منقول من موقع الجزيرة :



هيئة الأمر بالمعروف... شكراً!!
رقية سليمان الهويريني



اتصلت إحدى الفتيات بمركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالخبر، وطلبت منهم مساعدتها على قطع علاقتها مع شاب ترصد لها وقام بتصويرها دون علمها، محاولاً ابتزازها بنشر صورها في مواقع الإنترنت وتهديدها بفضح علاقته بها، بعد علمه برغبتها تركه لتقدم غيره للزواج منها. إلا أنها قاومت التهديدات وأصرت على قطع هذه العلاقة والعيش في حياة زوجية شريفة. وقد بدأ الشاب بتنفيذ تهديده ونسخ الصور على أسطوانات مدمجة، ووضعها أمام منزل أسرتها، واتصل بها مؤكداً قدرته على إنجاز وعيده مما تسبب لها بأزمة نفسية، فبادرت بالاتصال بالهيئة لخشيتها أن تؤدي تصرفاته إلى فقدان الحياة الزوجية الكريمة.

الجميل في الأمر أن الهيئة تعاملت مع القضية بسرية تامة، وقامت بالتحريات وجمع المعلومات حول سلوك الشاب ومقر سكنه، والتأكد من صحة تلك المعلومات، وبعدها أحضر لمقر الهيئة بطريقة محترمة بعيداً عن إهدار الكرامة، ومقابلته بهدوء وحسن معاملة، ومناقشته بالتهمة حسب الدلائل المتوفرة، فاعترف بالتهديد والابتزاز للفتاة، وتم نصحه وتوجيهه وبث روح النخوة والشهامة في نفسه، مما جعله يخجل من تصرفاته، حيث قام على الفور بتسليم النسخ الأصلية من الصور وأحرقت في الحال، واتخذت كافة الإجراءات الاحتياطية اللازمة التي تكفل عدم عودة الشاب لفعلته مرة أخرى، وتم الاتصال بالفتاة وإعادة الطمأنينة والاستقرار النفسي لها.

وهذه الحادثة تنم عن تصرف حضاري يندر القيام به في البلاد الأخرى، مما يجعلنا نشيد بهذا الجهاز على ما يقوم به من حفظ لأعرض الناس وكراماتهم، ومحافظة على رباطهم الأسري من التمزق، وهي بلا شك من الخطوات الموفقة التي تحسب لهيئة الأمر بالمعروف، وليتها هددت الشاب بالتشهير به إن عاود فعلته! أم أن الشاب لا تهمه سمعته؟!

ومع دعائنا أن تعيش هذه الفتاة حياة زوجية سعيدة مطمئنة بعد أن تورطت، فأحسنت التصرف إلا إننا لا بد أن نحذر كل فتاة أن لا تنساق خلف الكلام اللين من الشباب فتقع ضحية لهؤلاء الذئاب، لئلا تضطر للجوء لأي جهاز لمساعدتها، ومن تطورطت في مثل هذه العلاقات المشبوهة فعليها اللجوء أولاً إلى والديها حيث يعد ذلك من أهم مسؤوليات الأسرة التي يتطلب منها أن تتخذ الحكمة والتروي، ومسؤوليتها الأكبر أن تحافظ على بناتها وأولادها من الوقوع بهذه الممارسات الخاطئة. أما من ضاقت بها السبل فعليها التوجه إلى الهيئة حيث تعامل القضايا هناك بكل سرية حتى في الأوراق الرسمية، فهي حريصة على الستر، وسباقة للإصلاح والصلاح.

والمجتمعات - بالفعل - بحاجة إلى سفينة نجاة كبيرة تنقذها من الغرق!

رابط الخبر : http://www.al-jazirah.com/2488978/ar4d.htm