آخر المشاركات

النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: عندما أتألم !

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    الصورة الرمزية الباحث عن الحق

    عضو لجنة منح ألقاب التميز


    الباحث عن الحق غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    1,726

    عندما أتألم !

    سألني جانبٌ منّي : عرّف الألم ؟
    أجبته بعد صمت وتردد : لاأستطيع أن أعرّف لك الألم يتيمًا ، لكن دعني أخبرك عما يؤلمني ، ويضحك الدّمع في عيني ، ويشرّقني على ظمأ .

    يؤلمني مشاهدة تلك المرأة وهي تجوب الحواري والبيوت ، وتنتقل بين المساجد والجوامع ، تمدّ يديها لإخوانها من المسلمين بمرارة وصمت يهز القلوب الحية ، ويملؤها أسى وحزنا ، أثق تمامًا أن وراء ذلك الحجاب وجٌه كان يعيش - يومًا - حلمًا جميلا ، وأمانٍ وردية ، لكنه مع كرّ الأيام ، وتآكل الأعوام ، صُفع بواقع الحياة المريرة ، وحقيقة الدنيا وبؤسها ، وأثق والله ، أن الإنسان - بشكل عام - لايمد يده لغيره ، إلا بعد أن ضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وسدت في وجهه الأبواب ، وذاق الحرمان وشدّة الضيق . وشاذ من يمد يده مخادعًا كسولا راكنا إلى طيبة النّاس وحسن ظنهم ، وعلى كل حال ؛ ماعلى المحسن إلا الظاهر ، وعند الله تجتمع الخصوم .

    [align=center]* * * *[/align]

    يؤلمني أني قد عايشت يوما صاحب همة مرتفعة ، ونفس تواقة للصلاح ،وسابقة للخيرات ، قدوة - بلا مبالغة - في العلم والعبادة والمجاهدة والصبر ، كنت أراه أكبر من هذا الزمن ، هذا ماكنت أحدث به نفسي ، مكانه المناسب ؛ مع صالحي القرون المفضلة ، لكنه تخطى أعناق القرون ، واستقر في هذا الزمان ، والحمدلله على قضاءه وقدره ، لقد استقر في زمن بَارَ فيه سوق الإسلام وكسد ، وعُمّر سوق الكفر والفسوق والطغيان والظلم .... سوق الشيطان . رأيته - يومًا - مُطرقا حزينا ؛ فسألته : مالك يافلان ؟!! فقال لي بأسى : ياأخي والله نحن في زمن فاسد ! ثم ترقرقت عيناه وصد عني ، كنت أشعر بسعادة لاتوصف لأن الله وفقني أن أصادق مثل هذا ، لاأحتاج حين أراه إلى قراءة سير الصالحين ممن سلف ، فإني أراهم فيه ، وكما قيل : ماأعجب مايصنع الإيمان بالإنسان ! ولكن .... !!! دعوني من لكن ومابعدها ؛ فإنها تحرق قلبي ، ورددوا معي :

    [align=center]ثمّ انقضت تلك السنون وأهلها ****** فكأنها وكأنهم أحلام [/align]

    نعم ... لقد انقضت تلك السنون ، لكني لاأزال أسمع صدى صوته كأنه يخرج من بئر عميق ، أو واد سحيق ، قائلا : ياأبا عبدالله ! نفسك نفسك .... ثمّ غيرك غيرك . لم يعلم أنه كان ينفخ في رماد ، حينها لم أكن أبالي بالنصيحة ، ولاأحفل بالموعظة ، ولاألتفت إلى الخير ، ولاأهتم بإصلاح نفسي ، أما الآن فإني أبالي وألتفت وأهتم بتلك النصيحة ، ولكن أين الناصح ...... ( فكأنها وكأنهم أحلام ) .

    [align=center]* * * *[/align]

    تألمت جدا حين رأيت قطار الحلول والفرص قد رحل عني وأنا غير منتبه له ، كنت في حلم راهنت عليه بقطعة من عمري ، وأشلاء تناثرت من قلبي ، لكني اكتشفت أنه حلم زائف ضيعت فيه ماذكرت ، فما انتبهت إلا والأفق قد ابتلع القطار ، ولم أرى منه إلا شتات من دخان يتلاشى ... فاتني القطار ! تركني والعبرة في عيني ، والألم والحسرة في قلبي ووجداني ، فغمرت الكآبة روحي ، وفاض اليأس على قلبي ، وخمدت جذوة الحماس الذي كان يصب النار في أعصابي ، ثم يزداد ألمي حين لايوجد على هذه البسيطة من أفضي إليه ، وقد قيل :

    [align=center]ولابدّ مِن شَكوى إلى ذِي مُرُوءةٍ ****** يواسيك أو يُسْلِيك أو يتوجّع[/align]

    فيتفطر قلبي من السكوت ، ويتمزق صدري من الصمت ، لحظة ! هل قلت قبل قليل أن اليأس قد فاض على قلبي ، لاأعتقد ذلك ؛ إذن لارتحت ، وقد قيل : ( اليأس احدى الراحتين ) لكني حبيس الألم ، حيث لازلت سطرا في صفحة الحزن ، ليت شعري ! متى تمّحي هذه الصفحة ، ولتذهب الذكرى إلى الجحيم ، قال أحدهم : ( ياليت الإنسان لايذكر ، إذن لما تألم ) لا ... يكفي ألما في معايشتها ، أوأتألم من ذكراها ؟!!! لا... لتذهب إلى الجحيم .

    قال العلامة الطنطاوي - رحمة الله عليه - : ( لاتخشى بقايا الظلام على حواشي الأفق ) قلت : غفر الله لك شيخي ، ذلك لو كان الظلام في جهة المغرب أفقا ، عندها لاأخاف ، لكن حق لي الخوف حين أرى حنادس الظلام على حواشي الأفق شرقا وهي تتدفق على الدنيا ، وتنتشر في أرجاء الكون ... حُق لي ذلك .

    ربي ! متى يلقى الستار على هذا الألم ، ليرفع عن ... !! لايهم مادام ديني سالما ، وصحتى في عافية ، ولأحبابي كذلك ، لايهم .


    [align=center]* * * *[/align]


    هذا شيء مما أتألم منه أحبتي ، فمم تتألمون ؟
    التعديل الأخير تم بواسطة الباحث عن الحق ; 21 Aug 2006 الساعة 06:24 AM
    [align=center]
    يا صبر أيّوب !

    http://ana9non.arabform.com

    [/align]



مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك