-
تركي السديري بسخافة يختار ....."شكل تاني.. حبه هو شكل تاني"!!!
شكل تاني.. حبه هو شكل تاني
تركي بن عبد الله السديري
الملك عبدالله.. الرجل البعيد النظر.. يدرك - تماماً - منذ زمن ليس بالقصير، أن "الوادي غير ذي الزرع" والصحراء اللاهثة بحثاً عن مطر.. موعودان بمسببات ثراء مختلفة الاتجاه والنتائج، فالمطر يأتي من أعلى والبترول يتصاعد من تحت الأرض.. يدرك أيضاً أن العمر المعطى للبترول محدود الزمن، حتى ولو بلغ المائة، وحتى تكون بلداً مثل اليابان إذا افتقد الإمكانات الطبيعية، فهو قد ملك غزارة السيولة، وتعدد وسائل الإنتاج، مع تعدد نوعية جيدة من الزمالات الاستثمارية.. إذا لن يكون الإيراد مصروف مرتبات.. ولا ميزانية احتياجات ضرورية خدمية، ولكن سيكون تأسيساً لعصر الثروة العملية والعلمية القادمة..
هنا تكون زيارة إسبانيا في أهدافها متقاربة مع زيارة الصين، والمرور بباريس هو مثل التوقف في ماليزيا، والتخاطب مع بولندا يضم أهدافاً عولجت في اليابان، أو سنغافورة، أو واشنطن، أو لندن.. وتبدو ظاهرة الترحيب بالتقدم الاقتصادي السعودي واضحة في قول الرئيس ساركوزي.. بما معناه أن المملكة مطلوبة الحضور في العلاقات البناءة مع فرنسا، وكذا نوعية التباحث في بولندا، الذي شمل تطوير أهداف تعليمية، وصحية، وجهداً مشتركاً في مكافحة الجريمة.. مليار دولار لدعم صندوق الاستثمار السعودي الإسباني..
وما هو واضح في تطوير منافع العلاقات، أن رجل الأعمال موجود مثل مسؤول التعليم، والتجارة، والثقافة..
إذاً علينا أن نعلم أننا ندخل عالم حقائق حضارية جديدة، بقدر ما ستعطي تغيراً نوعياً كثيفاً في تعدد مصادر الاقتصاد، ستعطي أيضاً مناعة ابتعاد.. إذا أمكن.. عن عُقد الشرق الأوسط ومخاطره.. فالملك عبدالله يعمل من أجل الأهداف النبيلة، والغايات الفاضلة، التي يفترض أن يلتقي حولها الفرقاء.. فهو لم يمول - مادياً - أي منشق، ولم يهرب سلاحاً لأي مترصد..
هذه الصورة التي تجسد حجم أبوة صارخة بضخامة كفاءة الاستعداد لتعدد أهداف الرعاية اقتصادياً واجتماعياً وحضارياً وإنسانياً يؤوي فيه الحالمون بوطن فوق عاهات الآخرين إلى قلب كبير، جمع بالحب والعمل كل عواطف الآخرين وأفكارهم..
في الأردن مثلاً.. كان الحب الصادق هو الذي نصب تلك الخيام، ونثر كرم القبيلة على واجهات الطرق، وحشد آلاف المواطنين في تعبير عفوي للترحيب بالرجل الذي لم يكره أحداً، لكنه يجاهد لكي يرى كل طرف يحب الآخر فلا يخافه؛ وإنما يتعاون معه في شرقنا الأوسط المتأرجح وسط المخاطر المخيفة..
.. في وارسو، الحب ذاته.. الطفولي الناعم، الذي اشتعل عفوياً في ساحة الاستقبال.. لم يكن هناك من يحركه، وإنما كانت عيون الأطفال وشفاههم هي شموعه التي أشاعت النور في عيون كل الآخرين، عندما اندفعت دلما وأولجا إلى الرجل النبيل عبدالله بن عبدالعزيز تلتفان من حوله، وهو الأب الأول في عواطفهما الكامنة.. هو البذل الإنساني العفوي فيما يتجذر في عقليهما.. صفق الجميع لعطر الحب الذي شمل كل أرجاء المكان.. توالى التصفيق.. الطفلتنان وحدهما من كان يتحرك بحيوية فيما الأب والأم مشدودان مع مرافقي الملك لتلك التهويمات من عطور العشق تحلق حول الأب الكبير وتنثرهما نظرات الطفلتين وابتساماتهما..
انتهى المشهد.. وهبط الجميع مع الطفلتين مودعين الملك، وكأن على لسان كل واحد تتردد كلمات: "شكل تاني حبك إنت شكل تاني".. هنا وعند بوابة الخروج كان هناك بعض الأمراء، وبعض المسؤولين، أرادوا التقاط صور معهما، وفيما الكاميرات تستعد، والطفلتان تتجهان إلى مكانهما، رأت "أولجا" الدكتور عبدالله الربيعة، فتركت مكانها راكضة لكي تعانقه في مشهد أعاد التصفيق مجددا إلى المكان.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)