السلسة العاشرة

" كلية تربية رفحاء بل تربية "

هل قرأتم العنوان .. أعلم بأنكم قد استغربتم من صياغته ولكن ها أنا أطلب منكم قراءته مراً أخرى لتتأكدوا من صحة ما قرأتم وحتى لا يدخل ولو للحظة واحدة مفهوم الشك عن حقيقة ما قرأتموه لإنه وللأسف هذا هو الواقع الذي نعيش أحداثة بجميع تفاصيله سواء كانت الكبيرة منه أو الصغيرة ..
واقع ... أقل ما أقول بأنه مأساوي فلقد جاريتم أنتم وتعايشتم معي أحداثة السابقة وها أنا اليوم سأنقل لكم جزءً من الأحداث المتبقية والتي بالتأكيد لن تنتهي أو تتوقف عند هذا الحد ..

بالبداية / الكل يعلم بأن الكلية التي يقال بأننا نرتشف من منهلها شهد العلم يطلق عليها
" كلية التربية للبنات برفحاء "
فعندما تقرءون هذا الاسم للمرة الأولى يوحي إليكم بأشياء كثيرة وجميلة .. أنا عن نفسي كانت
وأوأ كد على كلمة كانت مرارا ًوتكراراً لأنها بالفعل كانت توحي إليّ بالشيء الكثير فقد كانت توحي إليّ بأنها مصدر للتربية الحضارية والتعليم الراقي الذي يُرسَخ من خلاله مفاهيم المثالية وأصول التربية الإسلامية والأساسية سواء كانت العلمية منها أو العملية والتي تواكب مجريات العصر والتطور الفكري والانفتاح التعليمي الكبير الذي تساهم الحكومة دوماً على دعمه .. ولكن للأسف تبددت جميع تلك الإيحاءات وتلاشت من أول سنة جلست فيها على مقاعد هذه الكلية .. لتصبح تلك الإيحاءات عبارة عن ذكريات جميلة وأحلام سعيدة أتمنى أن تتحقق وتُشاهد مشاهدة ملموسة على أرض الواقع ..
أعلم بأن الفكرة إلى الآن لم تصل أو تتضح في أذهانكم ولم تتعرفوا إلى الآن ما المقصد من طرح هذا الموضوع تحت هذا المسمى ولكن سأحاول أن ألُخص لكم بعض من أفكاري التي استدعتني إلى كتابة ما أكتبه الآن ..
وأنتم لكم الحكم الأول والأخير لتأييد أو رفض أو حتى التصحيح لأن مبدأي في الحياة
"الاختلاف في الرأي لا يفسد من الود قضية "
بشرط أن يكون هذا الاختلاف لهدف سامي واضح ومضمونة واحد وفعّال ..
إذاً فلنبدأ /
أولاً /
الكل يعلم بأن الدراسة للفصل الدراسي الثاني قد استهلت في تاريخ 29/ 1/ 1428هـ في جميع الجامعات والكليات والمدارس ..
والأسبوع الأول يعتبر وخاصاً للجامعات والكليات وحديثي هنا عن الكليات وبالذات " كليتنا " يتكلل بمباشرة الطالبات وتمهيد لبعض المواد المقرر دراستها وتمهيد أيضاً للتربية الميدانية التي تبدأ بداية كل فصل ثاني من كل سنة لصاحبات السنة الثالثة من المرحلة أو ما يسمى عاداً
