



-
عضو جديد
أخي الحبيب هل أنت منهم ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
عزيزي القارئ :
قد كثر هؤلاء بين صفوف المسلمين!، وخفي الكثير من صفاتهم، وذلك لما يتصفون به من براعة في التمويه على المجتمعات المسلمة لقصد النيل من الدين والعقيدة ، ولاشك أن كثرتهم مع تقصير الكثير من المسلمين في التحذير منهم يشكل خطرا عظيما على الأمة الإسلامية، وخصوصا مع كثرتهم ووجود من يناصرهم من أعداء الإسلام والمسلمين، قال ابن بطة في الإبانة: وقد جاءت الآثار تعبر عن كثرة المنافقين بين صفوف المؤمنين وحركتهم النشطة سعيا وفسادا، فشبههم ابن عمر بأنهم ذئاب بالليل،وذئاب بالنهار،
وأخبر مالك بن دينار بأنه لو نبت للمنافقين أذناب ما وجد المؤمنون أرضا يمشون عليها، وذلك إشارة لكثرتهم بين صفوف المؤمنين، وحركتهم الدائبة بين هذه الصفوف.
ومع حرصهم الشديد على الاختفاء إلا أن المتمعن في تحركاتهم وأساليبهم وخطاباتهم وإن ألبسوها بلباس أدبي وما يصدر عنهم من زخرف القول! لابد أن تفرز منهم رائحة قول يشم منها النفاق، قال تعالى((ولتعرفنهم في لحن القول))
فاحذر أخي الحبيب من أن تكون منهم ، أو تكون عونا لهم من حيث تشعر أو لا تشعر ، واسأل نفسك هل يوجد فيك بعض هذه الصفات فاحرص على اجتنابها ،
الصفة الأولى :
مرض القلب
قال الله تعالى : ((في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)) قال عبد الرحمن بن زيد : هذا مرض في الدين وليس مرضا في الأجساد ,وهم المنافقون ، فأخبر الله جل ثناؤه أن في قلوب المنافقين مرضاً, وإنما عنى تبارك وتعالى بخبره عن مرض قلوبهم ,الخبر عن مرض ما في قلوبهم من الاعتقاد ، و قال ابن القيم: مرض المنافقين : مرض شك وريب...ثم الشك والجهل والحيرة والضلال و إرادة الغي وشهوة الفجور في القلب : تعود إلى هذه الأمور الأربعة فيتعاطى العبد أسباب المرض حتى يمرض فيعاقبه الله بزيادة المرض لإثارة أسبابه له، وقال سيد قطب : في طبيعتهم آفة. في قلوبه علة. وهذا ما يحيد بهم عن الطريق الواضح المستقيم. ويجعلهم يستحقون من الله أن يزيد هم مما هم فيه ،
الصفة الثانيــــة :
الخوف والرعب من انكشاف ما هم عليه:
قال تعالى:((يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرجٌ ما تحذرون))، يعلم المنافقون خبث طويتهم وسوء مقاصدهم ولهذا فهم يحذرون من انكشاف سرهم ,وتبين أمرهم ,فهم يحذرون أشد الحذر من أن يطلع المؤمنون على نواياهم , وما يخططونه للنيل من الإسلام والمسلمين , ولكن يأبى الله إلا أن يفضحهم , ويبين عوارهم وذلك من خلال فلتات ألسنتهم , وزفرات ما تكنه قلوبهم , فتنبعث منهم رائحة كريهة صداها الكيد للدين وأهله , وما تخفي صدورهم أكبر, فهم لا يقلون خبثاً عن أسلافهم في عهد النبوة ،
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله : كانت هذه السورة الكريمة تسمى (الفاضحة) لأنها بينت أسرار المنافقين ، وهتكت أستارهم , فما زال الله يقول : ومنهم ومنهم ، ويذكر أوصافهم ، إلا أنه لم يعين أشخاصهم لفائدتين :
إحداهما :أن الله ستير يحب الستر على عباده.
و الثانية : أن الذم على من اتصف بذلك الوصف من المنافقين ، الذين توجه إليهم الخطاب وغيرهم إلى يوم القيامة، فكان ذكر الوصف أعم وأنسب حتى خافوا غاية الخوف.
