منذ مده ليست باليسيره وأنا أفكر بكتابة مثل هذا الموضوع
وقد خبأت لذلك رسالة قيمه كتبها شيخنا الوالد ابو الفضائل
عبد العزيز بن عبدالله بن باز ( هلت عليه سحائب الرضوان ) وقد وجهها عليه رحمة الله
الى الحبيب بورقيبه رئيس الجمهورية التونسيه آنذاك
لما قام به ذاك الصنم من اصدار عدة قرارات هوت بالهوية الاسلاميه
في بلد غالب أهله من أهل الملة والدين
ولما قام به ( عامله الله بعدله ) من سجن للدعاة والمصلحين ومن يقول ربي الله بتهمة مخالفة الدستور
كنت أريد أن أعرض عليكم تلك الوثيقة النادره لبيان أمرين
الأول بيان ماوصلت اليه حال المسلمين في بلد كان من حواضر العالم الاسلامي في وقت سلف
وكيف حورب الدين وأهله فيه بإسم التقدميه والحضاره وغير ذلك

الآخر بيان خصلة من خصائل ذاك الامام ونصحه للأمه وولاتها
ويكفيه في ذلك خطابه لجمال عبدالناصر في شأن سيد قطب
وخطابه لضياء الحق في شأن نجم الدين أربكان
وخطابه لأبو رقيبه فيما نحن فيه الآن

وهآنذا الآن أكتب لكم هذا الموضوع وقد غابت تلك الوثيقة عن ناظري
بين أكواب من الكتب والكراتين مصفوفة بعضها فوق بعض
بسبب انتقالي الى مسكن غير مسكني وبلدة غير بلدتي

لكن ولأنه مالا يدرك جله لايترك كله
آثرت أن أتحدث عن هذا البلد المسلم الذي يقبع تحت نير العبوديه للأصنام البشريه

إن الأصنام البشرية التي أخرجت العباد بسلطة الدولة من عبادة رب العباد الى عبادة العباد
في كثير من الدول التي كانت تسمى اسلاميه تهاوت على مناخرها أمام الصحوة الاسلاميه
والتي إجتاحت العالم المسلم في أواخر القرن الماضي
بل حتى في تركيا نفسها والتي انسلخت من الدين كما ينسلخ الثعبان من جلده ورفعت علم العلمانيه
وسنة المكر بالدين وأهله لم تصدر فيها ومنذ فتره زمنيه ليست يسيره قرارات في هذا الشأن
فمابالها تونس الخضراء معقل الفاتحين وموطن أمراء أفريقيا المسلمه كل يوم هي في شأن
من قرارات تهوي بالأسلام والشريعه في مكان سحيق
إن تونس الخضراء ومنذ استقلالها بتأريخ 20 مارس 1956م وهي تسير سيراً حثيثاً تسابق الزمن
في تطبيق العلمنه أكثر من صناعها أنفسهم
وتحارب الإسلام حتى جعلت من الشعب المسلم هناك الا من رحم ربي
آلات في يد الشيطان ومزاميراً لناعق الإلحاد في بلاد الاسلام

منع الحجاب في الموسسات الحكومية والخاصه بل حتى في الشوارع
وقد وصف وزير الشئون الاسلاميه في تونس أبوبكر الأخزوري الحجاب بأنه نشاز وانه منظر غير مالوف في تونس
ومنع المدارس الاسلاميه
وتجريم الدعوة الى الدين
وثلاثين ألف سجين منذ أكثر من خمسة وعشرين سنه في السجون التونسيه بتهمة الدين
وإعتقال كل من يتردد على المساجد بإستمرار بتهمه أو بدون تهمه
بل حتى وصلت الحال الى مراقبة البيوت التي تضاء أنوارها في وقت صلاة الفجر ووضعها تحت المراقبه
وفصل طلبة الجامعه الذين إعترضوا على الرسومات المسيئه للرسول صلى الله عليه وسلم

كل ذلك غيض من فيض مما يحدث في تلك الدولة المسلمه
وداهية الدواهي ماتفتق عليه ذهن وزير الداخلية التونسي الهادي المهني فتق الله ذهنه
حيث قال :

( انه وعملا بالسياسة القومية التي ينتهجها صانع التغيير
وسعيا منه لترشيد ارتياد المساجد ودفعا للفوضى فان مصالح وزارة الداخلية
ستقوم بتسليم كل من يتقدم بطلبها بطاقة تمكنه من ارتياد اقرب مسجد
من محل سكناه او من مقر عمله اذا اقتضت الحاجة)

والفكرة كما جاء في شرحها من الوزير نفسه
أن كل من يرغب في الصلاة يحصل على بطاقه عليها اسمه وصورته وإسم المسجد الذي يصلي فيه
سواء قرب منزله أو عمله ولا يحق له أن يصلي في ماعداه من المساجد
وعلى أئمة المساجد التأكد من حمل جميع المصلين لبطاقاتهم
وطرد من لايحمل تلك البطاقه من المسجد
ورفع كشوفات دوريه في حضور كل فرض الى جهات أمنيه
ومن كان المسجد الذي يصلي به لاتقام به الجمعه فإنه يلزمه الحصول على بطاقه أخرى
يسجل بها إسم الجامع الذي يصلي فيه

هل تعلمون أيها الأخوة أن مصطفى كمال أتاتورك نفسه لم تخطر له هذه الفكره على بال والا لسارع لتنفيذها
وهل عرفتم الآن كيف أن إخوتنا في تونس يمسكون بالجمر الاحمر بكلتا أيديهم

اسأل الله جلت قدرته أن يرد كيد كل أفاك أثيم عن الاسلام والمسلمين ,
وأن لايأتي ذلك اليوم الذي نقول فيه لأبنائنا
(كان ياما كان..... في قديم الزمان ........... كان فيه بلد اسلامي اسمه تووونس ......!!! )

أبولجين