اخترت لك قصه للكاتبه ...شيخه الناخي
وان شاء الله تعيبج ..
رفعت رأسها وتمتمت في سرها . وهي تتطلع حولها ، تلفها حيره وتنتابها افكار .. كل ما حولها تحول الي سراب ، الي لوحه باهته ، بالامس كانت الفرحه تلف سماء حياتها وتداعب اوتار قلبها ، لقد تزوجت عن اقتناع وتفاهم ، واختارها شريكه عمر ورفيقه حياه.
استرجعت شريط ذكرياتها معه ، واخذت تفكر في تلك اللحظات... في الناس .. في الحياه ... في كل شي امامها ، واحتارت وهي تحاول تجميع شتات فكرها المبعثر ، حاولت جاهده ان تدافع عن حياتها ولكنها لم تستطع.وعادت الي بيت اهلها كسيره القلب حزينه النفس فقد عز عليها بعد سنوات من التفاني والاخلاص والحب ان تقف بها الحياه عند نقطه الهجر والجفاء .
هذه الطفله التي تحملها بين احضانها ماذنبها ؟ ثم ماذا ستقول لها حين تبدا شفتاها الصغيرتان في ترديد كلمه (أبي)؟ هل ستعرفها بالحقيقه ؟ وهل ستقول لها ان اباك لم يعد يريدك؟ وهل؟ الي اخر هذه التساؤلات ....
وتمضي الايام سريعه الخطا وهي تعاني مراره الوحده ونظرات العيون المشفقه وقسوه الحياه المؤلمه ..
حين توارد الي سمعها خبر زواجه ، حزنت وتالمت ، لكنها كتمت احزانها داخل اعماقها ، اثرت الصمت فلم تعد تهتم الا بطفلتها التي ملات عليها حياتها فكانت بلسما لجراحها وواحه لقلبها.
وتمر السنون والطفله تكبر ومعها الهم ... هم العيش بمفردها ، وتجرع مراره الحزن وهي تري طفلتها تتوق الي سماع نداء الاب وضمه لها واحتضانها كثيرا ماكانت تفاجا باسئلتها الطفوليه فلا تجد لها جوابا ةتحاول التخلص منها بطريقه لاتثير في صغيرتها مشاعر الحزن والياس .... تضمها الي صدرها وتمسح دمعتها تهدهدها ... فتنام الصغيره تحلم ، تحلم بعوده الاب اليها ...
تنسج احلامها الطفوليه ضفائر طويله ، ترسم خطوطا علي جدارن قلبها الصغير ذلك القلب الذي يشتاق الي لمسه حنان من الوالد ....وبيت تحلق فيه اجنحه الدفء والحنان ...
هل كل هذه مصادف ؟.
ففي ذات يوم رن جرس الهاتف ... اسرع نحوه ... ترامي الي سمعه صوت طفله ..تحرك في داخله شعور غريب وفضول في التعرف الي هذا الصوت الطفوللي ... لازمته رغبه ملحه في التحدث اليها .
فسالها عن اسمها واسم ابيها ... كرر السؤال .... اعادت الاجابه نفسها ةبنفحه طفوليه بريئه ..... تسارعت دقات قلبه وهو يستمع الي صوتها ينساب عبر اسلاك الهاتف ... كأن نغما حلولا داعب اعماق نفسه .. احس كمن افاق من سبات عميق ، تمني لحظتها لو انتقلت صوره هذه التي تخاطبه ليضمها اليه .... وقف مذهولا ... ها هي ابنته تخاطبه تناشده العوده .... جاءت تساؤلاتها المتتاليه لتشعره بالارتباك.
وتمر الايام ويرن جرس الهاتف وتسرع اليه الطفله ....
من انت .....؟
ماذا تريد؟؟
هل تريد امي ؟
انتظر. ساناديها لك .... لزم الصمت؛ فلم يعد قادرا علي الرد .... او النطق ...انتابته الحيره ...هل يغلق سماعه الهاتف . ماذا عساه ان يفعل الان ؟
احس في تلك اللحظه بمدي القسوه التي ارتكبها في حقها دونما سبب .
تطلع حوله ... كل الاشياء امامه اضحت باهتهوقد انطفا بريقها ... في حين اخذت الافكار تلح عليه ...
اجتاحته وحده غريبه رغمه زواجه ... بدا وعيه يستيقظ من جديد ... لابد من اتخاذ القرار الصائب ... وليكن ذلك خطوه جريئه في الطريق السليم صوت ضمير يناديه الان : انطلق ... غير ان الليل اخرس ذلك الصوا ، فوقف حائلا بينه وبين الانطلاق .ولم يملك غير الانتظار .
فالغد ات .
اليس الغد لناظره قريبا ....؟
ونامت العيون ليبقي القلب ساهرا ، يترقب اللقاء ... امتدت خيوط من اشعه الشمس احس معها بالتوافق بضوء مشع يتسلل داخل اعماقه ...
كانت الساعه تشير الي الثامنه صباحا ، لابد من الاسراع قبل ان تنقلها الحافله .
ركب سيارته منطلقا في اتجاه يعرفه ... يخترق الطرقات ... ويحمل شوقه معه ... تراكضت ذكريات الامس وهي تزمه اليهم حاملا بيده علبه مغلقه ...
وبالباب يقف ليجئ صوتها الطفولي متسائلا:
نعم.
وانفتح الباب عن طفله باسمه الوجه ، اندفع نحوها يحتضنها في لهفه وهو يجهش بالبكاء ، في تلك اللحظات بالذات وهي بين ذراعيه احس بانه يملك الدنيا باسرها ... التفت لتلقي نظرته بمن تقف ذاهله .. وقد استغرقتها المفاحئه
مواقع النشر (المفضلة)