[align=justify]البارحة .. بينما كنت مستغرقًا في قراءة مقال قديمٍ بعض الشيء للمفكر الإسلامي محمد الأحمري بعنوان ( مجرد شخط على ثوب ) ، وكان ينتقد فيه سياسة بعض المؤسسات التعليمية المبالِغَة في التملق والتلميع الذي يكفر بهما الشرفاء ؛ إذ صدح جوالي بالنغمة المعلنة عن استقبال رسالة واردة ، فتحت الرسالة وقرأت فيها ما جعلني أستحضر البيت الشعري الذي استشهد به الأحمري في مقدمة مقاله :

لما رأيت الأمر أمرًا منكرا **** رفعت صوتي ودعوت " العقلاء "

الصور الشخصية لبنات رفحاء أصبحت لازمًا لتخطي روتين التقديم للانضمام إلى جامعة ... أقصد كلية البنات في رفحاء ، هذا التقديم المُشكِل منذ أسابيع خلت ؛ إذ كان وسيلة لسرقة جيوب أولياء أمور بتقديم خمسين ريالا أول الأمر لينتهي في جيب أحدهم قبل أن يلغى ، ثم يعود الآن وقد تسللت يدُ أحدهم ليسحب خمسينًا أخرى ؛ لتنضم إلى أختها ويكون المجموع 100 ريال تدفعها عدًّا وغصبًا .. أقصد : عدًّا ونقدًا ، وتسللت أخرى لترسمَ طلب الصور الشخصية للمتقدمات لهذه الكلية .

مالكم وَلِصُور البنات ؟! وماذا يقدم هذا الطلب الجديد لروتين التقديم ؛ بالأصح .. ماذا سيفقد إجراء التقديم للكلية بلا طلب لصور البنات ؟! هذا الأمر منكرٌ وجوب زواله يتفق عليه العقلاء ؛ مع أنه لا لازم لتطبيقه أبدًا ، وهاهي المؤسسات الحكومية الخدمية الموجهة للنساء لا تشترط الصور أبدًا ؛ بل والمؤسسات والشركات الخاصة كذلك ... فلماذا يطبق مثل هذا الأمر القبيح ؟!

طبعًا معاذ الله أن يُتهم المسئولين في الكلية بأن قرارهم هذا دعم للتغريب ، وحرب للفضيلة ... إلى آخر هذا القاموس ، لكنه قرار أصدر ، وإن شاء الله تعالى أنه سيُراجَع إن كان الأمر بيدهم ، وإن لم يكن كذلك – كما سمعت – فلعل المسئولين هنا يكون لهم دور في مراجعة مثل هذا القرار مع الجهة التي عمّمت عليهم – إن كان ما سمعته صحيحًا - .
[/align]