كنت وحيدا أنتظر في الظلام .
أستمع إلى اللحن الحزين .
وأنظر إلى القمر الأحمر الغريب من النافذة المكسورة .
أنظر من حولي فأجد سلالم ليست لها نهاية .
ولوحات معلقة على الجدار لأشخاص بلا ملامح .
أرى أبواب مغلقة ولا أجد المفتاح .
أرى ريشا أسود في كل الأركان .
أحس بأن هناك أعين تراقبني من كل مكان .
لماذا لا أحس بالنعاس لكي أنام فربما عندما أستيقظ تزول كل هذه الهموم والأحزان
أسمع صوت أحد يناديني من بعيد صوت مألوف ولكن .....
يبدوا أن ذاكرتي خالية من الذكريات .
من سرق فرحي وأملي وشجاعتي وحبي من قلبي ؟
من الذي أستبدل العواطف الجميلة بالأحقاد ؟
من أسأل ؟ هل أسأل نفسي؟
هل أنا من سرق قلبي واستبدل عواطفي ومحا ذكرياتي؟
ربما لما لا .
لماذا لا أشعر بالعطش والحنين للماضي ؟
هل لأنه كان مثل حاضري المظلم ؟ أو مثل مستقبلي الذي لا أنتمي إليه ؟
أستمع إلى اللحن الحزين بنغماته الكاذبة .
عيناي لا تنغلقان وفمي لا تخرج منه الكلمات كأني مشلول لا أقدر على الحراك .
متى ينتهي هذا العذاب؟
أسمع صوتا يناديني ويقترب أكثر فأكثر .
ثم أجد بين يدي مفتاح .
الآن أستطيع أن أحرك يداي وقدماي .
اقتربت من أحد الأبواب .
عندما فتحته بالمفتاح , تغير كل شيء .
دخل النور إلى الغرفة وأبعد عنها الظلام .
وتوقف اللحن الحزين أخيرا .
أحس بفرحة كبيرة كأني ولدت من جديد .
من هذا الشخص الواقف أمام الباب؟
أنه من كان يناديني عندما كنت في الظلام .
تقدم خطوة وقال :أين كنت؟ كنت أبحث عنك, وربت على كتفي بيده .
أنه صديقي نعم لا أصدق لقد عادت لي الذكريات .
وعادت إلي الكلمات .
لم أستطع أن أمنع نفسي من البكاء .
سألني لماذا تبكي!؟
جففت دموعي وقلت: لأني نسيتك للحظه فاختطفني الظلام أنا أسف.
نظر إلي نظرة استغراب وابتسم .
ابتسامته التي تذكرني أن لا يأس مع الحياة .
شكرا ..... يا صديقي .