الصفة الثالثة :
الاستهزاء بالمؤمنين
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون))1 فهم يلقون المؤمنين بوجه ، والمنافقين بوجه آخر، غير أن الوجه الحقيقي لهم هو ما يلقون به شياطينهم ، أما ذلك الوجه المستعار للقاء المؤمنين فما هو إلا نفاق مظلم يصدر من تحت عباءته كره شنيع للكتاب والسنة والمؤمنين ، ولو نزلنا هذه الصفة على أهل زماننا اليوم لتكشف طوابير من المنافقين الذين يظهرون الإيمان والنصح والمودة وهم ابعد ما يكونون من ذلك .
الصفة الرابعة :
الظن السيئ بالله تعالى
قال الشيخ سيد قطب رحمه الله وقد جعل الله صفة المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات هي ظن السوء بالله ، فالقلب المؤمن حسن الظن بربه ، يتوقع منه الخير دائماً ، يتوقع منه الخير في السراء والضراء ، ويؤمن بأن الله يريد به الخير في الحالين ، وسر ذلك أن قلبه موصول بالله ،وفيض الخير من الله لاينقطع أبداً ، فمتى اتصل القلب به لمس هذه الحقيقة الأصيلة ، وأحسها إحساس مباشرة وتذوق ، فأما المنافقون والمشركون فهم مقطوعو الصلة بالله ، ومن ثم لا يحسون تلك الحقيقة ولا يجدونها ، فيسوء ظنهم بالله ، وتتعلق قلوبهم بظواهر الأمور ، ويبنون عليها أحكامهم ، ويتوقعون الشر والسوء لأنفسهم وللمؤمنين ، كلما كانت ظواهر الأمور توحي بهذا ، على غير ثقة بقدر الله وقدرته ، وتدبيره الخفي اللطيف.
وقد جمع الله في الآية أعداء الإسلام والمسلمين من شتى الأنواع ، وبين حالهم عنده ، وما أعده لهم في النهاية ، ثم عقب على هذا بما يفيد قدرته وحكمته : ((ولله جنود السماوات والأرض ، وكان الله عزيزاً حكيما(
فلا يعييه من أمرهم شيء ، ولا يخفى عليه من أمرهم شيء ، وله جنود السماوات والأرض ، وهو العزيز الحكيم.
الصفة الخامسة :
الجلوس مع المستهزئين بآيات الله
الجلوس في مجالس المستهزئين بآيات الله ، ومؤانستهم ، ومسامرتهم ، لاشك أنه رضاً صريحاً أو ضمنياً بنشاز كلماتهم التي ما أرادوا بها إلا السخرية ، والاستهزاء بآيات الله ، وهذه من صفات المنافقين ، قال الله تعالى ((وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا))النساء 140 ، وما كان جلوسهم مع من يستهزئ بآيات الله ويسخر بها إلا لمرض في قلوبهم ، ونفاق فاضت به صدورهم ،
وفي هذه الآية الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع ، من المبتدعة والفسقة ، عند خوضهم في باطلهم.
ولا يقل عن مجالستهم : الاستمتاع و الإعجاب بما يطرحونه عبر الشاشات ، والمذياع ، والصحف و المجلات ، فينطبق عليهم ما ينطبق على من يجالسهم وجهاً لوجه ،
الصفة السادسة :
التكاسل عن الصلاة
قال تعالى ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى)
قال ابن كثير رحمه الله : (هذه صفة المنافقين في أشرف الأعمال وأفضلها وخيرها وهي الصلاة . إذا قاموا إليها قاموا وهم كسالى عنها ، لأنهم لا نية لهم فيها ، ولا إيمان لهم بها ولا خشية ، ولا يعقلون معناها ،
الصفة السابعة
الكذب في الحديث
( إذا حدث كذب )
الصفة الثامنة
الغدر
( إذا عاهد غدر )
الصفة التاسعة
الفجور في الخصومة
( إذا خاصم فجر )
الصفة العاشرة
إخلاف الوعد
( إذا وعد أخلف )
الصفة الحادية عشرة
خيانة الأمانة
( إذا اؤتمن خان )
الثانية عشرة
سقوطهم في الفتنة
( فتنة الدين ) ألا في الفتنة سقطوا
اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، اللهم أرنا في المنافقين عجائب قدرتك، اللهم فافضحهم شر فضيحة، اللهم لا ترفع لهم راية، واجعلهم لمن خلفهم آية. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)