



-
عضو جديد
على أعتاب صنّاع الحياة
:i تناولت قلمي وأدنيت اوراقي ولملمت افكاري لأحرّر ما جاش بخاطري مستمطراً سحب الذكريات ومستحلباً ثدي السنوات الخالية
ثلاث عشرة سنة مضت من العمل المتواصل في سلك التربية والتعليم فما هي الثمرة التي جنيتهاوما النتائج التي لمستها وما الاخطاء التي ارتكبتهاوما الحصيلة التي خرجت بها؟
فتذكرت ذلك اليوم المشمس الجميل الذي اشرقت فيه شمس الرسالة النبوية على كوكبنا الارضي فاذا الذكريات تأسرني والخواطر تزاحمني والكلمات تتأبّى علي
كيف ظهر رجل واحد في وسط منهار تكتنفه عقلية ساذجة وقيم بالية وأعراف جائرة وتسلط مقيت فيشق طريقه بمبادىء علوية سماوية تناطح الواقع وتأبى الذل والهوان والتنازل وأنصاف الحلول
استطاع بعزيمته ان يصنع الرجال وينقلب بفضله المجتمع الى محاضن تربوية ومجالس توعوية يشهد بروعتها الاعداء قبل المقربين فأدركت للوهلة الاولى انه بالهمة والعزيمة يسمو الانسان ليعانق السحاب ويضاهي الجبال الشامخة فكم هو الانسان
0رغم ما يعتريه من ضعف) عظيم
هذه الهمة العالية انطقت نبي الله سليمان فقال( رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي)
واذا كانت النفوس كبارا....تعبت في مرادها الاجسام
وهذه الهمة تملكت نبينا عليه السلام حين ساومه عمه سفير قريش اليه على ترك الدعوة الى الدين فقال( يا عماه والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر ما تركته او اهلك دونه)
وحينما ارتدت قبائل العرب بعد وفاة النبي قيل لابي بكر لا ترسل جيش اسامة الى الروم فقال( والله لو اخذت الكلاب بأرجل امهات المؤمنين تجرها ما حللت لواءً عقده رسول الله
ان عالي الهمة كالجبل الاشمّ لا تحركه الرياح والاعاصير ودنيء الهمة كا لشجرة في مهب الريح
فليت شعري من تلمّح حلاوة العافية هانت عليه مرارة العلاج
يقول عمر بن عبد العزيز ( ان لي نفساً توّاقة تاقت الى الامارة فنالتها وتاقت الى الخلافة فنالتها وانها والله لتتوق الى الجنة )
بقدر الكد تكتسب المعالي.....ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كدٍ......اضاع العمر في طلب المحال
تروم المجد ثم تنام ليلاً.....يغوص البحر من طلب اللألي
لذا ارفع الى اصحاب الهمم الانثويةالعزاء في موتهم في عصر لا يحترم الا الاقوياء اللاهثين خلف الاخرين يستظلون بظلهم ويدورون في فلكهم مكرّسين تبعية مفرطةمنصهرين في بوتقة الاخر حتى لو دخل جحر ضب لدخله هذا الضعيف الذي لا يملك قرارا ولا تصرفا يمكن ان ينسب اليه
ومن يهن يسهل عليه الهوان......ما لجرح بميت ايلام
قبل ان اختم اليك ايها المعلم والمربي هذه الخلاصة...
ان الخروج من نفق التخلف والتأخر الذي تعيشه امتنا منوط بك فمن تحت يدك يخرج الطبيب والمهندس والطيار والضابط وصنّاع القرارواصحاب المسئوليات فماذا انت فاعل ايها الجبل الشامخ
ولم ار في عيوب الناس عيبا....كنقص القادرين على التمام
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)