عندما تتلون الحرباء

ترى بعض الخلق قد جمع كل الحمْق ، عن طريق التناقضات التي تصدر منه غالب الأوقات ، ليس له طبع محدد ففي كل يوم أخلاقه تتجدد ، تراه في بعض الأحيان أفضل مخلوق وأجمل إنسان ، ضحوك مزّاح والبال له مرتاح ، يحب الخير ويساعد الغير ، حريص على لقاءات الشباب لأنها تجلو المصاب ، خفيف الظل ويحبه الكل ، يسلم على الجيران ويزور الأصدقاء والخلاّن ، أخلاقه عالية وأوصافه سامية ، فجأة دون سابق إنذار تتحول الصداقة إلى جحيم ونار ، فصديق الأمس تحول إلى نِمس ، تقف عند الإشارة وينظر إليك كأن في عينيه شرارة ، حتى السلام الذي هو من شعائر الإسلام لا يعير له أي اهتمام ، تأتي الأيام وتذهب قد ترك الخلق وعنهم تحجّب ، ونحن لسنا معصومين لكن معه لم نخدش أخوة الدين ، وعندما تسأله عن سبب أفعاله يخبرك أنه ليس هناك شيء وإنما هذه دائماً حاله ، فتقول في نفسك ربما أني وهمت أو قد جننت ، ومن الغد مباشرة تعود الخلّة وتكون المعاشرة ، ويأتيك ويقول ماذا فيك ، أين الناس يا عديم الإحساس ، ويلقي عليك الملامة ثم طيري يا حمامة ، ثم بعد ذلك تصاب بالدوار أو الجسم من فعله ينهار ، الكثير منكم قد رأى مثل هذه النوعيات وصار لديه أوهام وإشكاليات ، فنريد الحلول الناجعة حتى تخف علينا الفاجعة ،