لكنها انقلبت به فجأة ، مرتطما بجدار الواقع ، حيث يُلعن الحُب ، وتتمزق حباله ، انقلب بها أمام الحبيبة ، فلا ابتسمت قبلة العشق ، وراح الذي يستجدي البسمة من شفتيها يمسح الدم عن وجهه ، وينظر إلى السيارة الجديدة وقد صارت كالعجينة ... ، أظنه لو رأى معشوقته لبصق عليها ، ولعن الساعة التي شاهد فيها خشتها ، و ( لاتسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ) .


المغازلجية !!
مسمى يدعوك للإبتسام ؛ لكن من كان في قلبه ذرة من غيرة لن يبتسم ؛ أعراض نساء المسلمين لاتدعو للإبتسام ؛ بل تقبح اللامبالاة ، يجب علينا أن نستجلب الغضب والإحساس بالقرف والكره ، وافتقاد معاني الرجولة والأخلاق و... الدين .

مجموعة منحطة ، نسو الله فأنساهم أنفسهم استهانوا باحدى الضرورات الخمس التي أوجب الإسلام حفظها وهـي ( العرض ) .... قد تناسوا أن لهم أمهات وبنات وأخوات ومحارم لديهم الإستعداد أن يموتوا في سبيل حفظ هذه الضرورة ، إلا إن كان أحدهم صخرة قد تطبع بطباع الخنزير ديوثا جافا لايهمه إلا لذة نفسه و ... نفسه فقط ! لا هذا إن شاء الله وجوده نادر وشاذ ، أنا أتحدث عن أولئك الذين يغارون على أهليهم ومحارمهم ؛ حتى على بنات عائلته وقبيلته ، ألا يظن أن للنساء اللاتي يمشين في أرض الله رجال مثله يغارون كما يغارون ، ألا يفكر هؤلاء أنه قد يتعرض لنسائهم قوم مثلهم ، يمارسون المعاكسات كما يمارسونها .

قد يعترض أحد قائلا : كن عادلا ، ولاتنسى الجنس الآخر ( الإناث ) حين تخرج إحداهن للإسواق وقد لبست مايستر إسما ، ويغري مظهرا وتسميها بـ ( العباءة ) !!
أقول : نعم .... لكن هذه وأمثالها لايلفتن الأنظار بداية ؛ لأن المغازلجي والبشكة التي معه إنما جاؤوا أصلا ودخلوا السوق ليغازلوا كل أنثى فيه ، إن شاء الله لو لابسة كيس زبالة - وانتم بكرامة - فالمهم اللون الأسود يمر من أمامهم ، لاشك أنهن مراتب عندهم ؛ من دقّت لطمة تغطي بها فمها وأرنبة أنفها ولبست ثوبا أسودا مخصّرا يربط بحبال ملونة وقد زخرفت أكمامها ، ثمّ وضعت فوق رأسها غترة سوداء ( تسمّى هذه بمجموعها عباءة !! والله المستعان ) فهي مصنفة على أنها مشبوهة ، لايستعجل أحد ويقول : ياوقح ! خاف ربك كيف حكمت عليها بلباسها التي قد أخطأت بلبسه لكن لايلزم أن تحكم عليها بأنها مشبوهة ! أقول : حاشا لله ، لاأقول أنها مشبوهة عندي أو حتى عند رجال الهيئة ؛ بل هي أختنا يلزم علينا أن ننصحها بالوسائل المشروعة ؛ ولكن أقصد أنها - بذلك الزي - تعتبر مشبوهة عند المغازلجية ، صدقوا هذا ! أصلا لو زلت المرأة ووقعت عينها على عين أحد أولئك الجوقة لبنى عليها الأخيلة والمشاهد ، وظن ذلك المسخ - بتحديه على الأعراض - أنها نظرت إليه لأنها معجبة به ، ومغرمة بجمال وجهه القبيح أصلا ؛ بل والله يعتبرونها غير شريفة ، ويشددون عليها المغازلة والتضييق .

المغازلجية لايجرؤون على من لبس العباءة السّاترة ، كما يجرؤون على من لبست ( من غير هدوم ) . هذا هو الواقع ، يعني - ولامؤاخذة - نحن ذئاب أقصد رجال وعارفين بعض ؛ أيهما تلفت النظر أكثر ؟!! الغالب - بحمد الله - لهم النظرة الأولى لمن تلفت نظرهم ، لكن مابالكم لمن جعلوا لأنفسهم دواما مسائيا من بعد صلاة العصر إلى الساعة 11 مساءا ؟!!! نظرة أولى لكنها تستمر لتجلب المصائب والويلات .

خرجت ذات يوم من المنزل في منتصف العصر ، ووقفت أمام باب منزلنا ، فرأيت سيارة يقودها شاب في أواخر العشرينات ، مرت من أمامي إلى جانب بيتنا فالتفت فإذا هو قد اقترب بسيارته من امرأتين تمشيان في أمان الله ؛ فأنزل المسخ زجاج نافذته ومدّ يده نحوهما ، فأحسست بالغضب الشديد ، واشتعل في رأسي جحيما ، يعني أنا شايفني ملطشة ولاطوبة مرميّة في الشارع ، أو ممكن أني قد صرت غير مرئي ؛ فلم يشاهدني واقفا ... ممكن . صرخت عليه بقوة وقد رفعت يدي مهددا : هيييه ياخسيس ياواطي ... وأنا أتقدم متجها نحو سيارته ، لكنه لم يلبث حتى انطلق بسيارته مسرعا ، ثم توقف بعيدا يلمحني عبر مرآة سيارته ، وأنا متقدم نحوه مسرعا ولازلت أصرخ وأشتم إلى درجة أن قاموس الشتائم انتهى عندي فظللت أردد : ياواطي .. ياواطي ... آآآآ .. ياواطي !! لكنه انطلق بسيارته مؤثرا السلامة ، أو من الممكن أنه قد رحمني ... كل شيء ممكن ، فلما أيقنت هروبه استخفني المشهد وأحسست بالفخامة والعظمة ، إلى درجت أني صرت ألتفت يمنة ويسرة أبحث عمن ينظر إلي لأنفس عن غضبي ... لكن لم اجد أحدا .

