[align=right] لايكون زحام نراه عند أبواب الجوامع حين خروج المصلين من صلاة الجمعة ، إلا ونلحظ جميعا أن برودة القلب وغفلته كانت ولازالت مصاحبة لهذا الزحام ، ماإن نخرج من الجوامع حتى نجد مجموعة من العمالة قد أعدّوا أوراقا ، وأمسكوا صحائف يوزعونها على خلق الله ، أمرٌ اعتدنا عليه في كل جمعة ، لكن الذي يحز في النفس ، ويهز الوجدان ؛ هو وجود اسم الله - عز وجل - مكتوبا في تلك الأوراق ( بتوفيق الله تم افتتاح ... ) ، ( عن قريب بإذن الله ... ) لاأعلم هل جميع الأوراق التي نراها مرمية على الارض لم يقرأ أصحابها لفظ الجلالة واضحا وكبيرا في أعلى الصفحة ؟!!

ولنذهب إلى البيوت حيث الإمتهان القبيح لآيات الله - عز وجل - ، ولأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وللفظ الجلالة ؛ حين نرى الصحف والجرائد قد أصبحت أوراقها سُفَرا للأكل ، وأغطية لرفوف الثلاجة ، وأقبح من ذلك أن تجد أحدنا يشتري الجريدة ثم إذا انتهى منها رماها في سلة النفايات ، حيث نجعل آيات الله - سبحانه - والأحاديث الشريفة ولفظ الجلالة بجانب حفائظ الاطفال وقشر الموز وبقايا الطعام ... أستغفر الله العلي العظيم !

طبعا هز الوجدان ، وكَدَر الخاطر ، ليس لسواد عيون أصحاب تلك الجرائد المتشابهة ، ولكن لما تحتويه تلك الجرائد من آيات الله - سبحانه وتعالى - ، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولفظ الجلالة وأسماء الله - سبحانه وتعالى - وصفاته ، أنا شخصيا ليس لدي مشكلة في أن أرى صورة السديري والجاسر والموسى وبن بخيت وصاحب الوجه المرتعب في صورته فلان آل الشيخ - مع الأسف - بين قشر الموز وحفائظ بامبرز - وانتم بكرامة - ؛ بل إن شاء الله لو هم شخصيا بين المزابل ... لاأهتم ، بالإضافة إلى أنه لافرق فقلوبهم وكتاباتهم وأحاديثهم مزابل - والجميع بكرامة واعذروني وهذا رأيي فيهم ولاعزاء لصحافة مرتبتها في الذيل بين صحف العالم الأول ؛ بل والثالث - .

واجهت هذه المشكلة مع أهلي ( أي امتهان اسم الله عبر امتهان الصحف ) ، فذهبت إلى أقرب محل للتسوق واشتريت سُفَرًا بلاستيكية ، قرابة الخمسين سفرة بستة إلى عشرة ريالات ... وانتهت المشكلة . وأما الجرائد فأخي الأصغر مني متابع يومي للصحف الرياضية ، والمجلات كذلك فكان الحل أن اشتريت له سلة كبيرة ، تملأ صحف سنة كاملة ، فإذا امتلأت خرجنا بها إلى الصحراء نحرقها أو ندفنها ... وانتهت هذه المشكلة كذلك .

يقول الشيخ عبدالكريم الحميد - وفقه الله - : ( ولقد انفرد وقتنـا وتَميَّز بلا منازع ولا منافس بذلك ! ( أي بامتهان اسم الله عز وجل ) ، إذْ لا يُعهد من حين أهبط الله ( آدم ) - عليه السلام - إلى الأرض أن تُهان وتُمتَهن أسماء الله بل وكلامه وكلام رسوله كما يحصل في زماننا ) وصدق والله ، تجولوا في الشوارع ستجدون قطعا من الجرائد ملقاة أسفل الأرصفة هنا وهناك ، قد اختلطت بمياه الشوارع ومواطيء الأقدام .