" المستوى السادس" والتي تعتبر الأساس والأصل في هذه الكلية مما أستدعى إطلاق عليها مسمى" كلية التربية " لذالك سأصف لكم وصفاً موجزاً ومختصراً جداً لمفهوم التربية الميدانية لكي تتضح الصورة أمام من يجهل تلك التسمية ..
** " التربية الميدانية "
هي عبارة عن تطبيق عملي وفعلي تقوم به الطالبات اللواتي وصلن للسنة الثالثة أو الرابعة من المرحلة الدراسية بحيث يقمن بتطبيق عملهن كمعلمات متدربات في المدارس الحكومية المتوسطة لصاحبات المرحلة الثالثة.والثانوي لصاحبات المرحلة الرابعة ويقمن بممارسة ذالك العمل لفترة محدودة .. تصل إلى ست أسابيع تقريباً ..
الأسبوعان الأولان يكونان عبارة عن مشاهدة تقوم به الطالبات بالذهاب للمدارس التي تم اختيارها لهن بعد تحديد مسبق لا دخل لهن فيه فيقمن بمشاهدة معلمات المادة اللواتي يحملن نفس تخصصهن لكي يكسبن فقط خبرة مبدئية يتم الاستفادة منها فيما بعد ..
بعد انتهاء الأسبوعان يأتي بعدهما أسبوعين يسميان بأسبوعين المنفصل يقمن من خلاله بالشرح المبدئي أمام الطالبات وتطبيق ما قمن بتعلمه ودراسته ويكون الشرح المبدئي مرتان أو ثلاث مرات على الأقل لأن الهدف يكمن فقط بهاذين الأسبوعين هو كسر حاجز الخوف الذي قد يعتري الطالبات المتدربات ولكي يأخذن حقهن الفعلي بالتدريب وبالدرجات
التي ستمنح لهن فيما بعد مع التركيز أن هذان الأسبوعان لا يتم فيه تقييم الطالبات أي بمنحهن الدرجات الفعلية أو النهائية ..
بعد انتهاء الأسبوعان يأتي بعدهما أسبوعان آخران يسمان بأسبوعين " المتصل " تقوم الطالبات فيه بالشرح مراً أخرى مرتان تكون إحداهما الشرح النهائي أو شرح الاختبار يتم تقيمهن عليه التقييم النهائي يمنحن عليه الدرجة النهائية للتربية الميدانية وهي عبارة عن (100) درجة (90) درجة بيد الدكتورتان أو الأستاذتان اللتان يخرجن مع الطالبات
" إحداهما تكون متخصصة بالناحية العلمية والأخرى بالناحية التربوية للطالبة "
و(10) درجات بيد مديرة المدرسة التي تدربن فيها الطالبات ويمنحن هذه العشر درجات على أساس سلوكهن أثناء التدرب وعلى التزامهن بالزي الرسمي والتزامهن أيضاً بالحضور وعدم الغياب .ويتم كل ذالك بعد توجيههن وإعطائهن النصائح والإرشادات وتهيئتهن التهيئة الصحيحة والسليمة من الناحية النفسية والجسدية بأهمية ما يقمن به وكيفية القيام به على أكمل وجه من قبل الدكتورات أو الأستاذات المتخصصات في ذالك لينتج عن تلك التجربة العملية التطبيقية خبرة كبيرة للطالبة المتدربة تستطيع من خلالها ممارسة عملها كمعلمة ومربية للأجيال بعد تخرجها .


