[align=center]هل يوجد "رقيب" إعلامي في هذا العالم، يستطيع أن يمنع ابناً من مخاطبة والده؟
حتى وإن كان هذا الابن بمرتبة "مواطن بسيط" والأب بمرتبة "ملك"!
حسناً أنا سأخاطب "عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود" كما يفعل أي ابن محب لأبيه..
سأخاطبه (ولا يوجد بجانبي كتاب يعلمني آداب مخاطبة الملوك) سأخاطبه ببساطة..
كما علمنا هو، وكما يفعل معنا.. سأخاطبه بمحبة.. تلك "المحبة" التي لا يستطيع أي كتاب في هذا العالم منحها لك إن لم تكن نابعة من القلب.. ولا تستطيع كل البيانات الرسمية، والأوامر العسكرية أن تصنعها.. هي شيء من عند الله يمنحه لمن يشاء..
وكم من نظام أجبر الشعب على رفع الشعارات لـ "الزعيم" وتعليق صوره في كل الأماكن... أما نحن: بالمحبة فقط ـ ودون أي أمر ـ رفعنا صورة "أبو متعب" في كل الأماكن، وقبل الأماكن حملناها في قلوبنا.. وبالمحبة ابتكرنا له من الأسماء والألقاب ما يليق به.. وهو أعلى من كل الألقاب.
زينّا سياراتنا بصوره
وصفناه بصقر العروبة وحبيب الشعب
سمينا أجمل الأشياء باسمه
حتى سوق الأسهم، عندما كان يعطينا النسب الخضراء، سميناه "سوق أبو متعب".
والدي، وسيدي، وحبيبي "أبو متعب"..
لست من الذين يحملون المباخر، ولست من الذين يقرعون الطبول، ولست من الذين يتقربون لكسب حظوة.. لست سوى مواطن بسيط من أقصى الشمال من مدينة صغيرة اسمها "رفحاء".. تفخر هذه المدينة بأنها أنجبت "فهده" تلك العفيفة... ولكن "رفحاء" يا سيدي ويا والدي حزينة، وتشعر بالغبن والضيم وطوال الأشهر الماضية تتابع نشرات الأخبار.. وتتابع المواقع الإلكترونية ويدها على قلبها.. والسبب أن أحد أبناء "رفحاء" وهو الشاب "حميدان التركي" .. هذا الشاب الذي بلا قضية واضحة وبلا ذنب بيّن يواجه حكما بالسجن مدى الحياة.
سيدي، وحبيبي، ووالدي
و"حميدان" هذا لم يعد فردا غير معروف ينتمي إلى مدينة نائية وصغيرة.. بل تحوّل إلى قضية رأي عام.. وستستمر هذه القضية طوال فترة سجنه الطويل، ولن تموت.. وستستمر في إرباك الكثير من الأمور مع دولة عظمى تربط بلادنا معها الكثير من المصالح المشتركة.. وبدلا من ترويج "النموذج" و"الحكاية" الجيدة التي تجعل العلاقة تستمر بشكل جيّد.. لن يتذكر هذا الرأي العام إلا تلك "الحكاية" السيئة، والتي عنوانها العريض "حميدان التركي" .. وما جرى له.
وهذه الرسالة ـ يا سيدي ـ لم تكتب بالحبر، بل كتبت بدموع بنات "حميدان التركي" الصغيرات.. أولئك اللواتي يحملن صورتك البهية ويقبلنها، وهن يرددن: لن يرد أبانا حميدان إلا أبونا عبدالله.
ولأنك أبي، وأبو حميدان وأبو متعب وأبو الشعب كله، تجرأت يا سيدي وخاطبتك كما يفعل ولد مع والده.
ابنكم / محمد الرطيان الشمري[/align]