[align=justify] لست ممن يحرص على شراء البضاعة ثم شتمها ، ثمّ العودة إلى شرائها وشتمها في مسلسل سخيف ، فأنا بحمد الله من المقاطعين لبعض الصحف المنحلة ( ورقيا ) ، ريالان أشتري بهما سواكا أو إن شاء الله بيرة بالليمون أنفع لي من الدفع لمن لايقدر شعوري ولا يهتم بمبادئي وعقيدتي وديني ، ولايراعي العرف ولا الأخلاق ، ويتعمد الكذب ووضع الأخبار وتحريفها ، والتعامل بسخف وبرود مع قضايا أمتك ؛ لأنه - أساسا - يحارب الأممية ويدعو إلى الولاء والبراء في نطاق إقليمي ضيق ، بل وحتى المصائب التي تعصف بالمواطنين يتعامل معها بارتزاق مقرف ، وقتل للحقائق ، وانتقائية حسب التوجهات ..... ماعلينا .

علي الموسى ، أحد كتاب جريدة الوطن السعودية ، وأحد أوائل الموظفين فيها جاء كمترجم ثم كمستشار ثقافي ثم كاتب يومي لعمود في الجريدة ، وفي صفحة الرأي أسبوعيًّا .

يشترك هذا الكاتب مع غالبية الكتاب - من أمثاله - في مسألة التناقضات والغرور والاستعلاء حتى على زملائه المثقفين والكتاب ، أستغرب حين أقرأ مقالاته ، وأطلع على بعض لقاءاته ، إنسان متناقض ، وقد بلغ القمة في ذلك ، يهاجم ماهو في الحقيقة يدعو إليه ؛ في لقاء معه أخذ هذا الكاتب يلمز الجيل القديم من كتاب الصحافة أو مايسميهم بـ ( الحرس القديم ) - لاحظ الافتتان الواضح ، والتقليد غير المستغرب في عرض المصطلحات على الطريقة الغربية - ، المهم ... أخذ يلمزهم بأنهم استولوا على الأعمدة وحاصروها كأنها مستعمرات ومستوطنات ، ثمّ نراه يبدي – في نفس اللقاء - استعداده لمدير التحرير في ذلك الوقت ( قينان الغامدي ) بأنه قادر على كتابة جميع الآراء الستة في الصحيفة مع الكتابة في عموده اليومي .... كذا ! وزاد : وأستطيع أن أكتبها بلغتين !! تفووو ... ماشاء الله لاقوة إلا بالله ! على الأقل الحرس القديم كما تسمِّيهم ياأستاذ علي الموسى نجد الواحد منهم استولى على عمود واحد فقط يكتب فيه ، ثم تجيء أنت وتريد أن تستولي على ستة أعمدة رسمية تعبر عن رأي الصحيفة ، بالإضافة إلى كتابتك في صفحة الرأي وفي عمودك اليومي ، كلكم ياعلي الموسى متشابهون أنت وحرسك القديم ، جيل من جيل ... وحائطكم الذي تحرسونه واحد ، إذ يحيط بالحديقة الجوارسية ، وستبدي لنا الأيام ذلك ، وأتحدى هذا الكاتب العربجي أن يهاجم الحرس القديم عنده عثمان الصيني وحمزة المزيني ... وغيرهم .

