بسم الله ...
خرج " أبوطواري " و " عبدالعزيز السعد " للنزهة .. وقد أحضر " عبدالعزيز " معه هذه المرة جارهم الجديد " أحمد " وهو أحد الطلبة المستجدين في الجامعة ، ومجتهد في طلب العلم ..


......................................

أبوطواري : هاه يا بوسعد ، جبت عدّة الشاهي ؟

أبوسعد : هاللي تشوف ، خمس دقايق إن شاء الله والقهوة جاهزة ، إلا أنت جبت عدّة العشا ؟

أبوطواري : إي نعم ، جبت الدجاج المبهّر ، وعدّة الشوي كلها جاهزة في السيارة .. بعد ما نتقهوى ونعيّن خير أزيّن لكم العشا ..

أبوسعد : تعجبني يابوطواري ، .. بصراحة يا " أحمد " ، أنا وأبوطواري اتفقنا أخيرا على " توزيع المهام " ، أنا علَيّ السجاد والمتاكي وعدة الشاهي والقهوة والتمر والمكسرات ، وهو عليه العشا ، وش رايك ؟!

أحمد : ما شاء الله .. شي طيّب

أبوسعد : .. تذكر يا بوطواري ذيك المرة .. يوم تنسى الملح ؟

أبوطواري : وأنت .. تذكر يوم تنسى الهيل ذاك اليوم يا بوسعد ؟

أبوسعد : أيااام .. سبحان الله ، الدنيا ما تكمل !

أبوطواري : أقول .. انتبه للشاهي لا يعقد يا بوسعد

أبوسعد : لا حّول .. ما قلنا يا بوطواري كل واحد أبخص بشغله ؟!

أبوطواري : ايه بس انتبه للشاهي لا يصير علقم مثل ذيك المرّة

أحمد : الظاهر يا جماعة إن هذا الشغل المرتب ما جاء إلا بعد مشاكل من قبل !! ( يقالّه يمزح ! )

أبوسعد : أقول يا أحمد ، أنا وأبوطواري نصلح ، وخل عنك التحريش ، واحمد ربك اللي جبناك ، جاي وحتى الماء ما جبته !

أبوطواري : إي والله ، احمد ربك اللي جبناك معنا ، قهوة وعشا ببلاش !

أحمد : ياجماعة أمزح ، " ما تسوى علي هالجيّة "!

أبوسعد : ها ها ها .. ترى ما عندنا لعب ، إلا نمسّك الجادة وترجع بليموزين ..

أبوطواري : ها ها ها .. لا تخاف يا أحمد ترى نمزح معك ..

……………..

أبوسعد : إلا يا أحمد إيش آخر أخبار طلبك للعلم ، يقولون إنك دخلت دورة لحفظ صحيح البخاري ..

أحمد : الحمد لله ، الله يعيننا على طلب العلم ويرزقنا النية الطيبة

أبوطواري : سمّعنا آخر حديث حفظته ..

أحمد : ‏‏ أبشر ... قال ـ رحمه الله ـ : و‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يوم الأحزاب : "‏ ‏لا يصلين أحد العصر إلا في ‏‏ بني قريظة ‏" ، ‏فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها وقال بعضهم بل نصلي ...…..

قاطعه أبوطواري !

أبوطواري : أظن يا بوسعد إن المقصود بالحديث " الحث على الإستعجال " ، لأن الصلاة ما يجوز تأخيرها عن وقتها أبدا لعموم الأدلة ..

أبوسعد : لا يا بوطواري ، الصحيح .. إن الصلاة في ذيك الحال تتأخر حتى لو خرج وقتها ، لأن الآمر هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

أبوطواري : لا يا بوسعد ، المسالة واضحة ؛ إذا كان في القرآن (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )) والرسول صلى الله عليه وسلم هو اللي نهى عن التأخير ، فكيف تفهم أنه يقرّ التأخير ؟! .. لا ، المقصود الحث على الإسراع فقط ..

أبوسعد : يا خي اللي أمَر بعدم جواز التأخير ووجوب الإلتزام بالمواقيت ، هو الذي أجاز التأخير هنا ، وهو المشرع .. والنص واضح وصريح ، والرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ..

أبوطواري : هذا الكلام هو الدليل على أن المقصود الحث على الإستعجال والإسراع فقط .. لأن النصوص صريحة في عدم جواز التأخير .. والنص هذا ظاهره يتعارض مع عموم النصوص الأخرى ، فالجمع بينها .. بأن المقصود " الحث على الإسراع " وليس تأخير الصلاة فعلا ..

أبوسعد : مع احترامي لك يابوطواري .. لكن تراك ما تفهم هالمسائل !

أبوطواري : أنا اللي ما أفهم يا بوسعد .. وإلا أنت !؟!

أحمد : يا جماعة .. خلوني أكمل الحديث..

أبوطواري : أنت اسكت يا حمّيد ، ترى ما عندك سالفة ، مالك إلا يومين يوم تطلب العلم وأشغلتنا ..

أبوسعد : أقول يا بوطواري ، انت وش عرّفك بهذي المسائل ؟! حدّك سوق الخضرة ..

أبوطواري : الله يرحم والديك يا بوسعد يا فاهم !! .. صدقني لولا واسطة عمي كان إلى الحين في أول ثاني في الجامعة

أبوسعد : أقول لا يكثر خرطك ، يوم انك ما عرفت ترد على الأدلة حوّلت الموضوع للجامعة !

أبوطواري : أنا اللي غيّرت الموضوع وإلا أنت .. يا الغبي

أبوسعد : غبي ؟؟؟! .. أنا غبي يا لوح ..

