ديــــــــــن الــــبــشــت والـــعــبــــاة ...!!!!!!!!
________________________________________
عندما ينتقل حب الدنيا ، والركض بلهث وراء المال ،

من الأيدي ويصل القلوب ، عندها تظهر ظاهرة متديني الظاهر ،

الراكضي بلهف وراء المال ،

وهم كثر في زماننا هذا ، ولقد فطنت لهم الدولة ( مشكورة ) ،

فقامت بإرخاء المال والمناصب عليهم ، ليس حبا فيهم ،

بل لتسكت ألسنتهم ، ولتشغلهم بالمال ، ليتركوا الأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر ،والدعوة إلى الله ـ عز وجل ـ وطلب العلم والزهد

والورع ، وليشتغلوا ( كما عندنا ) ببناء الفلل وشراء الأراضي

فأصبح القاضي شريطي أراضي ...!!!!

فبانوا بعد ما كانوا خافين ، وتركواالزهد بعد ما كانوا ورعين ،

فهدأت أصواتهم بعد ما كانوا يجلجلون الأرض من فوق المنابر،

وقلت حركاتهم بعد النشاط في الدعوة وألفوا الجلوس وراء

المكاتب الفخمة ، وكبرت بطونهم ، وعلت قصورهم ،

فلا تجد فرقا بين قصر الأمير وقصر الشيخ ،

وكثرت نسائهم ولو كان هناك إماء فحدث ولا حرج ،

( وكأن تكثير سوادالمسلمين واقف عليهم ) ، ناهيك عن

السيارات الفارهة ، وانظروا إلى سياراتهم ، والحسابات الممتلئة ،

ويحدثني أحد موظفي البنوك ، أن كبار العملاء المميزين هم مشائخ

وقضاة ،مع أن الأحرى بهم بذل المال لا تجميعه ،

أما من ناحية الوظائف التي تسند لهم فهي كثيرة ،

والغريب أن أغلبها فخرية أو احتياطية ، حتى تأتيهم

إيراداتها وهم جلوس خلف مكاتبهم ،

فياليت شعري هؤلاء هم خلفاء العلماء الزهاد رحمهم الله ،

ولا رحم من عبد الدنيا وذل للمال ...!!!!!

وإني هنا أسجل شهادة فخر واعتزاز لكل طالب علم وعابد متعبد

لم تلهه الدنيا وزخرفها ، وقنع بما في يده ، وعلم أن السعادة في القناعة ،

ويقول في دعاءه ::: اللهم لا تجعل الدنيا في قلوبنا واجعلها في أيدينا .

حكمة : الإلتزام سلوك وأخلاق لا مظاهر ونفاق .