أيها السادة الكرام

في منتدانا الطيب

بعد السلام

وفائق الاحترام

أقول :


لا أدري مالذي يشدني إلى الماضي والرغبة في عودته ؟؟

عندما أوازن بين الحاضر بمفرداته والماضي بمفرداته فإن الحاضر أفضل بكثير ...... شتان بين نوع المعيشة اليوم وبين

نوعها با لأمس . أتذكر عيشة الماضي فأذكر شظف العيش وقلة ذات اليد والبداوة وتعبها وبيت الشعر والرعي بالغنم

وغرف الطين الضيقة والبيت الشعبي غير الممسوح ، والحر والقر شتاء قارص مع قلة الثياب ، وصيف حار مع انعدام

آلات التبريد ، مدارس بعيدة نقطع للذهاب إليها مئات الامتار .

وأرى عيشة اليوم فأرى نعما ماكان يخطر بالبال أنها ستكون باليد ، بيوت مبنية على أحسن طراز ، وثياب

تشتكي من كثرتها قلة اللبس ، وآلات تدفئة وتبريد ، ووسائل اتصال ، وأدوات إعلام ، ووظائف وسيارات .

ومع هذا كله لا أدري مالذي يشدني إلى الماضي والرغبة في عودته ؟؟

كثيرا ما أردد قول ذي الرمة :

أمنزلتي مي سلام عليكما ......... هل الأزمن اللائي خلون رواجع

فأتنهد وأنفث ويطير بي الخيال وتعود بي الذكرى لزمن الصفاء والنقاء عندما كان الواحد خليا من الهم يسرح بالغنم

ويسعى في فجاج الأرض نهاره فإذا ودعت الشمس أهل الأرض وذهبت إلى حيث أمرها الله إذا التعب قد أنهك الجسم

فيلقى جسده على فراشه الخشن ويغط في نوم عميق كأنه يتقلب على سرر الحير أسلم امره إلى الذي يعيد إليه حياته في اليوم الجديد .

وأتذكر تلك الغرف التي أزورها كلما سنحت الفرصة فأتعجب كيف كنا نسكنها وهي على هذه الصفة وبهذه المساحة

لقد كانت تضم العائلة ويبقى فيها متسع للعب الأطفال ومرح الصغار هذا مع الأمتعة والفرش وأدوات الطبخ أما الآن

فإني أراها صغيرة على فرد واحد ولا أدري مالذي تغير أهي الغرف أم نظر العين ؟؟

لا زلت أذكر تلك المسافة الطويلة التي كنا نقطعها إيابا من مدرسة الشهداء ـ والتي أزورها كلما سنحت الفرصة

فلا أرى من بنيانها القديم سوى غرف معدودة ـ وأحيانا ذهابا فأتعجب عندما أرى الواقع !!!!!!!!!

لم يكن بيت الشعر سكنا دائما وكذلك غرف الطين والبيت الشعبي بل كان هناك بداوة وشبه حضارة لا أدري ماذا كان الدافع لها .

كان هناك أشياء مضحكة وأخرى مبكية لن أعرج على كثير منها خوفا من تقاطر الدموع التي سأحتار في البحث عن سبب نزولها هل هو الشوق أم السعور بالظلم ؟؟ !!

هل ما تذكرته شيء جميل ويستحق أن أتمنى عودته ؟؟

أليس الحاضر جميلا ومثيرا ومليئا بما يجعل الحياة هنية وسعيدة ؟؟؟

أليست المساجد تملأ الأحياء ويؤمها المصلون وتقام فيها الصلوات وتعقد فيها الحلقات والمحاضرات ؟؟

أليس العلم قد انتشر حتى كثر العلماء والمثقفون وطلاب العلم وأرباب القلم ؟؟

أليست وسائل الإعلام تبث الأحبار والأحداث من مواقعها مباشرة ؟؟

أليست البلاد تعج بالعمران وحفلات الأعراس والناس يتكاثرون والخير موفور والأرزاق موجودة ؟؟

أليست مكاتب الدعوة تنتشر وحلق التحفيظ ومشاعل النور والجمعيات الخيرية والناس يتسابقون إلى الحج وأداء العمرة .

وتزدحم بهم مكة وفجاجها والناس مازالوا يدخلون الإسلام عبر مكاتب توعية الجاليات ؟؟؟

هذه وغيرها أشياء جميلة ربما لم تكن موجودة في السابق أو لم تكن بصورتها وتنظيمها وكثرتها اليوم

فلماذا أشتاق للماضي وأراه جميلا على الرغم من قسوته ؟؟؟؟؟

هل كان الناس في الماضي أطيب قلوبا وأنقى أفئدة وأصفى سريرة من الناس اليوم ؟؟؟

هل كانت النساء أكثر حياء وسترا وعفافا من نساء اليوم ؟؟؟

هل كانت البساطة وعدم التكلف والصدق والأمانة ميزة للماضي وأهله وخلافها سمة ظاهرة للحاضر وأهله ؟؟

هل هذه الأشياء هي التي تشدني إلى الماضي وتدفعني لتمني عودته ؟؟؟

هل جمال الحياة مربوط بجمال الإنسان الداخلي ؟؟

هل أدري أو لا أدري لماذا كتبت ماكتبت وهل عندي أجوبة أو ليس لدي لما تساءلت عنه ؟؟؟

هل عبرت عما أريد أو عجزت عن التعبير ؟؟؟

هل كنت حاضرا أم كنت غائبا عندما كتبت هذه الأسطر ؟؟؟

هل أنا من كتبها أم كتبها غيري وهل غيرت طريقتي أم تغيرت علي الطريقة ؟؟

لا أدري !!!!!!!!

المهم والذي أعلمه أنني أشتاق للماضي وأراه جميلا وأحب أن أردد دائما :

هل الأزمن اللائي خلون رواجع !!!!!!