هذا عبارة عن شرح مختصر لمفهوم التربية الميدانية أتمنى أن أكون قد وفقت بوصفه وصفاً أتاح إيضاح الصورة وتقريبها لتتمكنوا فيما بعد المقارنة وإيجاد الفوارق الكبيرة بينها وبين ما يطبق على أرض واقع كليتنا .. والتي اختلفت فيها جميع تلك المفاهيم والمضامين التي يحملها مفهوم التربية والتي لم يشاهد منها سوى الأقل من القليل في التطبيق والذي لوحظ وشوهد في الفرق منذ بدأ الأسبوع التمهيدي أو التحضيري وبعدها الأسبوع الفعلي للتربية..

ثانياً /
سأطلب منكم أن تبحروا معي لاكتشاف تلك الفوارق " التربوية" والتي ستفاجئكم بل ستصدمكم أيضاً لذالك ستكون رحلة البداية من الأسبوع الأول للدراسة ...
فالأسبوع الأول " التحضيري أو التمهيدي" لم يتكلل سوى بالمباشرات لمكافآت لا تأتي إلا كل 5 أو 7 أشهر مره واحدة وإنزال الجداول الدراسية في نهاية الأسبوع.. أي بالمختصر انتهى الأسبوع الأول هكذا وطار وأصبح هباءً منثوراً لم تستفيد منه الطالبات جميعاً سوى زيادة الرصيد في أيام الإجازة وتكمن عدم الاستفادة بالذات
" للطالبات المتدربات صاحبات التربية الميدانية "
لينتهي الأسبوع بعد إخبارهن بأن الأسبوع القادم سيتم فيه تحديد المدارس التي سيقمن بالتدرب فيها وسيكون أيضاً لكل قسم محاضرة واحدة فقط قصيرة من قبل إحدى الدكتورات توسع من خلالها مداركهن عن التربية .. والتي كان من المفترض أن تكون تلك المحاضرة الواحدة محاضرات لا تقل عن أسبوع أي كالدورة التأهيليه ليأتي الأسبوع الثاني لتلقى فيه ما يسمى بالمحاضرة والتي لم تتجاوز النصف ساعة والتي تخللت بتوجيهات تعرفها طالبات الابتدائي ..
لينتهي الأسبوع الثاني والذي يعتبر الأسبوع الفعلي للدراسة والذي من المفترض أن يأتي بعده أسبوعان للمشاهدة مع ملاحظة " أن الأسبوع ليس بأكمله يتم الخروج فيه فهو عبارة عن يوم واحد بالأسبوع يخصص لكل قسم أي أنه في الأسبوعان يكون مشاهدتان للقسم الواحد" << للتوضيح فقط وركزوا على كلمة أسبوعان لأنها ستتغير فيما بعد ..
ليأتي الأسبوع الأول للمشاهدة لتنطلق الطالبات المتدربات المتحمسات الحاملات معهن همه ونشاط الشباب في تأدية الواجب على أكمل وجه ولتبدأ رحلتهن من المكان الذي لا طالما حلمن بأن يقفن فيه ..ليُوزع في هذا الأسبوع مقررات المنهج الذي سيقُمن بتدريسه والحصص والفصول التي سيقمن بالتدريس فيها مع أتفاق مسبق مع المدرسة التي يتم التدرب فيها
.مع التركيز على نقطة مهمة جداً لا بد من ذكرها والتي توضح فرقاً كبيراً من الفوارق الكثيرة عن مفهوم التربية الذي ذكرته سابقاً وعن ما يطبق " وهو بأني قد ذكرت سابقاً بأن الذي يخرج مع الطالبات في التربية دكتورتان أو أستاذتان إحداهن لتقييم المادة العلمية والأخرى لتقييم الناحية التربوية ولكن هنا لم يحدث شيئاً من ذالك فأن الذي يخرج مع الطالبات اللواتي رحمهن الله دكتورة أو أستاذة واحدة فقط لا غير هي نفسها تقييم الناحيتين العلمية والتربوية ووصفي بالطالبات اللواتي يخرجن معهن الأستاذات أو الدكتورات بأن الله قد رحمهن لذالك لأن بالفعل رحمة الله واسعة ولأنهن أفضل من غيرهن اللواتي يخرج معهن " الإداريات " ولاحظوا بأنهن إداريات ولا يحملن من الخبرة الميدانية أي شيء سوى خبرتهن عندما كُنا هن طالبات متدربات بالتربية الميدانية أي بأن أغلبهن بل جميعهن لا يحملن سوى " البكالوريوس " والعذر بأن عدد الأستاذات والدكتورات لا يكفي إي مجرد سد حاجة دون المراعاة للطالبة التي قد وُضِعت درجاتها بل مصيرها بيد من لا يحمل من الخبرة إلا الشيء القليل
مع إنه يوجد هناك من الأستاذات والدكتورات اللواتي لا يخرجن ولا أعلم إلى الآن لماذا لا يخرجن مع إنهن هن الأولى بذالك أي أن عذرهم غير منطقي ولا حتى مقبول
ملاحظة /
هذه النقطة أتمنى تفسيرها لي مما ً يعلم أي سبب قد يكون خفي أو مجهول لدي ..
المهم لينقضي الأسبوع الأول للمشاهدة لتُصدم الطالبات بأنه هو الأسبوع الأول والأخير لمشاهدتهن ليُقص الأسبوع الثاني هكذا ودون سابق إنذار وبقدرة قادر مع إنه من حقهن الفعلي لكي يزيد من ترسيخ مفهومهن للتربية والتدريس (التعليم) أكثر في أذهانهن ولزيادة الثقة والتعود على الحال الجديد الذي يقمن بممارسته .. ولتُصدم الطالبات أيضاً بشيء أكبر من قص أسبوع المشاهدة الثاني ولكن بأن الأسبوع الأول للمنفصل سيكون بداية لشرحهن وهذا شيء طبيعي ولكن الصدمة تكمن بأن لكل طالبة منهن قد خُصص لها حصتان فقط في الشرح وأركز على كلمة حصتان فقط وبأنهن سيتم تقيمهن على هاتين الحصتين واحدة في المنفصل وأخرى في المتصل
" أي أن الأستاذة ستجمع درجات الحصتين وتقسمها على أثنين وتُخرِج بعدها الدرجة النهائية للتربية "
أي أن الحصص الباقية قد قُصت كما قُصت أشياء كثيرة لُيطلب منهن فيما بعد الخروج كمربيات لأجيال لا يعلم ما سيكون حالهم إلا الله" .
وعذرهم الوحيد على كل هذه الأشياء هو بأن ليس هناك وقت كافي للتمديد أكثر بالتربية مع إن الفصل الدراسي لا ينتهي إلا بنهاية شهر 5 هجري