[align=center]


عفوية التعبير الوطني



تركي بن عبد الله السديري


لو أن قوة سياسية أرادت أن تجهز مظاهرة بشرية تأييداً لها بكل وسائل الإغراء أو الإكراه لما استطاعت أن تجهز ذلك التعبير العفوي المبسط الذي اكتسح الشارع العام والمحلات التجارية الكبرى..
وهل هناك ما هو أصدق دلالة من "التعبير العفوي" الآتي من مشاعر الناس وعواطفهم وهل هناك أيضاً بالنسبة لوحدة المجتمع ما هو أهم من "اليوم الوطني" الذي أكد الناس أنهم وجدوا فيه منطلقات وحدتهم ومنطلقات توجهاتهم نحو الأمام وكل مؤكدات الفروق الكبيرة بين أمنهم ومعيشتهم والآفاق الجديدة التي تتفتح لتطورات مستقبلهم وبين ما هي عليه المجتمعات الأخرى من إعاقات تبدو لدى البعض أنه لا حلول لها؟..

في العادة أتلقى أخبار مثل هذه الأحداث بالسماع.. أما يوم الأحد الماضي ولارتباطي بحوار مع قناة "الإخبارية" وكان موقع الحوار في سوق الفيصلية فقد وجدت نفسي غارقاً وسط ذلك البحر البشري الذي كان يتدفق في ممرات مختلف أدوار ذلك السوق الرائع التصميم.. أطفال.. ربما بالمئات.. فيهم من وضع جزءاً من العلم الوطني على جبهته، وآخر علق صورة الملك عبدالله على صدره.. هناك من استبدل الثوب بلون العلم وهناك من حمل علماً صغيراً يرفعه وسط ذلك الازدحام.. وما تقوله عن الأطفال تقوله أيضاً عن الشباب الذي مارس بعضهم أيضاً تنويع ملابسه وبعضهم ارتدى قبعات بلون العلم.. أعداد كبيرة.. كبيرة من الشباب كانت تحتفل بشكل عفوي يسيطر عليه فرح عارم بحب يومهم الوطني..

يلفت انتباهك ولابد أن تبتسم عندما يفرض الازدحام - وإلا فكل منهما يحاول أن يبتعد عن الآخر - أن يلتقي أصحاب الشعور الطويلة على الرأس مع أصحاب الشعور الطويلة في الذقن.. ستجد أن برقاً حاداً يلمع بين عيون الطرفين.. لماذا هذا خطأ.. الكل أسرة واحدة وتحت علم دين ودولة واحدة..

والطرائف لا تقف عند هذا الحد حيث نعلم أن التلفزيون يقدم لقاءات نسائية لسيدات غير محجبات لكنهن محتشمات المظهر جداً، أما في الفيصلية وعندما كانت النساء يصغين لحوار تجريه مذيعة في الدور الأرضي مع أخريات يأتي من يحتج ويؤكد أنه لا يجوز ذلك مع سافرات..

ما وجاهة هذا الاعتراض؟..

http://www.alriyadh.com/2007/09/26/section.leqa.html
[/align]