[align=right]الفكر السليم والمنهج الواضح لا يحتاج إلى قوةٍ تُقحمه إلى العقول ورهبة تدخله إلى القلوب بل بمجرد أن تعرضه (الضمير يعود إلى الفكر) أمام العقلاء فحتما ستنجح ، وتلقى التأييد والمبــاركة ممن يستمع لك فإن اضطررت للشرح والتوضيح فاعلم أن هناك خلل فيما تقدمه، لأن ما يحتاج إلى شروح وشرشحة وحواشي وزيادة ونقصان لا يعتبر فكرا نقيا صرفا وكما يقول سيد قطب ـ رحمه الله وعفا عنه ـ :
(أكثر مايدخل الغربيين والأمريكان إلى الإسلام ثلاثة أمور :
الوضوح ،والإستقامة , والبسـاطـة) ا.ه

انظروا مثلا إلى المسلمين الأوائل ،سيجد من يطلع على آثارهم وضوح منهجهم ، وإستقامة طريقتهم ،وسهولة الإيمان بما يحملونه من نور مبين ،كانوا لا يحملون بصدورهم إلا حب الخير للناس وتمنيهم الشهادة والموت على أن يوصلوا ما آمنوا به لمن ضل من البشر

لا أقول أن هؤلاء إنقرضوا ودفنهم الزمن بسنينه وطواهم التاريخ بصفحاته, لا . بل هناك الكثير ولله الحمد ممن يطبقون هذا المنهج الربــاني ،فبالرغم مما واجهوه ويواجهونه من حملات شعواء ومقالات حمقاء وكتب خرقـاء وبهتانٍ وإفتراء ،إلا أنهم لا زالوا باقون على ما هم عليه من صفاء في السريرة وزهد في دنياً يتقاتل عليها تجرة الدين وحـمـاة الفساد

فرقة من الفرق منهجهم عجيب ،وحالهم غريب ،يبترون النصوص من سياقها وينصبون المحاكمات للمسلمين
ويمتحنون الناس في دينهم ،كل الخلق لديهم مشكوك في ولائهم لولاة الأمور ،ومشكوك في نصحهم إن أرادوا نصحا ،يفسرون الكلمة الطيبة بأنها كلمة يراد بها إثارة العوام وتأليب الرعية على الراعي !

لفَظَ العقلاء وأنصاف العقلاء هذا المنهج الأرعن لأنه قائم على المداهنة وتقديس ما لا يجوز تقديسه ،فلجأ هؤلاء إلى البرقيات العاجلة والمستعجلة والتقارير المطولة والطبية !
لكل من له سلطة ليسجن فلان ويمحق علان ويسحق كل من تسول له نفسه فعل خير أو ابتغاء معروف
وللمرة الثانية يلفظهم المسؤولون ويُقال أحد كبرائهم من منصبه ،وليس هذا بمستغرب لأن ما كان لغير الله لا يصمد طويلا بل تكون له شنشنة وجلبة يسمعها القاصي والداني ثم يخمد إلى غير رجعة ويذهب إلى نفايات السوء والمقت ..
ويقال :أن الحق سأل
أين كنت حينما ظهر الباطل ؟
فقال الحق :كنت تحته لأجتث جذوره !

ولكن هذه الزمرة لجأت إلى زاويةٍ ضيقةٍ مظلمة ،لا ترى فيها إلا ظلمة قلوبهم وقبح سرائرهم
لجأوا إلى مناصبهم التي لاتزال في أيديهم، ولن تدوم طويلا بطبيعة الحال

أقول أنهم فرضوا بالقوة على من كان تحت أيديهم أن يوافقهم فيما ذهبوا إليه من بهتان على العلماء وطلبة العلم
فالدكاترة الدكتاتوريين بالجامعات مهمتهم تهديد الطلاب بالدرجات لتصبح دركات !
والتلويح بالحرمان من الإختبارات ،والتلميح بأن رسوب الطالب ونجاحه مرتهن بشتم سيد قطب وشجب حسن البنا والبراءة من الإخوان وكل كلمة تحتوي على حروفها ومشتقاتها ،وخزعبلات يقحمون الطالب في دهاليزها وهو في غنى عنها

