تجددت المواجهات بين الجيش اللبناني ومقاتلي "فتح الاسلام" بعدما انخفضت حدتها قبل ظهر الاحد لتقتصر على اشتباكات وقصف متقطع على مخيم نهر البارد، من ناحيتها نشرت صحيفة النهار اللبنانية الاوسع انتشارا الاحد معلومات عن مخطط كانت تعده فتح الاسلام يتضمن سلسلة عمليات انتحارية تشمل سفارات اجنبية في بيروت تمهيدا لاعلان "امارة اسلامية" في شمال لبنان.

وارتفعت حصيلة الخسائر العسكرية خلال الايام الثلاثة الى تسعة قتلى بعد "استشهاد ضابط وجندي ليل السبت الاحد في الاشتباكات"، كما ذكر متحدث عسكري. اصوات رشقات نارية من داخل المخيم تتردد من حين لاخر يرد الجيش على مصادرها بقذائف ثقيلة. وقبيل الظهر ساد هدوء حذر في محيط المخيم كما فتحت الاحد الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس كبرى مدن شمال لبنان بالحدود السورية وذلك بعد اغلاقها لمدة يومين.

وكانت اشتباكات متقطعة جرت ليل السبت الاحد تخللها اطلاق الجيش قنابل مضيئة فوق المخيم الذي يشهد منذ صباح الجمعة اشتباكات هي الاعنف منذ بدء المعارك في 20 ايار/مايو ادت الى تضييق الخناق على المسلحين. واكد المتحدث العسكري ان الهدوء لا يعني هدنة. وقال "لا هدنة مع المسلحين حتى تسليم انفسهم".

واضاف "هناك اشتباكات متفرقة والجيش يتعامل مع فلول المسلحين على تخوم المخيم". وكان عضو في اللجنة الامنية التي تضم كافة الفصائل الفلسطينية في مخيم البداوي المجاور لمخيم نهر البارد ذكر طالبا عدم الكشف عن هويته ان هناك "هدنة غير معلنة".

ولم تتوفر معلومات جديدة عن خسائر فتح الاسلام بعد التقدم الذي حققه الجيش على اطراف المخيم من دون ان يدخل اليه وفق مصادر متطابقة. وترتفع حصيلة المعارك منذ 20 ايار/مايو الى 97 قتيلا من بينهم 41 مسلحا و44 عسكريا لبنانيا قتل منهم 27 على ايدي المجموعة المتهمة باعمال ارهابية قبل بدء المعارك. وللمرة الاولى تدخلت السبت مروحيات عسكرية الى جانب قوة تقدر بنحو الف عنصر من المغاوير يشاركون في العمليات.

واضافة الى سيطرة الجيش على المدخلين الشمالي والشرقي للمخيم، احكم الجيش الطوق على الجهة الغربية للمخيم التي تقع على شاطىء البحر حيث تشاهد زوارق عسكرية لبنانية. ونفت قيادتا الجيش وقوات الطوارىء العاملة في جنوب لبنان في بيانين منفصلين اي تدخل للقوات الدولية البحرية المتواجدة في المياه الاقليمية في المواجهات الدائرة في شمال لبنان.

جاء ذلك ردا على اتهام ابو سليم طه المتحدث باسم فتح الاسلام في حديث الى قناة الجزيرة الفضائية القوة الدولية بمساندة الجيش اللبناني عبر القصف البحري. والسبت جدد الجيش والحكومة التاكيد على ان لا حل الا باستسلام عناصر فتح الاسلام التي جددت تمسكها برفض هذ الحل والقتال "حتى آخر قطرة دم".


فقد اكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان امام "العصابة الارهابية" خيارا واحدا هو "الاستسلام الى العدالة وتسليم اسلحتها"، مشيرا الى ان الجيش يقوم "بعمليات جراحية القصد منها اجتثاث الظاهرة والمحافظة على ارواح المدنيين". واكد السنيورة في مقابلة مع قناة العربية ان عناصر فتح الاسلام "متورطون مع بعض الاجهزة المخابراتية في سوريا"، مقدرا العدد المتبقي منهم "بـ 250 عنصرا".

سبق ذلك تاكيد متحدث عسكري استمرار المعارك "لحين انهاء هذه الحالة". يذكر انه بعد هدنة هشة استمرت عشرة ايام، تجددت المعارك بعنف صباح الجمعة بعد فشل الوساطات الفلسطينية للتوصل الى حل ورفض فتح الاسلام تسليم عناصرها المتهمين بتصفية 27 عسكريا لبنانيا خارج المعارك.

من ناحيتها نشرت صحيفة النهار اللبنانية الاوسع انتشارا الاحد معلومات عن مخطط كانت تعده فتح الاسلام يتضمن سلسلة عمليات انتحارية تشمل سفارات اجنبية في بيروت تمهيدا لاعلان "امارة اسلامية" في شمال لبنان.

واوضحت النهار ان المعلومات "مستقاة من نتائج التحقيقات مع موقوفين من فتح الاسلام" الذين فاق عددهم العشرين وادعى عليهم القضاء اللبناني، وان المتفجرات مصدرها سوريا وتم ضبطها في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان.

ولفتت الصحيفة ان مبادرة القوى الامنية الى تطويق مركز لفتح الاسلام في طرابلس، اثر سرقة مصرف، في 20 ايار/مايو وما استتبعه احبط المخطط الشبيه "بسيناريو 11 ايلول لبناني" من حيث ضخامته في اشارة الى تفجيرات تنظيم القاعدة الارهابي في الولايات المتحدة عام 2001.

يتضمن المخطط تدمير احد الفنادق الكبرى في بيروت باربع شاحنات مليئة بالمتفجرات يقودها اربعة انتحاريين ويتزامن مع اقتحام انتحاريين مركزين يبلوماسيين في غرب بيروت وشرقها.

وفيما بيروت تحت الصدمة، تقوم مجموعات بتفجير نفقي شكا الجديد والقديم (على الطريق الرئيسية الى طرابلس) باربع شاحنات لعزل شمال لبنان فيما تسطو مجموعات مسلحة على عدة مصارف في المنطقة وتهاجم مراكز القوى الامنية ثم تعلن شمال لبنان "امارة اسلامية".