من تناقضاته أيضا أنه يقول عن نفسه أنه لاينتمي إلى أي مدرسة ثم نراه في تصريح آخر ينسب نفسه إلى الليبرالية ، وطبعا - كأشباهه من الكتاب الجبناء المنسوبين لليبرالية عندنا في السعودية - لايستطيع أن ينسب نفسه إلى الليبرالية بمفهومها ، فقط يقول أنا ليبرالي ؛ ثم يفسر الليبرالية بتفسير من إنتاجه هو ، في هروب وزيغ واضح عن حقيقتها ؛ وأنها مذهب كفري يدور حول حرية الفرد اجتماعيًّا واقتصاديا وسياسيا ... وخلافها ، وهكذا هم دائما يدَّعون الصراحة ، فإذا جوبهوا جبنوا ، أو ربما جهلوا بحقيقة مذهبهم الذي اعتنقوه ؛ أو دعوني أقول : أنهم جهلوا أو أرادوا أن يتجاهلوا خطورة منهجهم على عقيدتهم ودينهم وأخلاقهم ..... وآخرتهم ، أي عاقل يجهل ( أو يتجاهل ) خطورة أمر جعله منهجا لحياته وراسمًا ومحدِّدًا لحياته السرمدية التي تنتظره في الآخرة - نسأل الله العافية - ، ذكر الشيخ سلمان العودة - وفقه الله تعالى - في جلسة له تشرفت بحضورها أنه اتصل عليه رجل إعلامي يرغب من الشيخ سلمان بأن يقوم بالمشاركة في مشروع إعلامي له كمتحدث ورمز من رموز التيار الإسلامي - كما يسمونه - ... ؛ يقول الشيخ : وأثناء حديثنا فاجأني هذا الرجل بسؤال قائلا : ياشيخ ! هل تعتبرني علماني؟!! ( لاحظ السؤال التافه ) فرد الشيخ قائلا : أنا لدي نظرة متكاملة عن العلمانية لاأرى من خلالها أنك علماني والعياذ بالله ... أو نحو هذا الكلام ، المهم أن جواب الشيخ كان : لا ... لاأعتبرك علماني . فرد ذلك الإعلامي على الشيخ : شوف ياشيخ ! فيه علمانية ضد الدين ، وفيه علمانية مع الدين ، انا أعتبر نفسي علماني مع الدين .... ياسلام على اللعب بالمصطلحات ، وإنتاج المعاني بتلقائية وسطحية مقرفة ، انظروا إلى جهل هذا الإعلامي ، وطريقة سؤاله وكلامه ..... هم هكذا دائما .

من قبيح تناقضات هذا الكاتب - هداه الله - أنه صرّح وأكد أنه صدى للأمير خالد الفيصل ( الأب الروحي لجريدة الوطن ) ، ثم لما وُوجه بذلك ، أخذ يرقع ويحرف الموضوع ويقول أنني أنا وجميع من في المنطقة من رجال ونساء صغار وكبار صدى لخالد الفيصل ( يعني وجد له مخرج ) ، فلما لم تنفع هذه الترقيعة شيئا ، قال : أنه لم يطرح في كتاباته أي فكرة لخالد الفيصل ، ولن أرد عليه انتظروا الأمير خالد الفيصل حتى يكتب مقالا ثم تابعوا مايكتبه علي الموسى ... وكفى .

وقع في يدي مقال لهذا الكاتب يثني في على سلطنة عمان ثناءً عجيبا ، أعجب منه أنه يدعو دولة بحجم المملكة العربية السعودية أن تحذو حذو سلطنة عمان ؛ فهل تعلمون بأي شيء تتميز به عمان – عنده – بحيث تجعله يدعو السعودية إلى الاقتداء بها ؟!! ( لاأسمع ... لاأرى ... لاأتكلم ) هذه هي دولة عمان ، يريد من دولة الإسلام ، وأرض الحرمين ، صاحبة المكانة الدينية والسياسية والاقتصادية أن تنطوي على نفسها ، وتتجاهل الواقع ، وتغض النظر عن أي مصيبة تجري لإخواننا في فلسطين أو العراق ... وغيرها ؟!!


هذه بعض تناقضاته التي أخرجتها من لقاء واحد له ، ومقال واحد أيضا ، ولو تابعت لقاءاته ومقالاته لاستخرجت مايتعب ، أما بالنسبة لكتاباته فهي - بكل صراحة - مزعجة في الغالب ، فرجل الحرائق - كما يطلق على نفسه - يكتب ليزعج ، وهذا النوع من الكتابة سهل جدا ، وهو أسهل الطرق لنيل الشهرة ، وفي المنتديات نماذج من هذه الكتابة ، اختر موضوعا ثم اقذف من تريد وسبه واشتمه .