يطلب هذا الدكتور من الطالب ـ الذي لا يملك حولا ولا قوة ـ يطالبه ببحثٍ كامل مليء بكل شيء إلا التقوى
متخم بكل معلومة إلا العلم ، في هذا البحث يتعلم الطالب البهتان والكذب ،والنفاق الذي لايستمرأه إلا من لاخلاق له في الدنيا والآخرة
يتعلم الطالب كيف يكون منافقا لا يؤمن بما يقول ولا يتبنى ما يكتب ولا يفعل ما يزعم فعله

هذه الزمرة بلجوءها إلى هذا الأمر وهو إستخدام السلطة لأكبر دليل وأوضح برهان على إفلاسها وعدم تقبل الناس لها ،علما أن في جامعاتنا ليس من حق الدكتور أن يلزم الطلاب ببحث في غير مادته التي يدرسها ولكن هذه الزمرة
خالفت النظام وهي المدعية بإلتزامه وخانت الأمانة وهي الزاعمة بصيانتها !

يذكرني هؤلاء بالشيوعية وفكرها فحينما أعلن كارل مارِكس أفكاره وقال للناس أن فكره لا يمكن أن تعيش البشرية من دونه لم يؤمن أحد فيما قال حتى أتى السفاح لينين ومن بعده المجرم جوزيف ستالين فأدخلوهم بالحديد والنار إلى معقل الشيوعية
وهددوا الناس بالجيش المخيف الذي يسمى الجيش الأحمر ،ومع كل هذه القوة وهذه المنعة لم يدم هذا الفكر أكثر من قرن ثم أصبح فكر الماركسية الشيوعية ذكرى من الذكريات وخبر من الأخبـــار !

وكما أسلفت أن زمرة الجامية ـ استأصل الله شأفتهم ـ لا يمكن لعاقل أن يتقبل فكرهم ويستسيغ منهجهم ،بالله عليكم هل من الدين في شيء أن يكون الهم الأكبر لك تتبع الخطأ والبحث عن كل زلــة صغرت أم كبرت ؟
هل من الإسلام أن تشغل نفسك وتمضي سنيّ عمرك بتتبع عثرات قوم أفضوا إلى ما قدموا .. !
ثم هل انتهينا من أعداء الدين وضلالاتهم كي نتفرغ لخلافاتنا ؟

قالت العرب قديما أن الحسد والحقد يضمحل عند الخطر ،وتخبو جذوة الغضب إن استهدف الغاضب والمغضوب عليه ،فتجدهما متعاونان على الخطر الداهم عليهما ،فإذا انتهى ما يُخاف منه ،فلكل حادث حديث .

ولكن بني جام مصرون على التفرقة جادون في شتات أنفسهم قبل غيرهم ،فمن قصر نظرهم وتخبط منهجهم أنهم لا يلقون بالا ولا يحسبون حسابا لتحركات مشبوهة أخذت تتزايد مع الوقت وهم لاهون عنها متعامون عن عواقبها الوخيمة التي قد تحيق بالجميع

فإن سألت عن أكبر همومهم وشاغل عقولهم والهدف الذي يسيرون إليه فلن تظفر بإجابة بل ستربح عقولا فارغة متفرغة لا تجيد إلا :سلمان العودة يجب التحذير منه ،عايض القرني انقلب على عقبيه ،سفر الحوالي وبيان ضلالاته ،وخذ من هذه الوقاحة التي تصيبك بالغثيان المزمن والمرارة التي تشتهي بعدها أن تقول لمن يحدثك :
( اخرس يا وقح) !
أعلم ان هذا الموضوع سيثير عددا لا بأس به من بغــاث الطير ومتملقة القصور ومتسلقة الجدران !
لكن :
وما ضر الورود وما عليهـــا .. إذا المزكوم لم يطعم شذاهـــا

غفر الله لسيد قطب وعفا عنه ،وحفظ الله مشائخنا وتاج رؤوسنا سفر الحوالي شافاه الله
وسلمان العودة متعنا الله بعمره ،وعايض القرني سدد الله خطــاه على طريق الخير

ولا عزاء لمن يطعن بكل مصلح مؤمن يريد الخير ويبتغي المعروف .
[/align]