[poet font="Simplified Arabic,4,firebrick,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/8.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
حديقة الأنسان

وَلَدي يزور حديقةَ الحيوانِ = ويعود يحكي لي كوصف عيانِ
ويقول : يا أبتي رايتُ َشَاهداً = تَدَعُ الحليمَ هناك كالحيرانِ
إنّي رأيتُ الذئبَ يظهرُ بأسَهُ = في نعجةٍ منهدَّةِ الأركانِ
ورأيتُ قرداً فاسقاً متلصصاً = يرنو إلى أُنثى لدى الجيران

ورأيتُ ديكاً مُتْخَماً شَبَعاً ولم = يَرْمِ الفُتاتَ لجارهِ الجوعانِ
ورأيتُ ليثاً خائراً متخاذلاً = وعرينه تلهو به الجرذانِ
ورأيتُ صقراً غافلاً.. وإناثُهُ = مفتونةٌ بالبومِ والغِربانِ

ورأيتُ ثوراً كم يظنُّ خُوارَهُ = شَدْواً كشدوِ بلابل البُستانِ
ورأيتُ دُبَّاً كالكثيب ضخامةً = ويظنُّ قامتَهُ كغُصن البانِ
ورأيت للحرباء ألفَ عباءةٍ = لِتَبَدُّلِ الأحوالِ والأزمانِ

والثعلب المكار يمشي خاشعاً = متظاهراً بالزُّهد والإيمانِ
فصرختُ : أُقْصُرُ يا بُنَيَّ ولا تَزِدْ = وصفاً.. فتلك حديقة الإنسانِ
لَلذِّئب أرقى مِن بني الإنسان = إنْ عاشوا بغير المنهج الربَّاني

مسحوب
[/poet]