أحب أن أكون منصفا فأقول : أن هذا الكاتب صريح جدا ... جدا ، لاأقصد تلك الصراحة المزعومة التي يدعيها ، ليكوّن لنفسه شخصية الطائر الذي يغرد خارج السرب ، لا ... هذه بعيدة عنه ، بل تلك الصراحة التي تعتبر مُطِمّة عند زملائه من الكتاب ، يعني حين يصرح هذا الرجل - بحق - ؛ فهذا يعني إنه "جاب العيد" عند ربعه ، من تصريحاته : أنه ومجموعة من الكتاب الآخرين يشنون حملات متنوعة على عدّة جهات رسمية ؛ ماذا يعني هذا ؟!! يعني أن هناك اتفاقيات بينهم وفزعة واضحة ، وهذا أمر معلوم وواضح لكل متابع لحال هؤلاء الكتاب ، لكن المصيبة التي حلت على رؤوس زملائه الكتاب – من أصحاب التوجهات التحررية – أنهم دائمًا مانفوا هذه التهمة عنهم ، وأن كل كاتب منهم يمثل نفسه ، وأنه لم يسبق لهم أن اتفقوا على هيئة الأمر بالمعروف ... أو القضاء ... أو التعليم ... أو صالح الفوزان ... أو سعد البريك ... أو المناهج ... أو المراكز الصيفية ... أو الجمعيات الخيرية ... أو المعاهد العلمية ... أو مدينة الزلفي المحافظة ... أو الوعظ ... أو حلقات القرآن ... وغيرها .

سين سؤال : ماأوجه التقارب بين هذه الأمثلة التي ذكرتها والتي حوربت بشكل مكثف من قبل أمثال علي الموسى ؟!! جيم جواب : إنها الأعمال والجهود والشخصيات التي تحث عليها مبادئ الدين الإسلامي وحضارته ، نعم الحضارة التي تعتبر العدو الجديد أمام الغرب التي تقوده أمريكا ، والتي كأي قوة محاربة عبر التاريخ ؛ يلزم أن تجعل لها طابورا خامسًا في أراضي عدوها ، قومًا ينسبون إلى حضارتنا وقلوبهم مع تلك الحضارة ، صدقوني ... لاأحتاج إلى تقرير من مؤسسة راند أو وثائق ... ونحوها . إني أرى هذا أمامي ، انبطاحية وهزيمة نفسية وافتتان بالغرب ، ودعوة إلى تنفيذ مخططاتهم ، كل هذا نراه في كتاباتهم ولقاءاتهم ؛ بل وحتى أشكالهم .

نعود إلى علي الموسى .. أعجب ماقال هذا الكاتب أنه يعترف بأنه يسبح ضد التيار ، حجته أنه يريد أن يرى تلك الوجوه التي تسير معه ، لقد اعترف بأنه يسبح ضد التيار ، وأنه رجل حرائق وأن مقالاته للإزعاج ، وأنه لامشكلة لديه في الكتابة إنما المشكلة في الحرية المتاحة له ، لن يقف هذا وأمثاله عند أي خط أحمر ؛ لاوطني ولاشرعي ولاغيره ، مادام أن الأمر الوحيد الذي يشكو منه هو الخطوط الحمراء والحراك الإجتماعي - كما يسميه - هذا هو الذي يمنعه من النقد ، وإلا فإنه لديه الإستعداد التام للكتابة الحرة فالمجتمع - كما يقول بكل غرور - مثل السبّورة البيضاء بحاجة إلى الكتابة عليها ، أعجب كيف يتابع البعض هذا الكاتب وماهو إلا سابح ( آخر ) ضد التيار ، وهم حتى وإن نجحوا فرأس مالهم أنهم طلاب شهرة يشربون حول صنمها نخب جدهم الأول الذي بال في زمزم والله حسيبهم هو مولانا .

وصلى الله على الحبيب وسلم
[/align]