فعلا ... لايوجد أذل من المغازلجية حين يجدون من يتصدى لهم بقوة ، يحكي لي أحد الأصدقاء قصة قد حدثت له عند كلية البنات في رفحاء ، يقول : كنت أنتظر أختي ، فرأيت شابا اختار الوقوف أمام باب الكلية تماما ، وبعض البنات ينتظرن أمام الباب يرمقن السيارات بأبصارهن لعلهن يبصرن السيارة التي تقلهن من سيارات أقاربهن ، المهم ... يقول صاحبي : ( ترزّز ) هذا الشاب المغازلجي أمام باب الكلية وقد ثبّت نفسه بثوبه الضيق ، وشماغه الذي جعله كأفعى الكوبرا ، وغدا في ثبات رأسه مع كتفيه وصدره كرجل آلي ، يلتفت إلى البنات عن يمينه وشماله كأنه احدى كاميرات المراقبة :

[align=center]ولو لبس الحمار ثياب خز ***** لقال الناس يالك من حمار[/align]

يقول صاحبي : فأغاظني تصرفه وأصابني بالغثيان ، فاتجهت إليه وقلت له : لو سمحت خل عندك دم ، وأبعد عن الباب ، فرد علي أنه ينتظر أخته ، ومالك شغل ... يقول صاحبي : فاقتربت منه وقلت له بصوت منخفض مهددا : ورب الكعبة إن ماضفيت وجهك خلال ثواني ، أفرك خشتك على الأرض قدام الله وخلقه . يقول : فاحمر وجهه وذهب مغضبا ومتمتما .
قلت : هذه التمتمة هي ماتبقى له من كرامة ... أستغفر الله وهل لهذا وأمثاله كرامة ؟!!
قال صاحبي : فلما وجدت نظرات الإعجاب من البنات كدت أن أترزز مكانه ، لكني تمالكت نفسي وهربت .
قلت : احمد ربك فالذلة مختومة على جباه العصاة ، ولو ترززت أمامهن لعوقبت برجل أقوى منك كما عوقب صاحبك بك .

بالمناسبة ؛ أنا أعلم أن الشاب إذا أراد أن يدعو أصحابه إلى لعب الكرة ، يقول : مشينا نلعب كورة ! وإن أراد أن يدعوهم لجلسة في الإستراحة ، قال : مشينا نتعلل بالإستراحة !! طيب - ولامؤاخذة يعني - هل من المعقول أن الإنسان إذا أراد أن يذهب للمغازلة يدعو أصحابه قائلا : مشينا نغازل ... كذا بكل صفاقة ؟!!!

وفي مُجمّع العلاوي ، مصائب وبلاوي .

ربما أبالغ في العنوان ، لكن بكيفي ومالكم شغل . يصيبني الغثيان ، وتزداد الحموضة لدي ، وأتجرّع ريقي على ظمأ ؛ حين أمر من عند أسواق العلاوي ، لايأتي أحد ويقول : أنت تتهجم على العلاوي .... إلخ إلخ إلخ .. طيب المجمع اسمه مجمع العلاوي وصار جزءا لايتجزأ من المدينة ، وعند حديثي عنه لايلزم أني أهاجم أحدا ، المهم .. للمغازلجية مع مجمع العلاوي إلياذة ، لايمر يوم إلا وتجد مجموعة من المغازلجية بسياراتهم المتنوعة ، لاتخرج سيارة حتى تدخل سيارة أخرى ، وبعضهم يتجرّأ فينزل من السيارة ويؤذي النساء ماشيا ... أقول : أكثر مايصيبني بالحالات التي ذكرتها هو أن تجد مجموعة من المراهقين ، قد تراكموا في سيارتهم ( الداتسن ) التي أخفيت معالمها من تلك الخزعبلات التي تتجدد من حين إلى آخر ( ولايحيرني منها إلا صورة ذلك الولد الصغير الواقف بلا مبالاة رأيتها في أغلب السيارات هنا وفي مدن أخرى في المملكة ، فإلام ترمز تلك الصورة ؟ ) ثم تجد هؤلاء الفتية يطوفون المجمع يغازلون نساءا في أعمار أمهاتهم ، ويْكأني أرى أحد خبراء المغازلة من كبار السن وهو يشير إلى أولئك الفتية بتكبر وغرور وتعال ، قائلا بصوت مليء وفخم : مجموعة هواة !!

مالعلاج ؟!!!

أن يعود ذلك التكاتف الأمني الذي عايشناه قبل سنوات ؛ حين وجدنا شعبة المجاهدين - في أيام هيبتها - مع الهيئة مع الشرطة وهم يتصدون لحالات الفساد من مغازلات وتحرش بالفتيات والفتيان ، وتفحيط ( على فكرة تجد أهل التفحيط يفحطون - حاليا - في آخر حي الروضة في نهاية الطريق الذي يسير بك بين حي الروضة وحي الإسكان ، وكالعادة بعد صلاة الفجر بساعة تقريبا ) بدل هذه التفتيشات التي لاتفيد ، التفتيشات التي يسهل الفرار منها بشكل كبير ، ماإن تراها من بعيد حتى تغير وجهتك .

يارجال الأمن ! دونكم ظهور القوم فاجلدوهم .