أبوطواري : لوح ؟؟! .. أنا لوح يا .......

أبوسعد : .... .... .....

أبوطواري : .... .... ....

أحمد : يا جماعة .. الله يهديكم .. اذكروا الله ...

أبوطواري : ليه .. شايفنا يهود ؟! .. إلا نذكر الله قبل تعرف المسجد أنت ووجهك ، هذا أبوسعد أشغلنا بالجامعة مع أن تقديره مقبول !!

أبوسعد : اللي يسمعك يا بوطواري يقول متخرج وتقديرك ممتاز !! .. إلا الفصل الأول ، والثاني مقضبينك الباب ..

أحمد : يا جماعة الموضوع ما يستاهل !

أبوطواري : ايش ما يستاهل يا أحمد ، صدقني السالفة عناد ، هذا أبوسعد راسه يابس ويعاند مع إن الموضوع واضح ..

أبوسعد : أي واضح ! .. ألحين أجيب لك الأدلة مثل الشمس ، وتقول عناد !! .. إلا أنت اللي راسك مثل الجلمود ..

أحمد : لكن يا جماعة ، باقي الحديث يقول : .. فلم ...

أبوطواري : لا لكن .. ولا شي ... أنت يا أحمد معي ، وإلا معه ؟! يعني إسراع وإلا تأخير ؟

أحمد : يا جماعة ، لا تأخير ولا اسراع .. السالفة .....

أبوسعد : كيف لا تأخير ولا إسراع ؟!! .. تحسب الموضوع على كيفك ؟! .. لا ياحبيبي ، هذا الموضوع ما هو لعبة .. يا معي .. يا معه .. وضّح منهجك ..

أحمد : منهجي ؟؟!!!!!

أبوطواري : ايه منهجك ، إسراعي وإلا تأخيري ؟؟

أحمد : أنتم تمزحون يا جماعة ؟؟!

أبوطواري : إيش نمزح !! .. يا حبيبي هذا دين ما هو لعبة ، .. أنا ماشي .. ضف أغارضك يا بوسعد ، الشرهة ما هي عليك .. الشرهة على اللي يمشي معك أنت وهالغبي اللي معك !

أبوسعد : رح باللي ما يعيدك ، قال ايش قال إسراعي !! الحمدلله على العافية ..

أبوطواري : إسراعي أحسن من وجهك يالتأخيري ..

أحمد : يا جماعة .. !

أبوسعد : وأنت يا أحمد .. رح شف لك ليموزين ، ولا يكثر كلامك ..

................................

وافترق الجمع .. وانقطعت العلاقة بينهم ..

...............................

وبعد زمن ..

...............................

عند شلة أبوسعد ..

واحد من الشلة : يا بوسعد ِ.. ممكن سؤال خاص شوي ؟..

أبوسعد : وش عندك ؟!

واحد من الشلة : يقولون إنك في يوم من الأيام كنت صديق لواحد من كبار شلة الإسراعيين

أبوسعد : أعوذ بالله ، من هو ؟

واحد من الشلة : أبوطواري ..

أبوسعد : أبوطواري ؟! .. أعوذ بالله ، لا صديقه ولا حاجة .. كنت أعرفه قبل يتغير منهجه ويصير إسراعي ، وبعد ما تبين لي مخالفته الصريحة لمنهج التأخيريين ، تركته غير مأسوف عليه ، وكتبت في منهجهم ـ حتى الآن ـ أكثر من عشرين رد نسأل الله الأجر والمثوبة ..

واحد من الشلة : لكن هالأيام .. محاضراته زادت !

أبوسعد : هذي المشكلة ، لا بد من الحذر منها وتحذير الناس من خطر منهجه ، صدقوني السكوت عنه خطر عظيم على الأمة ..

واحد من الشلة : طيّب وش الراي ؟

أبوسعد : أبداً " شويّة سوء ظن " ـ للمصلحة العامة طبعا ـ وتظهر " بجلاء " البلاوي في محاضراته وكتاباته وأفكاره .. ولو فتحت عينك على ما بين السطور ، وما تخفي الصدور ، عرفت إني ناصح لكم ..

.........................................

هناك ..

.........................................

واحد من الشلة : يا بوطواري ، هذا واحد مسكناه قبل شوي يعلّق إعلان عن محاضرة للشيخ أحمد ..

أبوطواري : الشيخ أحمد !! .. الله يالدنيا صار شيخ ! .. وش عنوانها ؟!

واحد من الشلة: " فقه الخلاف " ، لكن ثلاثة أرباع الإعلان كاتب حديث بالخط الأحمر العريض!

أبوطواري : هذا كتب المحاضرة في الإعلان !! .. اقرا الحديث ..

واحد من الشلة : مكتوب .. ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال ‏ ‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يوم الأحزاب ‏ ‏لا يصلين أحد العصر إلا في ‏‏ بني قريظة ‏ ‏فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها وقال بعضهم بل نصلي لم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلم ‏ ‏يعنف ‏ ‏واحدا منهم

أبوطواري : أحّول ، رجعنا لطير ياللي ! هذا شكله ما حفظ إلا هالحديث .. لحظة .. ، وش يقول آخر الحديث ؟!

واحد من الشلة : " .. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدا منهم " ؟!

أبوطواري : فلم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدا منهم ؟!

واحد من الشلة: اي نعم .. لم يعنف واحدا منهم ..

أبوطواري : الله يرحم الحال !! ... عطوني رقم أبوسعد ؟!

[align=center]_________________________________ [/align]