انظروا إلى ما فعل عبد الملك بن مروان من تعظيم اسم الله - تعالى - ، حيث وقع منه ( فِلْـسٌ ) في بئرٍ قَـذِرَة ، فاكْتَرَى عليه بثلاثة عشر ديناراً حتى أخرجه منهـا ، فقيل لـه في ذلك ؟! ، فقال : إنه كان عليه اسم الله - عزَّ وجل - ، ونحن نرى أولادنا وإخواننا وأهلنا يفترشون السفرة ويضعون عليها الطعام ، ثم يجلسون عليها لألى يقع الطعام على السجّاد ، ولامانع من سقوطه على الجريدة .

صور من امتهان اسم الله - سبحانه - :

- أكياس " الإسْمِنت " مكتوب عليها اسم الله ( العزيز ) وتُهان تحت الأقدام من بداية تعمير هذه العمارات الحادثة وحتى النهاية !
- ذلك ما يَحصل في الدُّشوش والتلفاز والراديو والجوَّالات ونحوها من الإهانة البليغة لكلامِ الله وذِكْرِه - تعالى - حيث يُخلط مع الضلال والهذَيَان ومزامير الشيطان ، وبعضهم يجعل بعض الآيات القرآنية نغمة لجوَّاله ! ، وكلّ هذا إهانة لكلام الله - عزَّ وجل - .
- ذلك غير ما تقدم استعمال ( الجريدة ) سُفْرة للأكل وهذا فظيع وليس لـ ( الجريدة ) احترام وإنما الشأن بذكر الله فيها ؛ كذلك الذين يصبغون السيارات والْمَحَلاَّت ونحوها يُهينون ( الجرائد ) بجعلها حائل عن وصول أصباغهم للزجاج ونحوه ، وهذا الامتهان دليل خسران .
- وبعض البائعين يجعل ( الجريدة ) لُفَافـة لـ ( الكراث ) ، وغير ذلك مما لا يليق أن تعامل به آيات الله وذِكْرِه .
- أوراق ( التقويم ) - الذي يُسَمَّى ( الروزنامة ) - حيث يُكتب فيها الآيات والأحاديث وذِكْر الله وتُهان بِرَمْيها حيث ولَّت !
- جلوس طلاب المدارس على كتبهم ، وهذا ملاحظ في المدارس بكثرة .

من العظائم - إن تسأل - إهانتنا **** ذكر العظيم من الأسماء والكلم
كـأن ذكـر إلـه العــرش ساقطـة **** من المتـاع وشيء غيـر محترم


حلول واقتراحات :

1- استغلال منبر الجمعة لتنبيه الناس حول هذه المخالفات الفظيعة ، وتوجيه خطاب مباشر وواعظ لهم .
2- لو قام مكتب الدعوة ، أو أحد الخيرين بطباعة منشور يحوي خطابا مباشرا للتنبيه على هذه المخالفات وتعليقه في المساجد والأسواق .
3- بالنسبة للمدرسة فمنذ أن كنت طالبا فيها وهذه المخالفات موجودة ، أقصد جلوس الطلبة على كتبهم ، ورميها في المزابل أوقات الإمتحانات ، وربما يكون رميها من قبل المدرسة نفسها !! أين دور الإذاعة ، والإرشاد الطلابي ؟!!
4- أئمة المساجد لهم دورهم كذلك .
5- ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) .



أسأل الله - سبحانه - أن يحيي قلوبنا بالإيمان والقرآن . آمين


حول هذا الموضوع كتب الشيخ عبدالكريم الحميد - وفقه الله - جزءا معنونا بـ ( بيان وجوب تعظيم واحترام ذكر الله - عز وجل - ) في كتابه : ( بيان الأدلة العقلية والنقلية في الفرق بين الرقية الشرعية والرقية التجارية ؛ وبيـان وجوب تعظيم واحترام ذكر الله عزَّ وَجل ) ، لتحميل الكتاب من هنا :

http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2810

وصلى الله على الحبيب وسلم .
[/align]