بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي من أعضاء وزوار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير ..

تأملات .. في قوقل .. إيرث ..


الكل ربما سمع أو رأى هذه الخدمة الجبارة التي تسمى ( بقوقل أيرث ) وهي تعرض أدق التفاصيل عن الدول بل والمدن والأماكن في عرض مصور ودقيق ، ومن حين سمعت بهذه الخدمة ظننت أنها من المبالغات فنحن كثيرا ما نبالغ ، وظللت في حلم طويل لأرى هذه الخدمة نظرا لصعوبة التحميل وما إن جاء Dsl حتى حمله صاحب لي في غضون دقائق ، وفاجأني بعرض حقيقي ليس من نسج الخيال فجعل المؤشر على خارطة السعودية ثم قربه أكثر حتى بدت رفحاء أمام ناظري ثم اقترب أكثر فدخل في الحي الذي اسكن فيه ، يا لله هذا الجامع الذي بجوار منزلنا وهذا خزان الماء بجانبه وهذا منزلنا الذي نسكن فيه ، كدت أسقط مغشيا علي فلا أدري أأتعجب من سرعة التحميل في خدمة Dsl أم من هذا العرض المصور الدقيق !! فواحد منهما كفيل بأن أجعله حديث المجالس لمدة شهر كامل ، وهؤلاء نحن العرب لا نصدق كل شيء بل ونحاربه ونظن أنه بدعا من الخيال وإن رأيناه بأم أعيننا نستغرب ونتعجب كيف يكون هذا ؟؟ وصدق بعضهم أن الغرب خلق ليصنع ويكتشف ونحن خلقنا لأجل أن ننكر ونستغرب أو كما يقال في اللغة الدارجة ( نتهوّل ) !! نفتح أفواهنا حتى ترى اللهاة في أقصى الحلق ونشخص بأبصارنا حتى تصل إلى ( 25 ) بوصة تقريبا ، ولعله يأتي زمان ربما تكون هناك حالات من الجنون أو السكتات القلبية ، الذي أريد أن أصل إليه من خلال هذا الطرح أن البعض يقول ـ وسأخبركم بسرّ فلا تخبروا به أحدا ـ فقد دار في خلدي ، إذن قصة أن الغرب الكافر يعرف كل صغير وكبير عنا ولو حصل لا قدر مكروه فقط بضغطة زر لصواريخ مبرمجة على هذه التقنية وسنذهب في ( خبر كان ) ، خصوصا بعد سماعي لقصة أنك إن أردت أن ترى السيارات والناس الذين يمشون في الطرقات على الهواء مباشرة لكن هذه الخدمة برسوم ، قد يقول البعض أنت جبان ولهم الحق في ذلك ولكني في هذه اللحظة أتعرف بأني بطل لأني قلت الحقيقة ، وكل ما مضى لا يهم الذي يهم هو أن هذا من صنع البشر الذين قال الله تعالى عنهم ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وقال سبحانه ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ) ، هنا تتجلى عظمة الذي بيده أمر هذا الكون كله بأفلاكه ومجراته وأرضه وسماواته وهو الحي سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم ، يعلم بل ويرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ، عندها حدثتني نفسي فقالت : إلى متى يا هبوب ، تعصي ولا تتوب ، إلى متى يا هبوب ، تصر على تيك الدروب ، إلى متى يا هبوب ، وأنت غارق في الذنوب ، إلى متى يا هبوب ، لا تكن للحق طروب ، إلى متى يا هبوب ، لا تراقب علام الغيوب ، إلى متى يا هبوب ..